يا أيها الانسان لا تخضع إلى أحد سوى الله العظيم الشان

فهو الذي رزق الخلائق كلهم حتى صغار النمل والحيتان

وكذاك أنت فإن رزقك عنده في اللوح مقسوم بلا نقصان

وحذارأن تسأل سواه فإنه أمر العباد بذاك فى القرآن

فهو القريب هو المجيب لكل  من يدعوه فى سر وباطمئنان

واعلم بأنك لا محالة راحل عن هذه الدنيا وأنك فان

فاسلك طريق المخلصين فإنه قد انتهى بالفوز والإحسان

صلِ وصم واذكر إلهك دائما فى كل أزمنة وكل مكان

ودع التملق والرياء ولا تكن أبدا قرين السوء والبهتان

وذر المراء بدون حق إنه يودى إلى البغضاء والخسران

فالحق حق والحياة بدونه فيها شقاء الفكر والوجدان

واحرص على الخلق العظيم لأجل أن تحظى بحب الخلق والمنان

وتعيش فى سعد وتبعد دائما عن كل مفسدة وكل جبان

واختر لنفسك صاحبا وابذل له ودا وصدقا طيلة الأزمان

واخلص له واحفظ له أسراره فى صدرك الخالى من الشنآن

واحذر مصاحبة اللئام فإنهم فى لؤمهم كفصائل الذؤبان

يخفون مالا يظهرون ولن ترى منهم سوى الإضلال والبطلان

وتعلم العلم المفيد وسنة الهادي البشير وسيد الأكوان

واحفظ كتاب الله تحظ دائما برضائه وبجنة الرضوان

ويكون ذخرا فى السماء وشافعا لك حين الحشر والميزان

فهو الشفاء لكل صدر مؤمن من كل أحقاد ومن عصيان

واصنع من المعروف ما تجزى به من مالك الملكوت ذي الإحسان

وارع اليتامى واعطفن عليهموا وعلى الأرامل والفقير العاني

واذا سقاك الدهر من أكداره فاصبر ولا تجزع من الأهوان

وابسط يديك الى السماء وناج من يرعى الجنين ودائم الفيضان

ولسوف تنكشف الهموم وتنجلى عنك الكروب وشدة الأحزان

واحذر كذوبا لم يف وعده ودع الخئون ومكثر الايمان

فهموا جميعا فى السعير لأنهم جحدوا طريق الخالق الرحمن

واحفظ لسانك واستعذ من لفظه فهو العدو القاتل الفرسان

هذا إذا تركوه ينطق بالخطأ وبأرخص الأقوال والبهتان

واحرص على ألا تبوح لأحمق بالسر أو لمخادع خوان

فالسر إن لم تحفظه نشرته ألسنة تزيد عليه دون توان

هذى وصايا صغتها وجمعتها لك من فؤادى وقلتها بلسانى

فاعمل بها والله أسأله الهدى والانتفاع بهذه الأوزان