إني في بيت رسول الله _ وصايا المصطفى           

 المحرر : هاله محمد

 

الحلقة الثانية

حبيبي وسيدي يا رسول الله

دعنا نحيا  مع  رسول الله .هيا أيها الشباب  والآباء والأمهات ننعم  ونعيش مع وصايا  حبيبنا المصطفى للمحافظة على صحتنا.

ما عليكم فقط إلا أن تتركون لخيالكم العنان كأننا في بيت المصطفى صلى الله عليه وسلم . وستجدون الحلول بين أيدينا بإذن الله ،، فهيا........

وصايا المصطفى في المأكل:

لعلك أطلت التفكير في ذلك الأمر كثيرا .وها نحن أتينا لك به على طبق من فضة كي تريح نفسك من عناء التفكير, وكي نقتصر عليك الطريق حتى تنعم بأفضل صحة

في هديه صلى الله عليه وسلم في الاحتماء من التخم ، والزيادة في الأكل على قدر الحاجة ، والقانون الذي ينبغي مراعاته في الأكل والشرب

في  المسند  وغيره : عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ما ملأ آدمي وعاءً شراً من بطن ، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن  صلبه ، فإن كان لا بد فاعلاً ، فثلث لطعامه ، وثلث لشرابه ، وثلث لنفسه " .

وهذا الحديث يعد بمثابة الميزان الذي تسيرون على نهجه أيها الشباب ويا صانعي المستقبل.

 الأمراض

أمراض مادية

تكون عن زيادة مادة أفرطت في البدن حتى أضرت بأفعاله الطبيعية ، وهي الأمراض الأكثرية ، وسببها إدخال الطعام على البدن قبل هضم الأول ، والزيادة في القدر الذي يحتاج إليه البدن ، وتناول الأغذية القليلة النفع ، البطيئة الهضم ، والإكثار من الأغذية المختلفة التراكيب المتنوعة ، فإذا ملأ الآدمي بطنه من هذه الأغذية ، واعتاد ذلك ، أورثته أمراضاً متنوعة ، منها بطيء الزوال ومنها أيضا سريعة الزوال ، فإذا توسط في الغذاء ، وتناول منه قدر الحاجة ، وكان معتدلاً في كميته وكيفيته، كان انتفاع البدن به أكثر من انتفاعه بالغذاء الكثير .

ونفهم من ذلك الاعتدال والوسطية في جميع أمورنا سواء أكان مأكل أو غيره .

ومراتب الغذاء ثلاثة : أحدها : مرتبة الحاجة . والثانية : مرتبة الكفاية . والثالثة : مرتبة الفضلة

فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم : أنه يكفيه لقيمات يقمن صلبه ، فلا تسقط قوته ، ولا تضف معها ، فإن تجاوزها ، فليأكل في ثلث بطنه ، ويدع الثلث الآخر للماء ، والثالث للنفس ، وهذا من أنفع ما للبدن والقلب ، فإن البطن إذا امتلأ من الطعام ضاق عن الشراب ، فإذا ورد عليه الشراب ضاق عن النفس ، وعرض له الكرب والتعب بحمله بمنزلة حامل الحمل الثقيل ، هذا إلى ما يلزم ذلك من فساد القلب ، وكسل الجوارح عن الطاعات ، وتحركها في الشهوات التي يستلزمها الشبع . فامتلاء البطن من الطعام مضر للقلب والبدن .

 هذا إذا كان دائماً أو أكثرياً , أما إذا كان في بعض الأحيان ، فلا بأس به ، فقد شرب أبو هريرة بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم من اللبن ، حتى شبع وقال : والذي بعثك بالحق ، لا أجد له مسلكاً . كذلك أكل الصحابة بحضرته مراراً حتى شبعوا .

والشبع المفرط يضعف القوى والبدن ، وإن أخصبه ، وإنما يقوى البدن بحسب ما يقبل من الغذاء ، لا بحسب كثرته .

