المرأة بين إنصاف الإسلام و أكاذيب الغرب           

 المحرر : فاطمة داوود


درج أعداء الإسلام منذ قيامه على مهاجمته و محاولة إلصاق تهم به هو منها براء .... و لعل من أطرف وسائلهم في ابتكار الأكاذيب : نزع جلودهم القذرة و إلصاقها بالإسلام ثم مهاجمتها ...!!!
و في هذا الموضوع نناقش إحدى تلك القضايا التي أثارها أعداء الإسلام بهذه الطريقة ذرا للرماد في العيون عن حقيقة عقائدهم الوثنية و عاداتهم التي اختلط فيها عهر النساء بدياثة الرجال .
ذلك هو
: قضية المرأة و حقوقها


ادعى أعداؤنا أن الإسلام قد سلب من المرأة كل ما لها من حقوق و ألغى آدميتها و جعل منها أداة للمتعة و غيرها من الاتهامات التي ألقيت جزافا .
لكن بداية و قبل أن أبدا موضوعي و مناقشتي فقد حددت هدف هذا الموضوع موجها إياه إلى طرفين : الطرف الأول هو المسلمون ثم الطرف الأخر هو ( اليهود و النصارى ) .
فالموضوع لم اكتبه لمناقشة العلمانيين أو الملحدين .

ذلك أننا لو قبلنا هجوما من هؤلاء الملحدين على موقف الإسلام من المراة فمن المستحيل أن نتقبله من اليهود و النصارى .
ذلك أن العلماني الذي لا دين له ليس له فكرة محددة أو تصور مسبق ثابت يمكننا مناقشته من خلاله في وجهة نظره في الحقوق المفترضة للمرأة .
أما اليهود و النصارى : فبين أيدينا كتبهم التي يؤمنون بها و احتوت على ما يرون أنه أمر الله في التعامل مع النساء .
و في هذا الموضوع مناقشتنا ستكون حول : المقارنة بين وضع المرأة في الإسلام ووضعها في اليهودية و النصرانية .

بماذا نبدأ ؟؟؟؟

فلنبدأ من أكثر النقاط شهرة ... المرأة ... إنسان أم أداة للهو و المتعة ؟؟؟ بين الإسلام و اليهودية و النصرانية .
و لنبدأ بموقف الإسلام من المراة ....
و كما يعلم الجميع : أن مصدر المسلمين و معينهم هو القرآن و السنة ... و سيكونان مرجعنا في المناقشة عن موقف الإسلام و قد نضيف بعض الحوادث التاريخية .
فماذا يقول القرآن في تلك المسألة ؟؟؟

نجد في سورة النساء :
الآية: 124(من يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا)
و في سورة النحل :
الآية: 97 (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).
و في سورة غافر :
( يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار، من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب)
فيا سبحان الله ...!!! هذا هو قول القرآن الفصل .
مقياس التفاضل بين البشر جميعا رجالا أو نساء على قدم المساواة هو : الإيمان و العمل الصالح .


 

فإذا اتجهنا إلى سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم وجدنا المزيد ...

 

يقول المعصوم صلى الله عليه و سلم : ( إنما النساء شقائق الرجال) و فسر العلماء كلمة ( شقائق ) بالأمثال ... فالنساء في التكاليف و في الحساب و العقاب و الثواب سواء مع الرجال .
و انطلاقا من هذه المفاهيم الإسلامية الأصيلة شهد التاريخ أسماء بنت أبى بكر رضي الله عنها تلك الفتاة المسلمة التي تربت على يد خير خلق الله - محمد صلى الله عليه و سلم - تقف ثابتة الجنان أمام الطاغية الكافر أبو جهل و هو يعنفها و يسألها عن مكان رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم يصفعها صفعة تنشق لها أذنها و يسقط قرطها لشدة الصفعة فلا تهتز تلك الفتاة و لا تضطرب .... ثم يشهدها التاريخ و هي تحمل الطعام في غفلة من الكفار إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم و صاحبه في الغار .

