الأسرة السعيدة وأخلاقيات الإسلام _ الختان           

 المحرر : هاله محمد

كثير من الأمور الصحية التي تدور في أذهاننا .....وربما  بحثنا فيها

والتي تعد  من أساسيات الأسرة السعيدة الذي وجب أن يعلمها الآباء والأمهات

لتكون لهم عونا فى طريق  تكوين ونشأة أسرة صحية دينية رائعة

ولنكن على دراية  شديدة بين ما أوجبه الدين  وما ترتب عليه من صحة  جسدية ونفسية سوية

واليوم سوف نتحدث عن

 الختان

ما هو الختان؟

ختان الرجل هو الحرف المستدير على أسفل الحشفة

 وأما ختان المرأة فهي جلدة فوق الفرج تعرف بالبظر

  الختان في السنة النبوية المطهرة :

دعا الإسلام إلى الختان دعوة صريحة وجعله على رأس خصال الفطرة البشرية ، فقد أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( الفطرة خمس : الختان والإستحداد وقص الشارب وتقليم الأظافر ونتف الإبط ) .
وجاءت دعوة الإسلام إلى الختان متوافقة والحنيفية _ملة إبراهيم عليه السلام _ ،فكان الختان ، كما أورد القرطبي عن عبد الله بن عباس _ من الكلمات التي ابتلى بها إبراهيمَ ربُّه بهن فأتمهن فجعله إماما للناس . كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يؤكد امتداحه لفعل إبراهيم هذا ،فقد ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (اختتن إبراهيم بعدما مرت عليه ثمانون سنة ،اختتن بالقدوم ) .رواه البخاري ومسلم ،والقدوم هو آلة صغيرة ، وقيل هو موضع بالشام .
وعن موسى بن علي اللخمي عن أبيه أنه قال أمر إبراهيم فاختتن بقدوم ، فاشتد عليه الوجع ،فأوحى الله عز وجل إليه، عجلت قبل أن نأمرك بالآلة ،قال : يا رب كرهت أن أؤخر أمرك ) أخرجه البيهقي بسند حسن .
وعن شداد بن أوس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(الختان سنة للرجال ،مكرمة للنساء ) أخرجه أحمد في سنده والبيهقي وقال : حديث ضعيف منقطع .
وعن كثيم بن كليب عن أبيه قال :جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: قد أسلمت ،فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
( ألق عنك شعر الكفر واختتن) أخرجه أحمد وأبو داود ،وقال السيوطي بضعفه وفي إسناده مجهولان (نيل الأوطار )، وقد أورده ابن حجر في التخليص ولم يضعفه ولكن برواية : (من أسلم فاليختتن ) .

الحكم الفقهي في الختان :

يقول ابن القيم اختلف الفقهاء في حكم الختان ، فقال الأوزاعي ومالك والشافعي وأحمد : هو واجب ، وشدد مالك حتى قال:
(من لم يختتن لم تجز إمامته ولم تقبل شهادته). ونقل الكثير من الفقهاء عن مالك أنه سنة حتى قال القاضي عياض : (الاختتان عند مالك وعامة العلماء سنة ، لكن السنة عندهم يُأثم بتركها فهم يطلقونها على مرتبة بين الفرض والندب ). وقال الحسن البصري وأبو حنيفة : (لا يجب بل هو سنة)
وخلاصة القول : ذهب الشافعية وبعض المالكية بوجوب الختان للرجال والنساء .وذهب مالك وأصحابه بأنه سنة للرجال ، مستحب للنساء ، وذهب أحمد إلى أنه واجب في حق الرجال سنة للنساء ، وذهب أبو حنيفة إلى أنه سنة ، لكن يأثم تاركه .. ويتابع ابن القيم (ولا يخرج الختان عن كونه واجبا أو سنة مؤكدة ، لكنه في حق الرجال آكد لغلظ القلفة ووقوعها على الإحليل فيجتمع تحتها ما بقي من البول ،ولا تتم الطهارة المطلوبة في كل وقت والواجبة في الصلاة إلا بإزالتها ) . والقلفة والغزلة بمعنى واحد وهي الجلدة التي تقطع والتي تغطي الحشفة عادة
ويقول النووي (ويجب الختان لقوله تعالى :
( أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا ) ولو أنه لم يكن واجبا لما كشفت له العورة ،لأن كشف العورة محرم ، فلما كشفت له العورة دل على وجوبه)

ويعد ابن القيم المواضع التي يسقط فيها وجوب الختان : منها ( أن يولد الرجل ولا قلفة له ، وضعف المولود عن احتماله بحيث يخاف عليه من التلف ، وأن يسلم الرجل كبيرا ويخشى على نفسه منه ، والموت فلا ينبغي ختان الميت باتفاق الأمة ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر أن الرجل يوم القيامة يبعث بغرلته غير مختون فليس ثمة فائدة من ختنه عند الموت ) .
وهنا يأتي دور الطب إذ يحدد أمراضا يحدد تمنع حاملها من أن يعمد إلى ختانه . منها إصابة الطفل بالتهاب الكبد الإنتاني (اليرقان) أو إذا أصابته بأحد الأمراض النزفية كالناعور أو نقص الفيتامين ك ، أو عندما يكون مصابا بأحد الأمراض المنتقلة بالجنس كالإفرنجي والإيدز ، ففي هذه الحالات يجب معالجة المولود حتى يتم شفاؤه أو إعداده بشكل يكفل سلامته قبل إجراء الختان .

