اللى خلقك مش حينساك.....           

 المحرر : نرمين توفيق

أنا خلاص تعبت..مش عارف أعمل إيه؟.. كل الأبواب اتقفلت في وشي..مش قادر أحقق أي حاجة من طموحاتي أو أحلامي ..حاولت كتير وكل ما احاول أفشل...بحثت أكثر من مرة عن فرصة عمل ولكني لم أجد............
أعمل إيه وأروح لمين؟!!!!!

 

مادمنا نعيش في الحياة فلابد من التسليم بأن هناك العديد من المشكلات والابتلاءات التي نتعرض لها بشكل دائم من الممكن أن تكون صغيرة أو كبيرة كالتعرض لحادث لا قدر الله , أو فقد عزيز , أو رسوب في امتحان , أو تعرض لظلم.... الخ. وهذه هي سنة الحياة. وطريقة تعاملنا مع هذه المشكلات تختلف, فبعضنا يملك من الإصرار واليقين بالله ما يمكنه من مواجهة أي مشكلة مهما كان حجمها والتغلب عليها و البعض الأخر قد ييأس و يستسلم للوضع الحالي للمشكلة (و زى ما تيجي تيجي مابقتش فارقة).... ومنا أيضا من لا يستطيع التعامل مع مشكلاته ويرى أن فشله في التغلب عليها هو نهاية الكون خصوصا إن تعرض لتلك المشكلة الصعبة في بداية حياته وبعدها يدخل في حالة من اليأس والإحباط تكدر عليه وعلى كل من حوله حياتهم وتجعله ينعزل عن الأخرين ويتحول إلى إنسان مهمش لا يهتم بما يحدث حوله حتى ولو كان داخل أسرته.
ده في أغلب الاحيان اللى بيحصل لنا جميعا طب يا تري ديننا عالج مشكلة زى كده ؟؟؟
طبعا عالجها الإسلام فعلا لم يترك شئ إلا وتناوله .....تعالوا نلجأ لدينا العظيم و نشوف قالنا إيه ؟؟؟؟

بصراحة أنا لاقيت إن ديننا بيقولنا عيب عيب عيب ..عيب تيأس و انت عارف إن ليك رب رحيم كتب على نفسه إن رحمته سبقت غضبه عيب تكتئب و انت عارف إن ربنا قالنا إن مع العسر يسر ....بصراحة لاقيت انه عيب نستسلم لمشكلة و ربنا خلق لنا أعظم نعمة, نعمة العقل اللى ميزنا بها عن باقي المخلوقات و في الأخر لاقيت إن رب العزة سبحانه و تعالي نهانا تماما عن اليأس في قوله.. قال تعالى " ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون" يوسف آية 87 وفي أية لأخرى يقول الله عز وجل " قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون" سورة الحجر أية 56
ولكن ما هو معنى اليأس؟

هو عبارة عن حالة من الضعف والهروب. حيث يقوم صاحب المشكلة بالهروب من مواجهتها بدلا من التفكير الجدي في كيفية التغلب عليها فهو يجد أن أسهل حل للخروج من أزمته هو الاستسلام والاتجاه إلى اليأس ليتحول في النهاية إلى شخص سلبي لا إرادة له في التحكم فيما يدور حوله. وينتج عن هذا الشعور عدد من العواقب الوخيمة منها:-