و يشهد التاريخ تلك المسلمة : نسيبة بنت كعب ...
تلك المرأة التي حملت السيف و قاتلت في غزوة أحد و فاقت بطولتها شجاعة صناديد قريش من المشركين ... تلك المراة التي شهد لها رسول الله صلى الله عليه و سلم و شهد لها الفاروق عمر رضي الله عنه...


و يذكر القرآن بالتعظيم و التوقير نماذجا لنساء ارتقين بطاعتهن لله فيقول عز وجل في سورة التحريم :
وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ {11} وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ {12 )

ذلك هو مقياس الأفضلية في الإسلام ... التقوى و الطاعة... و ليس الجنس .
فإذا كان هذا هو موقف الإسلام و صور لنساء تربين على الإسلام ... فما موقف أعدائه ؟؟؟ و ما هي صورة المراة التي أفرزها و يفرزها العهد القديم و العهد الجديد ؟؟؟
لنقرأ عن تلك الصورة للمرأة كما تراها كتب اليهود و النصارى المقدسة .... لنقرا عن المرأة - البطلة - أو بطولة المرأة كما تصفها كتب اليهود و النصارى .

يبدأ موقف اليهودية و النصرانية من المرأة من لدن أمنا حواء .... فقد حملها العهد القديم وزر الخطيئة الأولى بالكامل .
و لنقرأ من العهد القديم سفر التكوين ذلك الحوار بين اله الكتاب المقدس و بين ادم ( الرجل الأول ) و حواء ( المرأة الأولى ) و الحية ( الشيطان ) :
11
فقال من أعلمك أنك عريان.هل أكلت من الشجرة التي أوصيتك أن لا تأكل منها.
12
فقال آدم المرأة التي جعلتها معي هي أعطتني من الشجرة فأكلت.
13
فقال الرب الإله للمرأة ما هذا الذي فعلت.فقالت المرأة الحيّة غرّتني فأكلت.
14
فقال الرب الإله للحيّة لأنك فعلت هذا ملعونة أنت من جميع البهائم ومن جميع وحوش البرية.على بطنك تسعين وترابا تأكلين كل أيام حياتك.
15
واضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها.هو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه.
16
وقال للمرأة تكثيرا أكثر أتعاب حبلك.بالوجع تلدين أولادا.وإلى رجلك يكون اشتياقك وهو يسود عليك.
17
وقال لآدم لأنك سمعت لقول امرأتك وأكلت من الشجرة التي أوصيتك قائلا لا تأكل منها ملعونة الأرض بسببك.بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك.
18
وشوكا وحسكا تنبت لك وتأكل عشب الحقل.
19
بعرق وجهك تأكل خبزا حتى تعود إلى الأرض التي أخذت منها.لأنك تراب والى تراب تعود
نقرأ بوضوح من هذا النص من العهد القديم أن خطأ آدم كان بسبب حواء ..!!! و ما عوقب ادم إلا لـ ( سماعه لقول امرأته )...!!! فالشيطان أغوى المرأة و المرأة أغوت آدم ...!!!

و هكذا صار حمل المرأة وولادتها عقابا لها على إغوائها لآدم ...!!! و هكذا يرينا النص نقطة مهمة من نظرة اليهود و النصارى إلى المراة .
إنها في نظرهم ( عميل الشيطان ) لإغواء الرجل ...!!! فهي السبب في إخراج الرجل الأول ( ادم ) من الجنة.
و لنقارن أيها الإخوة بين هذا النص و بين ما ورد في القران الكريم الذي أكد المسئولية الفردية عن الخطأ و لم يجعل الذنب ذنب حواء...
لنقرا من سورة طه :
(وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا {115} وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى {116} فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى {117} إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى {118} وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى {119} فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى {120} فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى {121})

