لعبة الموت .. لاعبون وأدوار           

 المحرر : محمد الأنصارى

 

مشهد واقعى ..............

" سيدى الرئيس , أهنئك على وصولك إلى سدة الحكم , أنا هنا لأخيّرك بين شيئين , فى جيبى هذا 200 مليون دولار لك ولأولادك , وفى جيبى الآخر مسدس , إن أطعتنا سنعطيك ما فى الجيب الأول , وإن لم تطعنا سأطلق عليك النار وأقتلك , شكراً لك على سعة صدرك "

بابتسامة هادئة تملؤها الثقة ولا تخلو من ملامح الإجرام والشيطنة , قالها عميل السى آى إيه ( جون بيركنز ) إلى الرئيس الإكوادورى ( جيمى رولدوس ) , والذى لقى حتفه – أى الرئيس الإكوادورى – بعدها بعدة أيام إثر تحطم طائرته فى حادث " مأساوى " - قضاءً وقدراً !.

حدث بالفعل ............

مجموعة كبيرة من الحافلات تقف بمدينة الخبر – بالمنطقة الشرقية فى المملكة العربية السعودية , يستقلها الشباب , ومن ثم تتوجه بهم إلى مكان ما , تتجمع به مئات من هذه الشاحنات الممتلئة بالشباب , وبعدها يتوجهون مباشرةً إلى الشيشان وأفغانستان للجهاد فى سبيل الله , ومواجهة أعداء الدين من الروس الشيوعين المغتصبين

ثم , وبعد أن تبدل العدو من الشيوعى الروسى إلى الرأسمالى الأمريكى ....

فتوى من سماحة المفتى معلّقة فى جميع مساجد وجوامع المملكة بعنوان " حكم سفر الشباب إلى الخارج طلباً لما يسمونه جهاداً " , وكان مفاد هذه الفتوى بعدم جواز " هذا الجهاد " وضرورة اتباع ولى الأمر!.

طرفة " مرة واحد سعودى قال لى , الدليل على إن حكومتنا رشيدة وبيحبو المواطنين وقلبهم عليهم , حتى المارقين منهم , زى بن لادن كدة , قعدو معاه قاعدة عرب وقالو له , طيب تحبنا ندافع عن العراق إزاى ؟ فقالهم , نحفر خندق ! , وطبعاً لأن اللى بيقوله ده " هبل " , فالحكومة الرشيدة قالت – يا جماعة بن لادن اتهبل , احنا مالناش دعوة بيه , إحنا كدة عملنا اللى علينا وزيادة - !.

حوار ..........

أنا : ألف مبروك يا آلاء على النجاح الباهر , ما شاء الله الأولى بامتياز مع مرتبة الشرف.

آلاء : الله يبارك في يا محمد.

أنا : امتى إجراءات التعيين إن شاء الله.

آلاء : تعيين ؟! أنا منقبة !

أنا : إيه المشكلة ؟!

آلاء : انت ما تعرفش إن لازم الأول أمن الدولة تتحرى عنى , وتوافق عليا قبل ما الجامعة تعيّني , وبم إن منقبة , فاحتمال الموافقة مستبعد .

أنا : آه , فهمت , معلش أصل كنت ناسى .

( انتهوا بتهزروا وللاإيه ؟ ما هوده اللى ناقص ! المتفوقين همه اللى يتعينوا أساتذة فى الجامعات ؟ مش كفايا العلماء اللى برة مش عارفين نخلص من الصداع بتاعهم وأفكارهم اللى هتودينا فى ستين داهية ؟! قال عايزين يطوروا فى البلد قال ! قال عايزين يرفعو المستوى المعيشى للمواطن قال ! , واحنا وأسيادنا نسيطر عليكم إزاى بقى إن شاء الله ؟! ..... وعجبى .

قول مأثور .........

" يا محمد أمريكا مش هتطلع من العراق إلا لما البترول يخلص , انسى " – عقيد أركان حرب من الجيش المصرى .

وأخيراً ............

إيران – أمريكا – إسرائيل – السعودية – مصر – تركيا – أوروبا – سوريا – فنزويلا – كوبا

اسمع كلامك أصدقك , اشوف أمورك أستعجب.

