العار           

 المحرر : فاطمة داوود

انتظروني أنا قادم ,انتظروني

صاح وليد صاحب الإحدى عشر ربيعا بهذه العبارة و هو يحاول اللحاق برفيقيه خالد و محمود

عدل من وضع حقيبته المدرسية خلف ظهره و لكنة لم يتخلى عن الكتاب الذى يمسكه بيديه و هو يلهث و يصرخ بهم : ماذا بكم لماذا انتم فى عجلة هكذا

صاح به خالد :ألا تعلم انه لم يتبقى غير دقائق قليلة على جرس الحصة الأولى ؟؟؟ أم أصبح من المعتاد إن ننال عقابنا لأنك تصر على التلكؤ في الطريق كل يوم

كتم محمود ضحكته بيده و هز رأسه كأنة يعلن موافقته التامة على كلام خالد

نظر وليد إلى محمود قائلا: هكذا إذا سنرى من سيصل قبلي إذا ,, قالها و انطلق يجرى في اتجاه المدرسة و خلفه محمود و خالد وهم يضحكون

كان وليد أول من وصل إلى باب المدرسة بالطبع و من خلفه خالد و محمود و قد كان ما توقعوه تماما

باب المدرسة مغلق

اخذ خالد يستجدى بواب المدرسة ليفتح لهم الباب فما هى الا دقائق قليلة لا تذكر هى التى أخرتهم عن ميعاد المدرسة .

نظر خالد الى وليد نظرة كلها تهديد ووعيد و كأنة سيهم بضربة, فقد كان خالد أكبرهم حجما و كان دائما يحب ممارسة دور الزعيم عليهم.

أما وليد فقد كان ذو عينين حالمتين أعطتهما السماء لمحة من لونها , و أعطاه الصباح نضارة في وجنتيه حتى انك تعتقد للوهلة الأولى انك تنظر الى وجهة فتاة .

ظل محمود يسأل البواب و يستجديه بأنه إذا رجع الى البيت فإن أمه ستضربه بسبب تأخيره المستمر.

قال عم سيد و هو يبتسم: اة منكم تعرفون دائما انى لا استطيع منعكم لكن فى المرة القادمة.......

لم ينتظر اى منهم ليسمع باقى كلام عم السيد فقد أطلقوا ساقيهم للريح ليلحقوا بالحصة الاولى

 

هاووووووووووووووم تثاءب خالد بقوة و همس لمحمود : كم اشعر بالنعاس بقوة فى مادة الرياضيات.

محمود: هششششش دعنى اركز

نظر خالد بضيق إليه ثم نظر الى وليد ليجده غير مهتم تماما بالدرس و انهمك فى قراءة الكتاب الذى كان يحملة طول الطريق من البيت .

و لييييييييييييييييييييييييييييييييد

صرخ مدرس الرياضيات : ماذا تفعل اليها الولد الشقى لماذا لست منتبها معى

وليد: أنا؟ أنا...... اصلى....... أظن .......... اممممم , حاول جاهدا إسقاط الكتاب الذى كان يقرئه تحت المقعد حتى لا يراه المدرس

المدرس: اخرج من الحصة و اذا تكرر هذا ثانية لن تحضر اى حصة لى لأخر السنة , اخررررررررررج.

لملم و ليد أشياءه و خرج ينتظر أصدقائه فى حوش المدرسة

 

من بعيد لمحهم قادمون

و كالعادة عندما راءه محمود ضحك بصوت مرتفع مقلدا أسلوبه

أنا......... اصلى... امممممم

فضحك خالد و هو يتذكر و جهة وليد.

هكذا إذا ..

نطق وليد بهذه العبارة و هو يتناول غصن شجرة كان ملقى بجواره و ينهال ضربا على رفيقيه اللذان فرا هاربين من إمامه و هو مازال ممسكا بغصن الشجرة يحاول جاهدا اللحاق بهما و أوسعهما ضربا.

توقفوا عند شجرة كبيرة لالتقاط أنفاسهم و هم يضحكون

خالد و هو ينتزع الكتاب دون إذن من يد وليد: ها اخبرني ماذا كنت تقرئ؟؟؟؟؟

وليد و هو يحاول جاهدا استعادة كتابة: ليس من حقك , ليس من حقك أن تأخذ كتابي دون إذن.