و السؤال ... أيهما أكرم المراة ؟؟؟

اليهود و النصارى الذين ( لبسوا الخطيئة ) بالكامل لحواء و بناتها ...!!! أم القران الذي نفى عنها هذه التهمة و جعل المسئولية و الأمانة و التكليف مشتركة ؟؟
ثمة ملاحظة أخرى في نفس النص ...
إن الكتاب ( المقدس ؟؟!!!) يعلن بوضوح أن الحمل و الولادة و آلامهما عقاب للمرأة على إغوائها لآدم ...!!! و على هذا فكلما حملت امرأة أو اشتاقت إلى رجلها فعليها أن تتذكر أن هذا عقاب لها على ذنبها و جرمها في حق الرجل الذي أخرجته من الجنة ...!!!
فأين هذا من القرآن الذي جعل هذه الآلام فضيلة لها و سببا لإكرامها ؟؟

يقول القران الكريم في سورة لقمان :
(
وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ {14} وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ {15})
و بهذا الوهن و الضعف و آلام الحمل قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم حسن صحبتها على حسن صحبة الوالد .
فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : { جاء رجل فقال : يا رسول الله من أحقُّ الناس بحسن صحابتي ؟؟ قال : أُمُّك قال : ثم مَنْ قال : أمك قال : ثم مَنْ ؟؟ قال أُمُّك قال ثم مَنْ قال : أبوك }

و لا زال السؤال ساريا ... من أنصف المرأة ؟؟؟

و العجيب إن اضطهاد المرأة و قهرها ليس فقط بإشعارها أن حملها وولادتها و آلامها عقابا على خطيئتها بل يمتد هذا الاضطهاد إلى حالة ما إذا أنجبت أنثى ...!!!
و لنرى من الكتاب المقدس ما يحدث للمرآة التي تنجب أنثى و نقارنه بتلك التي تنجب ذكرا ....!!!
يقول الكتاب ( المقدس ) في سفر اللاويين :
2
كلم بني إسرائيل قائلا.إذا حبلت امرأة وولدت ذكرا تكون نجسة سبعة أيام.كما في أيام طمث علتها تكون نجسة.
3
وفي اليوم الثامن يختن لحم غرلته
4
ثم تقيم ثلاثة وثلاثين يوما في دم تطهيرها.كل شيء مقدس لا تمسّ والى المقدس لا تجيء حتى تكمل أيام تطهيرها.
5
وان ولدت أنثى تكون نجسة أسبوعين كما في طمثها.ثم تقيم ستة وستين يوما في دم تطهيرها.
6
ومتى كملت أيام تطهيرها لأجل ابن أو ابنة تأتي بخروف حولي محرقة وفرخ حمامة أو يمامة ذبيحة خطية إلى باب خيمة الاجتماع إلى الكاهن
هكذا ...!!! المرأة ( نجسة ) طوال أيام طمثها ثم عندما تلد تصير ( نجسة ) ...!!!

فأين هذا من قول رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لا ينجس المؤمن حيا و لا ميتا ) ...؟؟؟؟
و الأغرب : كون المراة التي تلد أنثى ( نجسة ) ضعف الفترة التي تبقى فيها ( نجسة ) حال ولادتها ذكرا ...!!!

لا زال السؤال يلح بقوة ... أيهما أنصف المرأة ؟؟؟
فإذا كنا قد ذكرنا أمثلة حية من التاريخ الإسلامي لنساء تربين في مدرسة القران و السنة ففي المقابل دعونا نبحث عن أمثلة لنساء افتخرت بهن كتب اليهود و النصارى و جعلت منهن بطلات و أمثلة تحتذي لجميع نسائهم .

فلنبدأ بامرأة خلدتها التوراة - العهد القديم - في سفر كامل افرد لها و باسمها ليحكى قصتها ...

