الاختلاف مقبول و طبيعي... لكن الخلاف هو المشكلة، الخلاف هو الذي يولد التباغض والانقسام و ينتج عنه معارك واتهامات لا نهاية لها بسبب تنوع العقول ٬ وتعدد الاجتهادات والآراء. وهذا ما يحدث مع الأسف فى كل شيء في حياتنا.. في الرياضة والفن والسياسة والدين. أنت أهلاوي ولا زملكاوي ... كلثومى أم فيروزي ... حكومي أم معارض... حمساوى أم فتحاوي ... سنى أم شيعى. فلا أحد منا يحترم اختيارات الآخر، أو يعترف بحقه في التميز والاختلاف، مادام لا يضرني أو يسفهني أو يتعدى على حقوقي، أو يريدني أن أكون مثله، وإلا أصبحت خائناً أو عميلاً أو غبياً...

 و هنا نريد مناقشة هذه القضية الهامة ٬ والإتيان إن أمكن بنماذج للاستشهاد. إن أئمتنا عندما اختلفوا ما زعم أحدهم أنه أصاب الحق الذي يريده الله تعالى... بل كل منهم من قال: رأيي صواب يحتمل الخطأ ٬ ورأى غيري خطأ يحتمل الصواب. و بقى الخلاف ٬ وبقى الود وبقى التواضع في أنى بذل الجهد لمعرفة مراد الله .و إذا أخذنا مثال عن الاختلاف فنجد أن في عبادة كالصلاة ٬ فيرى فيها أبو حنيفة أن قراءة المأموم للفاتحة حرام ٬ ويرى الشافعي أنها واجبة ٬ ومع هذا فإن الشافعي وأبا حنيفة من أئمة المسلمين ٬ ويسأل الشافعي عن أبى حنيفة فيقول: الناس عيال في الفقه على أبى حنيفة.. ومن زعم أن رأيه هو الدين وأن غيره ليس بدين ٬ فهو كاذب.. .

و اخترت هنا أمرا من الأمور العبادية كمثل  والأمور العبادية لها طبيعتها  فكيف بالأمور غير العبادية ؟؟؟ كيف بالأمور التي هي بطبيعتها محتاجة ومحتملة لأن نختلف فيها ؟ فالإسلام لم يضع صورة معينة محددة لبعض القضايا كشئون الشورى ٬ والجهاد
عدد الزيارات : 368



مقالات ذات صلة :