 -1 يفوت عليك الفرصة في المحاولة من جديد بحجة أن الظروف المحيطة بك لا تساعدك على تحقيق ما تريده , كذلك يفوت على مجتمعك الاستفادة من طاقاتك ثم يؤدى بك في النهاية إلى فشل حقيقي إن تمكن منك هذا الشعور.
 -2
يحولك إلى إنسان ضعيف الشخصية مسلوب الإرادة مما يؤدى بك إلى الاستهانة من قدراتك الفردية فدائما ترى نفسك ضعيف ومهما حاولت فلن تستطيع فعل أي شئ مع أن هذا ليس صحيحا.
 -3
أما الشئ الأكثر خطرا أن يؤدى بك هذا اليأس إلى السير في طريق يغضب الله عز وجل ويجعلك تتجه إلى طريق الشيطان كأن تذهب إلى طريق البحث عن الثراء السريع بأي وسيلة مهما إن كانت.
مثال:- شاب بحث كثيرا عن عمل ولم يجد تخلل اليأس إلى نفسه في هذه الفترة عرض عليه شخص أخر العمل في بار أو نادى للقمار أو حتى الاتجار في المخدرات احتمال كبير جدا أن يدفعه ما بداخله من إحباط إلى قبول هذه الوظائف التي لا ترضى الله عز وجل بحجة انه لم يبحث عن عمل فلم يجد وهو مسئول عن أسرة وغيرها من المبررات التي نسمعها كثيرا ... ونقول له ألم تقرأ أية "إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين" سورة الذاريات. ولو تركت تلك الوظائف بنية أنها تغضب الله عز وجل وأنك تريد إرضاءه تأكد من أن الله سوف يبدلك بخير منها. كذلك نجد أن معظم مدمني المخدرات يقولون إنهم اتجهوا إليها هربا من المشكلات المحيطة بهم , أي أن شعورهم باليأس من التغلب على مشكلاتهم هو الذي دفعهم إلى الإدمان ... حوداث الانتحار أيضا سبب رئيسي من أسبابها اليأس من الحياة. وبذلك نرى أن اليأس هو الخطوة الأولى على طريق الانحراف والضياع الحقيقي.

 


 

وهنا عايزين نأكد أن الحل ليس بالهروب من المشكلة وإنما بمواجهتها. وهنكرر تانى ما الذي يدفعك إلى اليأس أو الاكتئاب وربك موجود؟!!فكيف تقول إن كل الأبواب قفلت في وجهك أنسيت باب الله الذي له مللك السماوات والأرض؟ أم أن ثقتك في الله وقدرته مجرد كلام؟ كل ما عليك أن تأخذ بالأسباب في البداية وتلجأ إلى الله بعد بذل ما بوسعك من جهد بعدها اترك النتائج عليه وتأكد انه لن يتركك حتى وإن كانت كل الظروف الحالية تؤكد عكس ذلك.
فهمما كان الموقف الذي تتعرض له يحمل لك شرا (من حيث الظاهر) هو في الحقيقة قد يكون فاتحة خير عليك دون أن تدرى. وهيا بنا نتذكر ما حدث لسيدنا يوسف عليه السلام من ابتلاءات في حياته.....
حقد فظيع من إخوته أدى بهم في النهاية إلى إلقائه في البئر وهو طفل صغير, بعد عن أبوه , انتقل إلى بلد لا يعرف فيها أحد, بيع كعبد , تم اتهامه ظلما , دخل السجن ولبث فيه عدد غير قليل من السنوات. وبالرغم من كل هذه الظروف الصعبة- التي لو تعرض أحدنا لبعضها لأصيب بكل أنواع الإحباط والاكتئاب- انظر إلى موقف سيدنا يوسف ( عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام) هل أصيب باليأس؟ هل قال لماذا أنا الذي أتعرض لكل هذا؟ لا ولكنه تمسك بالله ولم يترك اليأس يتسلل إليه والدليل على ذلك أنه وهو في أحللك الظروف وهو في السجن كان يؤدى رسالته وهى الدعوة لعبادة الله الواحد الأحد. فقال تعالى
"يا صاحبى السجن ءأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار" سورة يوسف39
فكان يوقن أن الله تعالى الذي خلقه لن ينساه وبالفعل وبعد كل هذه الابتلاءات سبب الله من أجله الأسباب حتى تحول من سجين إلى أهم شخص في الدولة كلها حيث ولاه الملك خزائن الأرض وجمع الله بينه وبين أبيه وإخوته بعد أن سامحهم. كذلك انظر لما تعرض له سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته في بداية الدعوة من معوقات فقد كانوا قلة مستضعفة لاقوا ألوان شتى من العذاب وبالرغم من ذلك لم نسمع أن احدهم أصابه اليأس في أن الإسلام لن ينتشر لأنهم كان لديهم يقينا كبيرا في وعد الله وبدلوا كل ما يملكون ضحوا بأنفسهم وأموالهم وبالفعل نجحوا في تحقيق هدفهم وأصبح المسلمون الآن أكثر من خمس سكان العالم.