فكيف لنا نحن الشباب أن نواصل أعمالنا وننجز مهامنا إذا أضررنا بأجسادنا ؟!!!!!!

  وكان علاجه صلى الله عليه وسلم للمرض ثلاثة أنواع . . .

أحدها : بالأدوية الطبيعية .

والثاني : بالأدوية الإلهية .

والثالث : بالمركب من الأمرين .

فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما بعث هادياً ، وداعياً إلى الله ، وإلى جنته ، ومعرفاً بالله ، ومبيناً للأمة مواقع رضاه وآمراً لهم بها ، ومواقع سخطه وناهياً لهم عنها ، ومخبرهم أخبار الأنبياء والرسل وأحوالهم مع أممهم ،

وأخبار تخليق العالم ، وأمر المبدأ والمعاد ، وكيفية شقاوة النفوس وسعادتها ، وأسباب ذلك .

وأما طب الأبدان : فجاء من تكميل شريعته ، ومقصوداً لغيره ، بحيث إنما يستعمل عند الحاجة إليه ، فإذا قدر على الاستغناء عنه، كان صرف الهمم والقوى إلى علاج القلوب والأرواح ، وحفظ صحتها ، ودفع أسقامها ، وحميتها مما يفسدها هو المقصود بالقصد الأول ، وإصلاح البدن بدون إصلاح القلب لا ينفع ، وفساد البدن مع إصلاح القلب مضرته يسيرة جداً ، وهي مضرة زائلة تعقبها المنفعة الدائمة التامة.

وسنوضح معا كيف كان حبيبنا طه يتداوى هو وأصحابه الكرام . فلا تدع الفرصة تفوتك في معرفة نصائح المصطفى صلى الله عليه وسلم ..... وسنجد حلول الأمراض بسيطة وفى متداول أيدينا .........

القسم الأول وهو العلاج بالأدوية الطبيعية

علاج الحمى

ثبت في  الصحيحين  : عن نافع ، عن ابن عمر ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إنما الحمى أو شدة الحمى من فيح جهنم ، فأبردوها بالماء " .

إذ كان أكثر الحميات التي تعرضوا لها كانت  حادثة عن شدة حرارة الشمس ، وهذه ينفعها الماء البارد شرباً واغتسالاً ، فإن الحمى حرارة غريبة تشتعل في القلب ، وتنبث منه بتوسط الروح والدم في الشرايين والعروق إلى جميع البدن ، فتشتعل فيه اشتعالاً يضر بالأفعال الطبيعية .

وقال بعض فضلاء الأطباء : إن كثيراً من الأمراض نستبشر فيها بالحمى ، كما يستبشر المريض بالعافية ، فتكون الحمى فيه أنفع من شرب الدواء بكثير ، فإنها تخلص الجسم  من المواد الفاسدة ما يضر بالبدن ، فكانت سبباً للشفاء .

وقد اعترف فاضل الأطباء جالينوس : بأن الماء البارد ينفع فيها ، قال في المقالة العاشرة من كتاب  حيلة البرء  : ولو أن رجلاً شاباً حسن اللحم ، خصب البدن في وقت القيظ ، وفي وقت منتهى الحمى ، وليس في أحشائه ورم ، استحم بماء بارد أو سبح فيه ، لانتفع بذلك.

روى البخاري في  صحيحه  عن أبي جمرة نصر بن عمران الضبعي ، قال : كنت أجالس ابن عباس بمكة ، فأخذتني الحمى ، فقال : أبردها عنك بماء زمزم ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء ، أو قال: بماء زمزم " . وراوي هذا قد شك فيه ، ولو جزم به لكان أمراً لأهل مكة بماء زمزم ، إذ هو متيسر عندهم

وقد ذكر أبو نعيم وغيره من حديث أنس يرفعه : " إذا حم أحدكم ، فليرش عليه الماء البارد ثلاث ليال من السحر " .

وفي  سنن ابن ماجه  عن أبي هريرة يرفعه : " الحمى كير من كير جهنم ، فنحوها عنكم بالماء البارد " .