وقد اتفق الجمهور على عدم ثبوت وقت معين للختان ، لكن من أوجبه من الفقهاء جعلوا البلوغ (وقت الوجوب) لأنه سن التكليف،لكن يستحب للولي أن يختن الصغير لأنه أرفق به.و قال النووي باستحباب الختان لسابع يوم من ولادته لما روي عن جابر رضي الله عنهما قال: ( عق رسول الله صلي الله عليه وسلم عن الحسن و الحسين رضي الله عنهما و ختنهما لسبعة أيام) و إلا أن يكون ضعيفا لا يحتمله ، فيؤخره حتى يحتمله و يبقى الأمر على الندب إلى قبيل البلوغ،فإن لم يختتن حتى بلوغه وجب في حقه حينئذ. وفي هذا يقول ابن القيم ( وعندي يجب على الولي أن يختن الصبي قبل البلوغ بحيث يبلغ مختونا فإن ذلك مما لا يتم الواجب إلا به ).

 وقال النووي (وأما الرجل الكبير يسلم فالختان واجب على الفور إلا أن يكون ضعيفا لا يحتمله بحيث لو ختن خيف عليه فينتظر حتى يغلب الظن على سلامته ) .
وكلما تأخر الختان بعدها كثرت الإلتهابات في القلفة والحشفة والمجاري البولية .
وفي حكمة الختان يقول ابن القيم
(فشرع الله للحنفاء صيغة الحنيفية وجعل ميسمها الختان .. هذا عدا ما في الختان من الطهارة والنظافة والتزين وتحسين الخلقة وتعديل الشهوة التي إذا أفرطت ألحقت الإنسان بالحيوانات ، فالختان يعدلها ولهذا تجد الأقلف من الرجال والقلفاء من النساء لا يشبع من الجماع . والحكمة التي ذكرناها في الختان تعم الذكر والأنثى وإن كانت في الذكر أبين والله أعلم ) .
وأما في بيان القدر الذي يؤخذ في الختان فقد ذكر النووي أن الواجب في ختان الرجل قطع الجلدة التي تغطي الحشفة كلها فإن قطع بعضها وجب قطع الباقي ثانيا . ويستحب أن يقتصر في المرأة على شيء يسير ولا يبالغ في القطع .

، وأن دعوة الأنبياء من عهد إبراهيم عليه الصلاة والسلام إلى سيدنا محمد ليتحلى المؤمن ويتخلق بخصال الفطرة هي دعوة حق إلى سعادة البشر جميعا .

الفوائد الصحية لعملية الختان:

1- الختان وقاية من الالتهابات الموضعية في القضيب : فالقلفة التي تحيط برأس بالقضيب تشكل جوفا ذو فتحة ضيقة يصعب تنظيفها إذ تتجمع فيه مفرزات القضيب المختلفة بما فيها ما يفرزه سطح القلفة الداخلي من بيضاء ثخينة تدعى (اللخن) وبقايا البول والخلايا المتوسفة والتي تساعد على نمو الجراثيم المختلفة مؤدية إلى التهاب الحشفة والقلفة الحاد أو المزمن والتي يصبح معها الختان أمرا علاجياً لا مفر منه  وقد تؤدي إلى التهاب المجاري البولية عند الأطفال غير المختونين .
الأطفال غير المختونين هم أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الحشفة وتضيق القلفة من المختونين

2- الختان يقي الأطفال من الإصابة بالتهاب المجاري البولية
: وجد أن  من التهابات المجاري البولية عند الأطفال تحدث عند غير المختونين . وقد تؤدي إلى التهاب السحايا والفشل الكلوي

3- الختان والأمراض الجنسية : ندرة الأمراض الجنسية عندهن وخاصة العقبول التناسلي والسيلان والكلاميديا والتريكوموناز وسرطان عنق الرحم . ويرجع ذلك إلى سببين هامين : ندرة الزنى وختان الرجل

أليس هذا بالأمر العجيب؟ حتى أولئك الذين يجرؤون على معصية الله يجدون في التزامهم بخصلة من خصال الفطرة إمكانية أن تدفع عنهم ويلات هذا الداء الخبيث ، لكن لا ننكر أن الوقاية من الإيدز تكون بالعفة التامة والامتناع عن الزنى.

 4- الختان يقلل احتمالات الإصابة بالسرطان : حيث ثبت أن السرطان كثير الحدوث فى الأشخاص الغير مختونين ، بينما تجده نادرأ فى الشعوب التى توجب عليهم شرائعهم الدينية (كالمسلمين) الختان .

5- ختان الأطفال يجنبهم التبول الليلى اللاإرادي .

6- الختان يقلل من اللجوء إلى العادة السرية: لأن وجود القلفة
وإفرازاتها يثير الأعصاب التناسلية حول قاعدة الحشفة فيدعو المراهق إلى مداعبتها والاتجاه إلى ممارسة العادة السرية

7- المختونون(الرجال): تطول عندهم مدة الجماع أكثر من غير المختونين ، لذلك فهم أكثر استمتاعا وأكثر إمتاعأ

 انتظرونا الحلقة القادمة

 


عدد الزيارات : 214

Share

مقالات ذات صلة :
  • الأسرة السعيدة وأخلاقيات الإسلام _ الاختلاط

  • الأسرة السعيدة وأخلاقيات الإسلام _ العلاقة الزوجية الخاصة 1

  • الأسرة السعيدة وأخلاقيات الإسلام _ العلاقة الزوجية الخاصة 2

  • الأسرة السعيدة وأخلاقيات الإسلام _ الاغتسال

  • الأسرة السعيدة وأخلاقيات الإسلام _ تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع زوجاته 2

  • الأسرة السعيدة وأخلاقيات الإسلام _ تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع زوجاته 3

  • الأسرة السعيدة وأخلاقيات الإسلام _ أهمية تزين الرجل لزوجته

  • الأسرة السعيدة وأخلاقيات الإسلام _ واهجروهن فى المضاجع

  • المزيد.......
    التعليقات :



    الاسم
    البريد الالكتروني
    العنوان 
    التعليق