خالد : ههههه أيها الخبيث . تقرأ عن الحب

ثم قال بأسلوب تمثيلي هزلي (روميو و جوليت) ههههههههههههههه

ضحك محمود مقلدا أسلوب وليد: أخى إبراهيم كان دائما يقول إن الحب هو أساس العدل و إن الحب هو أول خطوات النصر

صرخ فيهم وليد بغضب حقيقي : نعم أنا قلت لكم هذا الكلام ألف مرة و سأقوله مرات و مرات أيها الحمقىىىىىىىىىىىىىى

قالها و هو ينتزع كتابة بقوة من يد خالد

كان غاضبا بحق ,, كان يشعر بالغضب من أسلوبهم الهزلي فى التحدث عن أخيه إبراهيم ,كان إبراهيم اكبر من وليد بعشر أعوام ,كان طالب بكلية الحقوق و كان دائما حريصا على أن يتعلم القانون قائلا : حتى استطيع اخذ حقوق بلدي .. كان إبراهيم مؤمنا بالحب و انه الوسيلة الوحيدة للحرية .

و لكنة قتل بيد اليهود فى الانتفاضة الأخيرة ..قتلة اليهود برصاصة مباشرة فى قلبه المليء بالحب لأنه أراد الدفاع عن وطنه .

مات و لكن وليد مازال يذكر الابتسامة التى ظلت على شفتيه و عينيه التي ظلت تنظر إلى السماء.

 

كان غارقا فى ذكرياته عندما افاق على صوت خالد يصرخ فيه : اخفض راسك

ما ان خفض رأسه حتى سمع صوت طلقات رصاص من حوله .

احتمى ثلاثتهم خلف جذع الشجرة الضخم

صاح محمود: من هؤلاء من هؤلاء؟؟

خالد و قد شعر بانة يجب ان يحمى رفيقية : لا ادرى لا ادرى و لن انتظر لأعرف.

ثم صاح فى لهجة امرة : هيااااااااااااااااا

مشوا خلفة منخفضى الراس بسرعة و اصوات الرصاص من حولهم يتعالى

الحمد لله بيت محمود هو اقرب البيوت الينا سنحتمي به حتى يهدا كل شىء فاليهود يقومون بغارة جديدة على البلدة , صاح خالد بهذة العبارة و هو يرى بيت محمود ظاهرا فى الأفق.

وليد: قصتي نسيت قصتي عند الشجرة

خالد: و هو يصرخ به: قصة ؟؟؟ أتتحدث الآن عن قصتك

هيا بنا و هو يجره من يده جرا.

وليد و هو يحاول الإفلات من يد خالد القوية: اتركني فهى أخر ما تبقى لى من اخى إبراهيم اتركني

قالها و جرى عائدا نحو الشجرة

خالد: وليد اذهب أنت الى البيت و سنلحق بك سريعا... قالها و هو يحاول اللحاق بوليد الذى كان بالفعل و صل الى الشجرة

ها اخيرا الحمد لله وجدتها,,,قالها و هو يضم القصة الى صدره .

خالد وهو يكاد ينفجر غيظا: سعيد أنت الآن؟؟ هيييييييييييييييا بنا

وليد: سعيد جدا و ضحك عندما شاهد علامات الغيظ واضحة على وجهة خالد

هههههههههههههههه

انقطعت ضحكته فجاءه

لينظر الية خالد فى لهفة و سرعة ليجد خيط من الدماء يسيل من طرف شفتيه و اقسي ايات الألم متجسمة فى عينيه .

يالله لقد قتلونى يا خالد قتلنى اليهو...بتر عبارته و هو يترنح فاسرع خالد يحمله و يجرى به إلى اقرب مستشفى .

اسعفوا صديقى اسعفوا صديقى

صرخ خالد و الدموع تملء عينية و تمنعه من الرؤية بوضوح

و لكنة رأى أشخاص يقتحمون المستشفى متشحين بالسواد و من خلف دموع عينية عرفهم جيدا أنهم أبناء قريته الذى طالما فخر بهم,,,,أبناء قريته المنضمين لإحدى جبهات المقاومة

ماذا يفعلون هنا؟؟ ثم أدرك الحقيقة على الفور.....

ياله من عار

هل أعمتهم الأحقاد الى هذا الحد؟؟

هل أصبحوا دمى فى يد اليهود إلى هذا الحد؟؟؟؟؟

و جدهم يبحثون فى غلظة بين من سقط جريحا و يقتلون بعض الجرحى

نظر خالد الى وليد الممد على إحدى الآسرة

و حاول أن يخفى بجسده عن وليد ما يحدث خلفه

خالد مطئنا: لا تخف يا صديق العمر سيتم إسعافك حالا

وليد : ماذا يحدث يا خالد ؟؟ ماذا يحدث؟؟؟ أول مرة يدخل اليهود المستشفيات للبحث عن عناصر المقاومة ؟؟

خالد: لا تخف لا تخف

كح كح كح

تناثر الدم من بين شفتى وليد على قميص خالد وقال فى صوت واهن

قتلنى اليهود قتلنى اليهو...

