شـــــذرات           

 المحرر : سمية محمد بدرى

 

      فى الكثير من تجارب الحياة التى نعيشها أو تعيشنا يحمل لنا القدر فيها معنى اسم الله "الحكيم " ، وأما التجربة الفريدة التى نحيا بها وتحيا بنا سنجد فيها ظلال اسمه سبحانه "الودود " .. فشتان بين تجربة نحيا بها وأخرى تعيش فينا .

       حياة الإنسان مجموعة من الأقدار المسيرة وأخرى المخيرة ، وفى كل منها حكمة لا يدركها إلاه سبحانه ، ولكن بقدر ما يجهل الإنسان من تلك الحكمة الغيبية إلا أنّ كل لقاء كُتب له أن يواجهه فهو ما بين دواء لداء ذاتى خفىّ ،أو دواء  لداء ذات المتلقى أو دواء لذوات كل منهما بمصادفة كلاهما للآخر

    أصعب ألوان الابتلاء ابتلاء القلوب ، ففيها يكمن ضعف الإنسان وقوته وعليه يُحاسب وإن ضاقت بجوارحه السبل وقد تتسع بابتلاءات الجوارح الأنفاق والسراديب لكنها فى كل مرة تجد لها سلوى ، إلا القلوب إذا أخلصت فى شىء لم تجد سلواها فى غيره سوى "عوض الرب" .. مصداقا للقول " من ترك شيئا ً لله عوضه الله خيرا ً منه "

       قد يحمل الصمت فينا أحيانا معانٍ تبدو للآخرين ضعفا، ولكنها تحمل بين طياتها معنى "الألم " وياليته كان "الأمل " .. فعجبا ً لأحرف كلماتنا عندما تحمل فى ترتيبها كل الإختلاف .


 

    أحيانا تُنشد قلوبنا معنى الأنس به سبحانه  وتهيم جوارحنا حيرى بين مسارات الحياة تتقلبها وتقلبها ، فما يكون من القلوب إلا اللجوء والفرار إليه سبحانه بعدما تشتكى الجوارح وحشة الحياة لأنه لولا إحساس الغربة هذا ما كانت  الجوارح حيرى وما ذرفت من الأعين الدموع ، فهى تذرف شكاية للوحشة وملجأ وملاذا إليه سبحانه منها .

   

         يستطيع الإنسان منا أن  يملك نفساً أقوى من الألم إذا استطاعت البسمة أن ترتسم على شفتيه- وسط ما يختلج ذاته من آلام - فتنطلق إلى كل من ينظر إليه مجتازة كل المسافات ومخترقة لكل القلوب .

 

    ما الحياة إلا طيف يُرجى فيطارد ولكنه سرعان ما تندثر ذراته بين ذرات تراب الواقع وتتلون أجوائه بلون تجارب العمر فيصير لها مذاقا ً خاصاً .. لا يتذوقه إلا من تخضبت قدماه بخليط التراب الواقعى وشيّبت قلبه تجارب العمر.. العمر القصير إلى الحياة الطويل إلى فؤاد النفس وروحها . 

 

      ربما تخرج من أفواهنا يوماً كلمات ندية ، وحروف شجية تطرب لها العقول قبل الآذان ، لكنها كثيرا ما تعكس فى حسها معنى "الازدواجية " ، فيتبنّاها منا الكثيرون ولكن كل على شاكلته .

  عندما تتمثل ظاهرة السراب "حياة "  فأين يكمن الهدف فيها ؟!

وهل لعابرها من سبيل ؟؟!! ، تأمل حياتك واسألها صدقا ، فأيما توجهك فذاك قدرك .

 

 

 


عدد الزيارات : 224

Share

مقالات ذات صلة :
  • مقدمة

  • أما آن لموتى القبور أن يستيقظوا؟!!

  • الفرار

  • الجسد

  • العار

  • مباراة متوازنة جداااااااا

  • صدر الحكم يا سادة

  • الطير المهاجر

  • إنا لله وإنا إليه راجعون

  • يا رسول الله

  • خواطر من يوم أكتوبر

  • ترنيـمة الغربــاء

  • التجربة المخيفة _ الجزء الأول

  • التجربة المخيفة _ الجزء الثاني

  • دروب الوهم والأمل

  • مع كل رشفة صباحية

  • قصيدة الحب روض بابه الإخلاص

  • صاغها الفؤاد وقالها اللسان

  • رحلة إلى مدينة البالونات

  • الحب الحقيقى

  • أنـــا الفاتــنة

  • أين ذهب مذاق السكر ؟

  • عمر ذات الثالثة عشر عاما يدرس في الجامعة الأمريكية

  • قصيدة مثل أسلافهم

  • ذكرى موت القلوب

  • قصيدة إلى متى ؟؟

  • شاب عراقي يحل لغز أرقام برنولى

  • الـــــغــــراب

  • في موقف الأتوبيس

  • إرادة حديدية

  • القرش

  • تخيل

  • مستشفى 57357

  • امسك العصابة

  • ياريتنى أكون

  • الإرهابي

  • آه يا قلبي

  • هذه هي همة الصغار ... فأين منها همة الكبار؟

  • انا هى تلك الفتاة

  • ما زالوا يطرقون ابوابنا

  • مصر هتتغير بأيدينا.. تجربة رائعة لمواطنة مصرية

  • رجب و موسوعة جينيس

  • وصل صوتك مهما كانت الضغوط

  • رمضان بالمغرب

  • بأي جديد جئت يا عيد!!

  • المزيد.......
    التعليقات :


  • نوران     الله عليكى

    جزاكم الله خيرا و ما اجمل قولك يستطيع الإنسان منا أن يملك نفساً أقوى من الألم إذا استطاعت البسمة أن ترتسم على شفتيه.

  • الاسم
    البريد الالكتروني
    العنوان 
    التعليق