يهوديت .... تلك المرأة اليهودية التي نجحت في سطر اسمها في الكتاب المقدس ... تلك المرأة التي يردد ملايين اليهود و النصارى قصتها في قراءتهم لكتبهم المقدسة ... بل و يتعبدون بتلك القراءة ...
ترى من هي تلك البطلة ؟؟؟ و ما هي جلائل الأعمال التي قامت بها لتستحق كل هذا التقدير ؟؟؟
لنقرا قصتها من ذلك السفر المسجل باسمها ... يصفها ذلك السفر قائلا :
4
و كانت يهوديت قد بقيت أرملة منذ ثلاث سنين و ستة اشهر
5
و كانت قد هيأت لها في أعلى بيتها غرفة سرية و كانت تقيم فيها مع جواريها و تغلقها
6
و كان على حقويها مسح و كانت تصوم جميع أيام حياتها ما خلا السبوت و رؤوس الشهور و أعياد آل إسرائيل
ثم يقول :
8
و كانت لها شهرة بين جميع الناس من أجل أنها كانت تتقي الرب جدا و لم يكن أحد يقول عليها كلمة سوء
و لا ينسى ذلك السفر أن يصف جمالها الأخاذ فيقول :
7
و كانت جميلة المنظر جدا و قد ترك لها بعلها ثروة واسعة و حشما كثيرين و أملاكا مملوءة باصورة البقر و قطعان الغنم
إلى هنا نجد أن تلك المرأة امرأة مثالية ... فهي تتقى الله و لا يشوب سمعتها شائبة و ليس للناس أي مأخذ عليها.

فما هي حقيقة تلك التقوى و تلك الأوصاف الجليلة ؟؟؟ و ما هو العمل العظيم الذي جعل من تلك المرأة تحوذ سفرا كاملا من أسفار العهد القديم ؟؟؟ الواقع أن تلك المرأة ظهرت في ظروف قرر فيها اليهود تسليم مدينتها إلى الآشوريين ... فغضبت و قررت التدخل لمحاولة منع هذه الهزيمة من الحلول بشعب الله المختار ... و يمضى ذلك السفر فيصف صلاتها و تضرعها لكي توفق فيما هي مقبلة عليه من عمل بطولي ... فماذا كان ذلك العمل و تلك البطولة التي قامت بها يهوديت ؟؟؟
لنقرأ من سفرها :
2
و دعت وصيفتها و نزلت إلى بيتها و ألقت عنها المسح و نزعت عنها ثياب أرمالها
3
و استحمت و أدهنت باطياب نفيسة و فرقت شعرها و جعلت تاجا على رأسها و لبست ثياب فرحها و احتذت بحذاء و لبست الدمالج و السواسن و القرطة و الخواتم و تزينت بكل زينتها
4
و زادها الرب أيضا بهاء من أجل أن تزينها هذا لم يكن عن شهوة بل عن فضيلة و لذلك زاد الرب في جمالها حتى ظهرت في عيون الجميع ببهاء لا يمثل
5
و حملت وصيفتها زق خمر و إناء زيت و دقيقا و تينا يابسا و خبزا و جبنا و انطلقت
6
فلما بلغتا باب المدينة وجدتا عزيا و شيوخ المدينة منتظرين
7
فلما رأوها اندهشوا و تعجبوا جدا من جمالها
فيؤيدها شيوخ اليهود فيما علموا أنها مقبلة عليه ...!!!
8 (
غير أنهم لم يسألوها عن شيء بل تركوها تجوز قائلين اله آبائنا يمنحك نعمة و يؤيد كل مشورة قلبك بقوته حتى تفتخر بك أورشليم و يكون اسمك محصى في عداد القديسين و الأبرار...!!!!)
ثم يمضى ذلك السفر في وصف العمل البطولي الذي حملته تلك المرأة على عاتقها ....!!! فهو يصف خداعها لقائد جيوش الآشوريين بجمالها و بالخمر حتى تستدرجه بهاتين الوسيلتين الرخيصتين إلى الفراش ...!!! و حين يصيبه الضعف و ينام تقوم بالإجهاز عليه ...!!!
لنقرأ :
12
فدخل حينئذ بوغا على يهوديت و قال لا تحتشمي أيتها الفتاة الصالحة أن تدخلي على سيدي و تكرمي أمام وجهه و تأكلي معه و تشربي خمرا بفرح
13
فأجابته يهوديت من أنا حتى أخالف سيدي
14
كل ما حسن و جاد في عينيه فانا اصنعه و كل ما يرضى به فهو عندي حسن جدا كل أيام حياتي
15
ثم قامت و تزينت بملابسها و دخلت فوقفت أمامه
16
فاضطرب قلب اليفانا لأنه كان قد اشتدت شهوته
17
و قال لها اليفانا اشربي الآن و اتكئي بفرح فإنك قد ظفرت أمامي بحظوة
18
فقالت يهوديت اشرب يا سيدي من اجل أنها قد عظمت نفسي اليوم أكثر من جميع أيام حياتي
19
ثم أخذت و أكلت و شربت بحضرته مما كانت قد هيأته لها جاريتها
20
ففرح اليفانا بازائها و شرب من الخمر شيئا كثيرا جدا أكثر مما شرب في جميع حياته