مين فيكم عدو مين ومين فيكم صاحب مين ؟

حد فاهم حاجة ؟

أنا لست كاتباً سياسياً ولا حتى سياسياً – بدون كاتباً – كل علاقتى بالسياسة هى متابعة قناة الجزيرة والتعليق بينى وبين أسرتى الصغيرة على ما فيها من أحداث من وجهة نظر غاية فى التواضع.

أنا شاب عادى , عادى بكل ما تحمله الكلمة من معنى , تدور من حولى أحداث كثيرة أحياناً تكون مترابطة ومنطقية , وغالباً ما تكون متناقضة وتثير بداخلى تساؤلاً واحداً " هو فيه إيه ؟؟!! "

أثناء متابعتى لقناة الجزيرة , وبينما كنت منتظراً أن أسمع أذان صلاة العشاء , بدأ عرض فيلم وثائقى بعنوان " المطلوب , رطل من اللحم " , وعلى الرغم من أن العنوان لم يجذبنى إلا أننى قلت لا باس من متابعة بعض دقائق من الفيلم إلى أن تحين الصلاة .

وفى الحقيقة ........ صدمت.

فقط بضع دقائق من هذا الفيلم كانت كفيلة بأن تترابط خيوط اللعبة كلها أمامى وببساطة ووضوح شديدين.

كانت اللقطة المؤثرة فى الفيلم – بالنسبة إلى – هى ما ذكرته مبتدئاً به مقالى من كلام عميل السى آى إيه , فبعدما سمعته أدركت حقيقة ما يحدث حولى , أو هذا ما ظننته - وأظنه إلى أن يثبت العكس.

فلكل لعبة , لاعبون وأدوار وخسائر ومكاسب وضحايا و ميدان وقواعد و إسم وأدوات.

أما الإسم فهى لعبة الموت.

وأما الميدان فهو العالم أجمع.

وأما اللاعبون " والأدوار " فهم ينقسمون إلى قسمين, قسم يلعب بإرادته , وهم بعض الشخصيات الفاحشة الثراء والتى تملك رؤوس الأموال الغير محدودة والمتمثلة فى الشركات العملاقة العابرة للقارات وعلى رأسها شركات البترول  – وهؤلاء هم القادة ودورهم بسيط هو السيطرة على العالم بما فيه الطرف الآخر من اللعبة , وهم القسم الذى يلعب دون أن يدرى, وهو أنا وأنت . ودورنا " فى هذه اللعبة " على رأى عبلة كامل -  آكل أشرب إإح أنام - .

أما الأدوات فهم :

1-  رؤساء الدول وأصحاب القرار من السياسيين .

2-  رجال المخابرات والعسكريين ومن بعدهم رؤوس رجال الإعلام.

3-  جميع العصابات المنظمة فى العالم.

وأما القواعد فهى :

1-  كل شيئ هو سلعة يمكن شرائها ومن ثم بيعها.

2-  ما لا يمكن شراءه , فيجب ألا يكون موجوداً.

أما المكاسب ( وهى بالطبع للقسم الأول من اللاعبين ) :

سيطرة على العالم – ثروات فاحشة

وأما الخسائر ( وهى بالطبع من نصيبى ونصيبك ) :

فقدان كل شيئ – حتى الماء الذى نشربه والهواء الذى نتنفسه – فضلاً عن فقدان الضمير والنفس والمستقبل .

ولكن , هل انتهت اللعبة ؟ بالطبع لا , لأن ثروات البلاد لم تنته بعد.

إذن كيف أغير فى هذه اللعبة؟ , كيف نتصدى لهؤلاء الغيلان ؟ .

أولاً , كن منصفاً .

ثانياً : إرجع إلى أصولك , ولكن قبلاً إعرف ما هى ! , الله عليك يا عمر ابن الخطاب حين قلت " كنا أزل قوم فأعزنا الله بالإسلام , فإن ابتغينا العزة فى غيره , أذلنا الله "

وإن شاء الله ستكون لنا وقفة مع هذه النقطة .