وفي  المسند  وغيره ، من حديث الحسن ، عن سمرة يرفعه : " الحمى قطعة من النار ، فأبردوها عنكم بالماء البارد " ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حم دعا بقربة من ماء ، فأفرغها على رأسه فاغتسل .

وفي  السنن  : من حديث أبي هريرة قال : ذكرت الحمى عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسبها رجل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تسبها فإنها تنفي الذنوب ، كما تنفي النار خبث الحديد " .

وفى قول  بعض الشعراء وهو محموم يسبها :

زارت مكفرة الذنــوب وودعــت      تبــاً لهــا مــن زائــر ومودع

قالت وقد عزمت على ترحالها      ماذا تريد فقلت أن لا ترجعي

فقلت : تباً له إذ سب ما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سبه ، ولو قال :

زارت مكفــــرة الذنوب لصبهــا       أهلاً بهـــا مــــن زائر ومودع

قالت وقد عزمت على ترحالها       ماذا تريد فقلت : أن لا تقلعي

وهناك قولان أن الحمى تدخل في كل الأعضاء والمفاصل ، وعدتها ثلاثمائة وستون مفصلاً ، فتكفر عنه - بعدد كل مفصل - ذنوب يوم. والثاني : أنها تؤثر في البدن تأثيراً لا يزول بالكلية إلى سنة ،

قال أبو هريرة : ما من مرض يصيبني أحب إلي من الحمى ، لأنها تدخل في كل عضو مني ، وإن الله سبحانه يعطي كل عضو حظه من الأجر .

وقد روى الترمذي في  جامعه  من حديث رافع بن خديج يرفعه : " إذا أصابت أحدكم الحمى - وإن الحمى قطعة من النار - فليطفئها بالماء البارد ويستقبل نهراً جارياً ، فليستقبل جرية الماء بعد الفجر وقبل طلوع الشمس ، وليقل : بسم الله اللهم اشف عبدك ، وصدق رسولك ، وينغمس فيه ثلاث غمسات ثلاثة أيام ، فان برئ ، وإلا ففي خمس ، فإن لم يبرأ في خمس ، فسبع ، فإن لم يبرأ في سبع فتسع ، فإنها لا تكاد تجاوز تسعاً بإذن الله " .

واختم قولي : اللهم إني أعوذ بك من فيح جهنم  .وعليكم بالماء البارد إذا ما أصابكم الأمر. ولا تنسوا أن الله هو الشافي المعافى.............                                                        

   انتظروني في باقي رحلتي لبيت رسول الله

 

 


عدد الزيارات : 173

Share

مقالات ذات صلة :
  • إني في بيت رسول الله _ مقدمة

  • إني في بيت رسول الله _ علاج استطلاق البطن

  • إني في بيت رسول الله _ داء الاستسقاء وعلاجه

  • إني في بيت رسول الله _ علاج الصرع

  • إني في بيت رسول الله _ العلاج بشرب العسل، والحجامة، والكي

  • إني في بيت رسول الله _ علاج عرق النسا

  • إني في بيت رسول الله _ علاج حكة الجسم وما يولد القمل

  • إني في بيت رسول الله _ علاج ذات الجنب

  • إني في بيت رسول الله _ عدم إجبار المريض على تناول ما يكرهه من الطعام

  • إني في بيت رسول الله _ علاج الرمد

  • إني في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم _ الحمية

  • إني في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم _ علاج الصداع والشقيقة

  • إني في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم _ علاج الخدران الكلي ، والتعامل مع الذباب إذا وقع في الطعام

  • إني في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم _ علاج البثرة

  • علاج المرضى بتطييب نفوسهم وعلاج الأبدان بما اعتادته من الأدوية والأغذية

  • فوائد طعام التلبينة

  • علاج السحر

  • علاج السم

  • المزيد.......
    التعليقات :



    الاسم
    البريد الالكتروني
    العنوان 
    التعليق