1
و لما أمسوا أسرع عبيده إلى منازلهم و أغلق بوغا أبواب المخدع و مضى
2
و كانوا جميعهم قد ثقلوا من الخمر
3
و كانت يهوديت وحدها في المخدع
4
و اليفانا مضطجع على السرير نائما لشدة سكره
5
فأمرت يهوديت جاريتها أن تقف خارجا أمام المخدع و تترصد
6
و وقفت يهوديت أمام السرير و كانت تصلي بالدموع و تحرك شفتيها و هي ساكتة
7
و تقول أيدني أيها الرب اله إسرائيل و انظر في هذه الساعة إلى عمل يدي حتى تنهض أورشليم مدينتك كما وعدت و أنا أتم ما عزمت عليه واثقة باني اقدر عليه بمعونتك
8
و بعد أن قالت هذا دنت من العمود الذي في رأس سريره فحلت خنجره المعلق به مربوطا
9
و استلته ثم أخذت بشعر رأسه و قالت أيدني أيها الرب الإله في هذه الساعة
10
ثم ضربت مرتين على عنقه فقطعت رأسه و نزعت خيمة سريره عن العمد و دحرجت جثته عن السرير

و هكذا صارت هذه العاهرة القديسة نموذجا يحتذي لبطولة المرأة في الكتاب المقدس ...!!! و هذا هو دور المرأة كما يراه اليهود و النصارى ...!!!
أداة للجنس و المتعة لهم .... ووسيلة رخيصة للحرب و التسلل إلى فراش أعدائهم ...!!!
و لعل البعض يظن أن يهوديت كانت العاهرة الوحيدة التي دخلت الكتاب المقدس من أوسع أبوابه ... باب الجنس و العهر .... إلا أن هذا غير حقيقي ... توجد أخرى نجحت في انتزاع سفر أخر من أسفار الكتاب المقدس باسمها ...!!! حتى لكأن الكتاب المقدس صار كتابا يتتبع أخبار الساقطات و قصص الشذوذ و العهر ...!!!

و تلك الأخرى هي أستير ... تلك المرأة ( البطلة ) التي نجحت في إنقاذ شعب الله المختار من أعدائه مستفيدة بمواهبها ( الجنسية ) الخارقة ...!!!! و منعا للتطويل فإننا نحيل القارئ مباشرة إلى سفر استير ليقرأ قصة تلك العاهرة البطلة ....
و لمن لا يملك ذلك الكتاب ( المقدس ) يمكنه قراءة قصة العاهرة في أي رواية من روايات ( ألف ليلة و ليله ) مع إبدال اسم ( شهرزاد ) باسم ( استير ) ...!!! سفران من أسفار الكتاب المقدس تم تسميتهما بأسماء عاهرتين ...!!!
و مع هذا ظل اسمه ( الكتاب المقدس ) ....!!!