ومعنا الآن نموذجان لشابين من حياتنا المعاصرة الاثنين تعرضا لظروف صعبة ولكنهما تعاملا مع ظروفهم هذه بطريقة مختلفة الأول قاوم اليأس والإحباط أما الثاني للأسف وقع فريسة لهذا الشعور المدمر وبالتالي كانت نهاية قصة كل منهما مختلفة عن الأخر الشاب الأول كان يسبح في الماء فتعرض لحادث حيث وقع على الصخور أدى إلى إصابته بشلل كامل كان في البداية وقع هذا الحادث شديد على نفسه ولكنه قرر أن يتعامل بإيجابية مع وضعه الجديد وان يقهر ما بداخله من يأس وبالفعل استغل أعظم نعمة حباها الله للإنسان نعمة العقل و التفكير و أصبح من مبرمجي الكمبيوتر في الشرق الأوسط و بدأ في التعاقد مع كبري شركات البرمجيات كل هذا و هو نائم على ظهره لا يستطيع أن يحرك ساكنا فكان على سبيل المثال يستخدم فمه للامساك بالماوس بجد يا جماعة نعم الله لا تعد و لا تحصى فكلما فقدنا منها نجد الكثير منها لنستخدمه في حياتنا.

أما الشاب الأخر اسمه عبد الحميد درس في كلية سياسة واقتصاد جامعة القاهرة وكان من الطلاب المتفوقين جدا , كثير من أصدقاءه وأساتذته توقعوا له مستقبل باهر وبالفعل تخرج من الكلية وبتفوق ثم تقدم للعمل في السلك الدبلوماسي ونجح في جميع الاختبارات التي تجرى للقبول في الوظيفة التي تقدم إليها كنت سعادته وسعادة أسرته البسيطة غامرة عندما علم انه نجح في الاختبارات وفي اليوم الذي ذهب فيه لتسلم العمل فوجئ بالمسئول يقول له" أنت مرفوض" فقال له الشاب وهو مذهولا "حضرتك أكيد غلطان لأني قد اجتزت كل الاختبارات" فرد عليه المسئول " أنت غير لائق اجتماعيا" قال له عبد الحميد" يعنى إيه؟" قال المسئول" لأن أبوك فلاح" دعونا نعترف أن هذا الموقف صعب للغاية أكيد عبد الحميد في ذلك الوقت تذكر كل التعب الذي تعبه في سنوات دراسته السابقة وأكيد أيضا أصيب بإحباط شديد من الظلم الذي وقع عليه ولكن كان على شخص مثله ألا يسمح لليأس بالتسلل إلى نفسه المثابرة الطموحة كان عليه المحاولة من جديد حتى ولو أدى الأمر إلى رفع دعوى قضائية للمطالبة بحقه.

ولكن للأسف عارفين عمل إيه؟ انتحر .... ألقى بنفسه من فوق كوبري قصر النيل وندعو الله عز وجل أن يلتمس له العذر والمغفرة. ( هذه الحادثة نشرت في العديد من الصحف ) شفت أد إيه اليأس ممكن يدمر حياة إنسان.
طب يعني دلوقتي أعمل ايه يعني عشان اطلع من اليأس و الفشل ده؟
 -
حدد هدف لحياتك (سواء هدف على المدي القصير أو على المدي الطويل) واجتهد لتحقيقه بكل ما تملك من طاقة لأنك لو عشت بلا هدف فلن تشعر بقيمة لوجودك في الحياة ومن ثم تصاب باليأس. بس بجد و عن تجارب الكثيرين فرحة النجاح و تحقيق أي هدف لا يعادلها سعادة .....
 -
كرر المحاولة ولا تستعجل النتائج فاهم شئ أن يكون بداخلك عزيمة قوية ونفس مثابرة لتكرار المحاولة وقل لنفسك : فيها إيه لما اتعب شوية في بداية حياتى وإن شاء الله ربنا مش هيسبنى" وأقولك نصيحة كمان طوول ما انت بتتعب ضع هذه الآية العظيمة أمامك (إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً) يعني ما تخافش ذاكر و اعمل اللى عليك و خد بالأسباب و ما تخافش لو دورت على وظيفة مرة و مرتين و عشرة و مالاقيتش انت كده بتحسن العمل و البحث و بتتوكل على الله... و ربنا وعدك إن تعبك مش حيضيييييييع مش حيروح بلاش حيبدلهولك حسنات حيرزقك و يفتتحلك ابواب كتيير لكن المهم انك تثق في كلام ربنا و تصدقه
 -
اجعل فشلك هو دافعك للنجاح . فهناك قول مأثور يقول إن الفشل هو أول طريق النجاح يعنى فيها إيه لو فشلت مرة واثنين وثلاثة أكيد في الرابعة هتنجح وكل ما تقع قل لنفسك أكيد المرة القادمة هنجح.
 -
املأ وقت فراغك بأشياء مفيدة . لأن الفراغ من المداخل الرئيسية لليأس والإحباط .
 -
نمى مهاراتك فلا يقتصر هدفك أثناء الدراسة على مذاكرة موادك الدراسية فقط حتى لا تخرج إلى الحياة العملية وأنت تفتقد المهارات التي يحتاجها سوق العمل ثم تشكو بعد ذلك من عدم عثورك على وظيفة مناسبة. يعنى ابدأ في تعلم علوم الحاسب الآلي واللغات طور نفسك في مجالك اقرأ و مرن نفسك و خد شهادات دولية و اتعرف على كل جديد ومتطور في مجال تخصصك
 -
الزم الاستغفار فقد قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم "من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

