الأب الدكتور علي الشربيني ، الأم المحترمة ( والدة د / مروة ) ، الزوج الدكتور علوي ، الابن الحبييب مصطفى الذي قدر له الله أن يمر بهذه التجربة الصعبة في صغره ... أكتب إليكم هذه الرسالة وقلبي يعتصر حزنا على مصابكم الأليم في الفقيدة مروة يرحمها الله ، أكتب إليكم وأنا على دراية أن كل كلمات العزاء لا يمكن أن تواسيكم خصوصا بعد أن استمعت إلى حوار تليفزيوني للدكتور علي قال فيه مهما قيل فمروة لن تعود مرة ثانية ، أكتب تحديدا لأخاطب أمي العزيزة ( ولتسمح لي ام مروة أن اقول لها يا أمي ) بالفعل أنتى امي لأن مروة أصبحت أخت وقدوة لكل بنات وشباب المسلمين ، أقول لكي أمي العزيزة نِعم التربية التي ربييتي بها هذه الراحلة الشجاعة المتوفقة المسلمة الخلوقة ، التي اختارها الله لتكون رمزا ومثالا على التمسك بالدين وبالأخلاق الحسنة ، أكتب إليكي وأقول تأكدي أن دم مروة لن يذهب سدى أو هدرا ، وكذلك أقول للأب الدكتور علي أن هناك شبابا تتراوح أعمارهم ما بين العشرين والثلاثين سينفذون وصيتك لأخذ حق مروة وكما طلبت في برنامج مقابلة خاصة الذي أذاعته قناة العربية بأنك لا ترغب في أن تقوم الجماعات المتشددة بأعمال تخربيبة في الغرب أو أن تقتص من الأجانب على مقتل مروة ... ولكنك طلبت شيئا أخر يعكس عظم شخصيتك وصفاءك النفسي ويدلل على حقيقة المسلم المتحضر المتسامح ألا وهو أن يستغل الحكام العرب والمسلمين مقتل مروة من اجل القيام بدورهم في حماية أخواتها المسلمات المحجبات في الغرب حتى لا يتعرضن إلى حوادث عنصرية أخرى من هذا القبيل ، وأشرتَ أن هذا لن يأتي إلا من خلال فتح سبل الحوار مع الغرب وتعريفهم بحقيقة الإسلام ، واريد ان اطمئن قلبك وقلب امي الغالية بانه حتى وإن لم يتحرك المسئولون فقد تحرك شباب مصري دفعتهم المسؤولية  وحب دينهم ومجتمعهم الى إنشاء هذا الموقع الإلكتروني ( موقع الحقيقة المجهولة للعرب ) من أجل التواصل مع الغرب .. بدأنا فيه منذ ما يقرب من ثلاث سنوات ، وأعتذر إليكم وبشدة على عدم قدرتنا على الوصول إلى ذلك المتطرف الذي اغتال نسمتكم عل أحد مقالاتنا عن المجتمع العربي أو الإسلامي كانت منعته عن الإقدام على هذا الفعل الهمجي ، لكن اريد أن أخبركم أن هذه الحادثة ألهبت حماسي من جديد وأعطتني مزيد من العزيمة للاستكمال الطريق وبالتأكيد حدث نفس الأمر إلى الألاف من الشباب العربي والمسلم ، واوجه نداء إلى كل من يقرأ هذه التعزية من الشباب أن يقوم بعمل إيجابي لإصلاح واقعه ومجتمعه .. كما أريد ان أضم صوتي إلى صوت أبي الدكتور علي الشربيني أتوجه بشكر خاص إلى البابا شنودة على موقفه النبيل وإرساله لقسيسين بالنيابة عنه لتعزية والد مروة وهذا يعكس أن المصريين أسرة واحدة بعيدا عن حقد الحاقدين .. وفي الختام أريد ان أقول لكم يا أسرتي العزيزة والعظيمة اعلموا أن الدنيا ما هي إلى لحظات قليلة ستمر سريعا لنتلقي جميعا هناك مع مروة ... وأدعو الله أن يجمعنا بها في دار البقاء في مقام يرضى به عنا جميعا ... حبيبتي مروة ليعلم الله أن أحبك وأتوجه إليكِ بشكر عميق ممزوج بحزن أعمق .. واعلمي أني أغبطك على هذه الخاتمة.

أراكِ على خير في دار الخلود