ثم بطلة أخرى من بطلات الكتاب المقدس تم تكريمها في العهد القديم و نجحت في انتزاع الحظوة لدى بولس - كبير محرفي دين المسيح -
راحاب الزانية الجاسوسة ...!!!

أعطاها العهد القديم التكريم و حق الحياة بعد إبادة أهل مدينتها بالكامل :
يشوع 6:17 فتكون المدينة وكل ما فيها محرّما للرب.راحاب الزانية فقط تحيا هي وكل من معها في البيت لأنها قد خبأت المرسلين اللذين أرسلناهما.
يشوع 6:23 فدخل الغلامان الجاسوسان وأخرجا راحاب وأباها وأمها وإخوتها وكل ما لها واخرجا كل عشائرها وتركاهم خارج محلّة إسرائيل.
يشوع 6:25 واستحيا يشوع راحاب الزانية وبيت أبيها وكل ما لها.وسكنت في وسط إسرائيل إلى هذا اليوم.لأنها خبأت المرسلين اللذين ارسلهما يشوع لكي يتجسّسا أريحا

ثم يجدد بولس - القديس ؟؟!!!- تكريمها فيقول :
عبرانيين 11:31 بالأيمان راحاب الزانية لم تهلك مع العصاة اذ قبلت الجاسوسين بسلام..!!!!!

هذا هو دور المرأة عند اليهود و النصارى ...!!! عاهرة و أداة متعة و جاسوسة ...!!!
و لا عزاء لنساء اليهود و النصارى لانشغالهن بالتدريب على فنون الدعارة المقدسة ....!!!

دعونا بعد هذا نستمر في مقارنة وضع المرأة في الإسلام بوضعها في كتب اليهود و النصارى المقدسة ....

و لنبدأ بالميراث ..
يقول المولى عز وجل فى سورة النساء :
الآية: 7 (للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبا مفروضا).

فجعل الله عز وجل للمرأة حقا معلوما في الميراث كما أن للرجل حقا ...

يقول الإمام القرطبي في مناسبة نزول هذه الآية :
)
لما ذكر الله تعالى أمر اليتامى وصله بذكر المواريث. ونزلت الآية في أوس بن ثابت الأنصاري، توفي وترك امرأة يقال لها: أم كجة وثلاث بنات له منها؛ فقام رجلان هما ابنا عم الميت ووصياه يقال لهما: سويد وعرفجة؛ فأخذا ماله ولم يعطيا امرأته وبناته شيئا، وكانوا في الجاهلية لا يورثون النساء ولا الصغير وإن كان ذكرا، ويقولون: لا يعطى إلا من قاتل على ظهور الحيل، وطاعن بالرمح، وضارب بالسيف، وحاز الغنيمة. فذكرت أم كجة ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاهما، فقالا: يا رسول الله، ولدها لا يركب فرسا، ولا يحمل كلا ولا ينكأ عدوا. فقال عليه السلام: (انصرفا حتى أنظر ما يحدث الله لي فيهن). فأنزل الله هذه الآية ردا عليهم، وإبطالا لقولهم وتصرفهم بجهلهم؛ فإن الورثة الصغار كان ينبغي أن يكونوا أحق بالمال من الكبار، لعدم تصرفهم والنظر في مصالحهم، فعكسوا الحكم، وأبطلوا الحكمة فضلوا بأهوائهم، وأخطؤوا في آرائهم وتصرفاتهم. )


أرأيتم دفاعا عن المرأة و حقوقها كهذا ؟؟؟ تلك المرأة لم تجد ناصرا و لا حاميا لها إلا شرع الله عز وجل .