على الرغم من أن الموضوع لازال مفتوحاً , إلا أننى سأتوقف عند هذا الحد حتى لا أطيل عليكم , وألقاكم على خير.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


عدد الزيارات : 377

Share

مقالات ذات صلة :
  • من المسئول عن تلك الصورة؟

  • الإعلام والحرب النفسية

  • الصحافة الإلكترونية هل هي بديل للصحافة الورقية أم منافس لها ؟؟

  • الانترنت ما له و ما عليه

  • القـــــدوة

  • واقع الشباب و مشكلاته

  • الاحتباس الحراري والكوارث الناجمة عنه

  • إنها حقا .. تقاليع شباب !!

  • صراع الأجيال

  • يَا أَهْلَ الكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الحَقَّ بِالْبَاطِلِ وتَكْتُمُونَ الحَقَّ وأَنتُمْ تَعْلَمُونَ

  • هل تحب مصر؟؟؟

  • نافووووووووخى يا عالم

  • وداعا يا حمرة الخجل

  • الفتاة العريبة في الواقع الصعب

  • حاجة تكسف

  • معقوووووول .. ما حدث بخصوص مشروع مستشفيات التكامل الطبي!!!

  • بــليــــــــة

  • أبلة أنا عايز أطلع !!!!!!

  • العادة القاتلة في ليلة العمر

  • حبي لبلدي أكبر من ماتش كورة

  • هل هؤلاء هم عرب مصر وعرب الجزائر ؟؟؟

  • علينا ألا ننسى أننا أخوة

  • يا ما في الجراب يا حاوي

  • أنا بنوتة حلوة وروشة واستايل ... ممكن أتعرف؟؟

  • فاكرين كريم؟؟؟؟؟؟؟

  • أين الطريق؟

  • هل تقبل / ين الارتباط بإنسان من ذوي الاحتياجات الخاصة؟؟

  • التقليد الأعمى

  • احــــــــــــذر!!! الخطر قادم

  • مقال بلا عنوان

  • مسابقات النصب تقدم .. "إنت معانا كسبان كسبان"

  • إن بعض الظن إثم

  • التطفل بين الآفة والثقافة

  • هل فكرت في صورة جيلك عام 2100 ؟

  • أيهما تختار الباطن .......أم الظاهر؟

  • الله يرحم أيام زمان

  • مبادئ ثابتة في أوقات متغيرة

  • حاجة تخنق

  • هل تقبل أن ترأسك امرأة في العمل؟

  • يالا نتجوز............ياللا نتطلق!!

  • يا دنيا يا غرامي يا جنة الحرامي

  • همّ البنات اتجننوا ليه ؟؟؟؟؟

  • هي طويلة و هو قصير

  • تعليم الكتروني.. فأين مكان التربية الالكترونية؟!!

  • غرور أم كبرياء؟؟؟

  • أعطني معنى الحرية

  • أنا بنت زى كل البنات

  • قسوة الفراق

  • إن كان التحضر بهذه الصورة .. فأهلا بالتخلف

  • رحلة عبر الفيس بوك

  • هل من الممكن أن تحضر عرس حبيبك أو حبيبتك؟

  • الأخ بيقتل أخوه

  • رسالة عاجلة إلى شباب مصر لحل الأزمة

  • هل نحن مؤهلون لديمقراطية 2011 ؟

  • مصر بعد الثورة

  • الشعب يريد تطهير البلاد ....رسالة من منشور الحب

  • عالم مجنون مجنون

  • على الشاطئ الآخر

  • أي دور يلعبه المثقف العربي في مجتمعه؟

  • الحق في الحياة هو حلم وطار؟؟

  • الكلمة تقتل أحيانا كما تقتل الرصاصة

  • رجال للبيع

  • من الشعب اليابانى

  • المزيد.......
    التعليقات :


  • fadwa     لعبة الموت.

    إرجع إلى أصولك , ولكن قبلاً إعرف ما هى ! , الله عليك يا عمر ابن الخطاب حين قلت " كنا أزل قوم فأعزنا الله بالإسلام , فإن ابتغينا العزة فى غيره , أذلنا الله

  • الاسم
    البريد الالكتروني
    العنوان 
    التعليق