إني في بيت رسول الله _ علاج استطلاق البطن           

 المحرر : هاله محمد

 الحلقة الثالثة

علاج استطلاق البطن (أوجاع البطن)

تكمله لرحلتنا لبيت النبوة .وإلقاء الضوء على كيفية المداواة بالطب النبوي نستكمل القول , فهيا بنا...

 علينا أن نعلم أن طب النبوة لا يناسب إلا الأبدان الطبية فحتى يتم الشفاء الخالص ....لابد أن نضع بين أيدينا الاعتقاد  التام في الشفاء والإيمان بقدره الخالق ووصايا حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم .

في  الصحيحين  : من حديث أبي المتوكل ، عن أبي سعيد الخدري ، " أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : إن أخي يشتكي بطنه : وفي رواية : استطلق بطنه ، فقال :  اسقه عسلاً  ، فذهب ثم رجع ، فقال : قد سقيته ، فلم يغن عنه شيئاً. وفي لفظ : فلم يزده إلا استطلاقاً مرتين أو ثلاثاً ، كل ذلك يقول له :  اسقه عسلاً  ، فقال له في الثالثة أو الرابعة : صدق الله ، وكذب بطن أخيك "

والعسل فيه منافع عظيمة :

فإنه جلاء للأوساخ التي في العروق والأمعاء وغيرها ،

محلل للرطوبات أكلاً وطلاءً

نافع للمشايخ وأصحاب البلغم ،

ومن كان مزاجه بارداً رطباً ،

وهو مغذ ملين للطبيعة ،

حافظ لقوى المعاجين ولما استودع فيه ،

مذهب لكيفيات الأدوية الكريهة ،

منق للكبد والصدر ،

مدر للبول ،

موافق للسعال الكائن عن البلغم ،

 وإذا شرب حاراً بدهن الورد ، نفع من نهش الهوام وشرب الأفيون ،

 وإن شرب وحده ممزوجاً بماء نفع من عضة الكلب ، وأكل الفطر القتال ،

 وإذا جعل فيه اللحم الطري ، حفظ طراوته ثلاثة أشهر ،

 وكذلك إن جعل فيه القثاء ، والخيار ، والقرع ، والباذنجان ، ويحفظ كثيراً من الفاكهة ستة أشهر ،

 ويحفظ جثة الموتى ، ويسمى الحافظ الأمين .

 وإذا لطخ به البدن المقمل والشعر ، قتل قمله وصئبانه ، وطول الشعر ، وحسنه ، ونعمه ،

 وإن اكتحل به ، جلا ظلمة البصر ،

 وإن استاك به ، بيض الأسنان وصقلها ، وحفظ صحتها ، وصحة اللثة ،

 ويفتح أفواه العروق ، ويدر الطمث ،

ولعقه على الريق يذهب البلغم ،

ويغسل خمل المعدة ، ويدفع الفضلات عنها ، ويسخنها تسخيناً معتدلاً ، ويفتح سددها ،

 ويفعل ذلك بالكبد والكلى والمثانة ،

وهو أقل ضرراً لسدد الكبد والطحال من كل حلو  .

وهو مع هذا كله مأمون الغائلة ، قليل المضار ، مضر بالعرض للصفراويين ، ودفعها بالخل ونحوه ، فيعود حينئذ نافعاً له جداً

وهو غذاء مع الأغذية ، ودواء مع الأدوية ، وشراب مع الأشربة ، وحلو مع الحلوى ، وطلاء مع الأطلية ، ومفرح مع المفرحات ، فما خلق لنا شئ  في معناه أفضل منه ، ولا مثله ، ولا قريباً منه ، ولم يكن معول القدماء إلا عليه ، وأكثر كتب القدماء لا ذكر فيها للسكر البتة ، ولا يعرفونه ، فإنه حديث العهد حدث قريباً ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يشربه بالماء على الريق ، وفي ذلك سر بديع في حفظ الصحة لا يدركه إلا الفطن الفاضل

وفي  سنن ابن ماجه  مرفوعاً من حديث أبي هريرة " من لعق العسل ثلاث غدوات كل شهر ، لم يصبه عظيم من البلاء " ، وفي أثر آخر : " عليكم بالشفائين  : العسل والقرآن " فجمع بين الطب البشري والإلهي ، وبين طب الأبدان ، وطب الأرواح ، وبين الدواء الأرضي والدواء السمائي . فالقرآن الكريم شفاء للروح من الأمراض النفسية كالاكتئاب لأنك بالقرآن تتصل بالله تعالى ومن هنا تفر عنك كل الكروب والهموم , وبالعسل تحمي بدنك من العديد من الأمراض إذا واظبت على تناوله .

 ونعود للرجل الذي أمره الرسول بأن يجعل أخاه يتناول عسلا حتى يشفيه من وجع بطنه ..

لماذا العسل بالتحديد ؟ ولماذا لم تشفى بطن هذا المريض بالرغم من شربه العسل ؟؟

إن أكملت قراءة هذا المقال ستعرف ..