نظر خالد فى جزع إلى صديقة ليجده قد فارق الحياة و عينية تنظر للسماء و على شفتيه ابتسامة

اخفى و ليد وجهة فى صدر صديقة و هو يصرخ

ياللعار ياللعار ياللعار

و لكن صرخته لم تتجاوز شفتيه لتنطلق داخلة و تنفجر فى قلبه و تحطمه

 

ترااااااك

سمع صوت سقوط شىء ما

نظر وليد ليجد قصة وليد الذى كان مازال متمسكا بها

أخذها و مسح الدماء من على غلافها

واتجه إلى باب الخروج على الرغم من تحذير الأطباء بعدم الخروج و الاحتماء داخل الملاجئ.

اتجه إلى الشجرة و جلس تحتها

غير مبال إطلاقا بتراشق الرصاص بين الجبهتين من حوله

وكان لم يعد يقلقه من هذه الدنيا شيء

جلس و قد ضم ركبتيه إلى صدره

واخذ يقرئ قصة وليد

قصة الحبببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببب

 

صرخة غضب من قلم ثائر


عدد الزيارات : 312

Share

مقالات ذات صلة :
  • مقدمة

  • أما آن لموتى القبور أن يستيقظوا؟!!

  • الفرار

  • الجسد

  • مباراة متوازنة جداااااااا

  • صدر الحكم يا سادة

  • الطير المهاجر

  • إنا لله وإنا إليه راجعون

  • يا رسول الله

  • خواطر من يوم أكتوبر

  • ترنيـمة الغربــاء

  • التجربة المخيفة _ الجزء الأول

  • التجربة المخيفة _ الجزء الثاني

  • دروب الوهم والأمل

  • شـــــذرات

  • مع كل رشفة صباحية

  • قصيدة الحب روض بابه الإخلاص

  • صاغها الفؤاد وقالها اللسان

  • رحلة إلى مدينة البالونات

  • الحب الحقيقى

  • أنـــا الفاتــنة

  • أين ذهب مذاق السكر ؟

  • عمر ذات الثالثة عشر عاما يدرس في الجامعة الأمريكية

  • قصيدة مثل أسلافهم

  • ذكرى موت القلوب

  • قصيدة إلى متى ؟؟

  • شاب عراقي يحل لغز أرقام برنولى

  • الـــــغــــراب

  • في موقف الأتوبيس

  • إرادة حديدية

  • القرش

  • تخيل

  • مستشفى 57357

  • امسك العصابة

  • ياريتنى أكون

  • الإرهابي

  • آه يا قلبي

  • هذه هي همة الصغار ... فأين منها همة الكبار؟

  • انا هى تلك الفتاة

  • ما زالوا يطرقون ابوابنا

  • مصر هتتغير بأيدينا.. تجربة رائعة لمواطنة مصرية

  • رجب و موسوعة جينيس

  • وصل صوتك مهما كانت الضغوط

  • رمضان بالمغرب

  • بأي جديد جئت يا عيد!!

  • المزيد.......
    التعليقات :


  • fadwa     هايل

    والله قصة حلوة ومعبرة
  • عاطف     السلام عليكم

    تأثرت جدا بها ولكن اعذرينى لانى لم أفهم النهاية ومن قتل وليد او انى لا اريد ان افهم ان من قتل وليد هم بعض من جنود المقاومة , اتمنى ان لا يكونو هم , واين محمود وقد ذكر اسم وليد على انة الشهيد وانة الصديق....
  • فاطمة داود     تعليق

    اكيد هم اعضاء المقاومة و الا من اين جاءا لعار الا تذكربن الفترة التى تقاتل فيها مقاتلى حماس مع مقاتلى فتح كعداء و وقف العالم كلة يتفرج و يشاهدهم يتقاتلون فى هذة الاثناء جائت لى الفكرة محمود ذهب الى بيتة و قد كان اقرب البيوت الى المكان الذى هم فية و كان يجب ان يحتمة معة ابراهيم ووليد و لكن وليد اصر على الذهاب لاحضار قصة اخية شكرا لاهتمامك
  • akram     12

    hj

  • الاسم
    البريد الالكتروني
    العنوان 
    التعليق