و في الختام نحب أن نذكرك ببعض الآيات التي إن استشعرت معناها بصدق فلن يعرف الإحباط مدخلا إلى قلبك أبدا وهى:- بسم الله الرحمن الرحيم "إن الله يرزق من يشاء بغير حساب" أل عمران أية 37
"
ولله ما في السموات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا" النساء آية 132
"
وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها " هود آية 6
"
إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون" يس أية 82
ولنجعل مسك ختامنا هذه الآية العظيمة " ومن يتق الله يجعل له مخرجا.. ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه" الطلاق آية 3,2


عدد الزيارات : 356

Share

مقالات ذات صلة :
  • مقدمة_الدين المعاملة

  • جدد نيتك

  • رســالة من الحيـاة

  • زهقان مضايق

  • قاوم نفسك

  • مواعيدك تمام ولا…!!!

  • وشاورهم في الأمر

  • الحياء خلق الإسلام

  • التكافل ضرورة شرعية

  • العدل أساس الملك

  • تهادوا ... تحابوا

  • دعوة للحب بس بشرط

  • رحلة حب

  • الرفق أساس الحياة

  • أحسن ظنك ...يطمئن قلبك

  • عقيدة الروح

  • غربة رسالة

  • دعوة للحياة فى ظلال القرآن

  • الحلم سيد الأخلاق

  • الرضا...جنة الدنيا

  • وما صبرك إلا بالله

  • أقـــــوال أعجبتني

  • مراجعات ذاتــــيـــــة

  • متعة العطاء

  • بين ظلمة اليأس ...ونور الأمل

  • المفتاح السحري

  • السفور رذيلة

  • لمن يبغى النجاح

  • اشمعنى أناااا؟؟؟؟

  • معاً على خطى الحبيب

  • ابدأ بنفسك

  • مناجاة القلوب

  • إنها قصة حبي

  • اقرأ ..... نعم أنا بقارئ

  • أيوة طبعاً حسنة و أنا سيدك

  • وأقبل الضيف..

  • متطوعة في التأمين الصحي

  • من الفائز؟

  • وبالوالدين إحسانا

  • شريك حياتي

  • خلاف أم اختلاف

  • تربية الأبناء

  • إنما الأعمال بالنيات

  • ثقافة الاختلاف

  • كن قدوة _ حوار طفل مع أسرته

  • هكذا يجب أن يكون دعاؤنا

  • وفى المنع حكمة

  • المزيد.......
    التعليقات :


  • محمد منصور     من داخل كل إنسان او موضوعات على الجرح

    اولا موضوعك جميل جدا ومن أحب الموضوعات التى نحب قرائتها هى التى تنبع من داخل الانسان نفسه دون اى قيود لغوية او اى مجاملات فى الحديث فالله يوفقك
  • نرمين توفيق     شكرا على رأيك أ/ محمد

    الحمد لله ان الموضوع عجبك .. ويارب يكون الهدف منه وصل لينا في ظل الظروف اللي بنعشها مهما كان وقعنا صعب نحاول عشان نغيره ومننساش املنا في ربنا مع ضرورة الاخذ بالاسباب

  • الاسم  
    البريد الالكتروني    
    العنوان   
    التعليق