هذا الذي وصف له النبي صلى الله عليه وسلم العسل ، كان استطلاق بطنه عن تخمة أصابته عن امتلاء ، فأمره بشرب العسل لدفع الفضول المجتمعة في نواحي المعدة والأمعاء ، فإن العسل فيه جلاء ، ودفع للفضول ، وكان قد أصاب المعدة أخلاط لزجة ، تمنع استقرار الغذاء فيها للزوجتها ، فإذا علقت بها الأخلاط اللزجة ، أفسدتها وأفسدت الغذاء ، فدواؤها بما يجلوها من تلك الأخلاط ، والعسل جلاء ، والعسل من أحسن ما عولج به هذا الداء ، لا سيما إن مزج بالماء الحار .

وفي تكرار سقيه العسل معنى طبي بديع ، وهو أن الدواء يجب أن يكون له مقدار ، وكمية بحسب حال الداء ، إن قصر عنه ، لم يزله بالكلية ، وإن جاوزه . أوهى القوى ، فأحدث ضرراً آخر ، فلما أمره أن يسقيه العسل ، سقاه مقداراً لا يفي بمقاومة الداء ، ولا يبلغ الغرض ، فلما أخبره ، علم أن الذي سقاه لا يبلغ مقدار الحاجة ، فلما تكرر ترداده إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، أكد عليه المعاودة ليصل إلى المقدار المقاوم للداء ، فلما تكررت الشربات بحسب مادة الداء ، برأ ، بإذن الله ، واعتبار مقادير الأدوية ، وكيفياتها ، ومقدار قوة المرض مرض من أكبر قواعد الطب .

 

وفي قوله صلى الله عليه وسلم : " صدق الله وكذب بطن أخيك " ، إشارة إلى تحقيق نفع هذا الدواء ، وأن بقاء الداء ليس لقصور الدواء في نفسه ، ولكن لكذب البطن ، و كثرة المادة الفاسدة فيه ، فأمره بتكرار الدواء لكثرة المادة .

خلاصة القول أحبتي ممن يودون الحياة في بيت رسول الله صلوات الله وسلامه عليه

هكذا كان ينصح رسولنا الكريم من يأتيه بشكوى آلام البطن .

فكان يقول عليك  بالعسل

وان يكون ذلك بمقدار

وان يتيقن بأن الشفاء هو من عند الله الشافي المعافى

وليس طبه صلى الله عليه وسلم كطب الأطباء ، فإن طب النبي صلى الله عليه وسلم متيقن قطعي إلهي ، صادر عن الوحي ، ومشكاة النبوة ، وكمال العقل . وطب غيره ، أكثره حدس وظنون ، وتجارب ، ولا ينكر عدم انتفاع كثير من المرضى بطب النبوة ، فإنه إنما ينتفع به من تلقاه بالقبول ، واعتقاد الشفاء به ، وكمال التلقي له بالإيمان والإذعان ، فهذا القرآن الذي هو شفاء لما في الصدور - إن لم يتلق هذا التلقي - لم يحصل به شفاء الصدور من أدوائها ، بل لا يزيد المنافقين إلا رجساً إلى رجسهم ، ومرضاً إلى مرضهم ، وأين يقع طب الأبدان منه فطب النبوة لا يناسب إلا الأبدان الطبية .

ولنا جولة أخرى في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فتابعونا ........


عدد الزيارات : 154

Share

مقالات ذات صلة :
  • إني في بيت رسول الله _ مقدمة

  • إني في بيت رسول الله _ وصايا المصطفى

  • إني في بيت رسول الله _ داء الاستسقاء وعلاجه

  • إني في بيت رسول الله _ علاج الصرع

  • إني في بيت رسول الله _ العلاج بشرب العسل، والحجامة، والكي

  • إني في بيت رسول الله _ علاج عرق النسا

  • إني في بيت رسول الله _ علاج حكة الجسم وما يولد القمل

  • إني في بيت رسول الله _ علاج ذات الجنب

  • إني في بيت رسول الله _ عدم إجبار المريض على تناول ما يكرهه من الطعام

  • إني في بيت رسول الله _ علاج الرمد

  • إني في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم _ الحمية

  • إني في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم _ علاج الصداع والشقيقة

  • إني في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم _ علاج الخدران الكلي ، والتعامل مع الذباب إذا وقع في الطعام

  • إني في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم _ علاج البثرة

  • علاج المرضى بتطييب نفوسهم وعلاج الأبدان بما اعتادته من الأدوية والأغذية

  • فوائد طعام التلبينة

  • علاج السحر

  • علاج السم

  • المزيد.......
    التعليقات :


  • مسلمة من المغرب     رد

    جزاك الله خيرا كل الخيرعلى المعلومات القية و الثمينة من رسةل الله صلى الله عليه و سلم

  • الاسم
    البريد الالكتروني
    العنوان 
    التعليق