و يقول أيضا في سورة النساء :
(يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا).
و حدد الله عز وجل نصيب كل من الرجل و المرأة في الميراث :
يقول عز وجل في سورة النساء :
)
يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك وإن كانت واحدة فلها النصف ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث فإن كان له إخوة فلأمه السدس من بعد وصية يوصي بها أو دين آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا فريضة من الله إن الله كان عليما حكيما، ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد فإن كان لهن ولد فلكم الربع مما تركن من بعد وصية يوصين بها أو دين ولهن الربع مما تركتم إن لم يكن لكم ولد فإن كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم من بعد وصية توصون بها أو دين وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة وله أخ أو أخت فلكل واحد منهما السدس فإن كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث من بعد وصية يوصى بها أو دين غير مضار وصية من الله والله عليم حليم، تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم، ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين(

فجعل الله للمرأة حقا معلوما محددا فلا يعتدي عليه فهو ظالم جعل الله عقابه نار جهنم و العذاب المهين .

و مع هذا النصيب المفروض للمرأة في الميراث لم يكلفها الله بنفقة بل جعل الإنفاق وظيفة الرجل .

فالرجل مسئول عن نفقات ما تحته من النساء .

يقول عز وجل :
(الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم (

و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( حق المرأة على الزوج: أن يطعمها إذا طعم، ويكسوها إذا اكتسى، ولا يضرب الوجه، ولا يقبح، ولا يهجر إلا في البيت)
و في عطايا الآباء لأبنائهم يقول صلى الله عليه و سلم :
(ساووا بين أولادكم في العطية، فلو كنت مفضلا أحدا لفضلت النساء)
و أعطى الإسلام للمرأة الحرية المالية الكاملة و جعلها مستقلة بمالها عن زوجها فان شاءت أعطته و إن شاءت منعته
قال عز وجل : ( وَآتُواْالنَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا {4})

و من المواقف التي تؤكد هذه الاستقلالية المالية الكاملة هذا الموقف :
عن حَفْصُ بنُ عُمَرَ أخبرنا شُعْبَةُ وأخبرنا ابنُ كَثِيرٍ أنْبأنَا شُعْبَةُ عن أيّوبَ عن عَطَاءِ قال: "أشْهَدُ عَلَى ابنِ عَبّاسٍ وَشَهِدَ ابنُ عَبّاسٍ عَلَى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أنّهُ خَرَجَ يَوْمَ فِطْرٍ فَصَلّى ثُمّ خَطَبَ ثُمّ أتَى النّسَاءَ وَمَعَهُ بِلاَلٌ ـ قال ابنُ كَثِيرٍ: أكْبَرُ عِلْمِ شُعْبَةَ ـ فأمَرَهُنّ بالصّدَقَةِ فَجَعَلْنَ يُلْقِينَ"
فالمرأة في نظر الإسلام عاقلة رشيدة لا تحتاج وصاية مالية عليها ... بل هي قادرة على التصرف في أموالها بمعرفتها و لها مطلق الحرية و مطلق الأهلية في هذه المسالة .


 

هذا موقف الإسلام رأيناه في القرآن و السنة .

فما موقف كتب اليهود و النصارى في المقابل ؟؟؟
هنا يمكننا أن نقول إن موقف النصارى ملخص في هذه الجملة من إنجيل متى : ( متى 5:17 لا تظنوا أني جئت لانقض الناموس أو الأنبياء.ما جئت لانقض بل لأكمل.)
و عليه فوجهة النصارى تابعة لوجهة اليهود و مستمدة من شرائع العهد القديم .
فلننظر إلى كتاب اليهود و النصارى المقدس لنتعرف على وجهة نظرهم في تلك المسالة كجزأ من نظرتهم إلى المرأة .
فالمرأة في كتبهم لا ميراث لها و لا حق ....‍‍‍‍‍‍: إلا يكون لها أخوة ذكور .
و لنقرأ هذا من سفر العدد :
8
وتكلم بني إسرائيل قائلا أيّما رجل مات وليس له ابن تنقلون ملكه إلى ابنته.
9
وإن لم تكن له ابنة تعطوا ملكه لإخوته.
10
وان لم يكن له أخوة تعطوا ملكه لإخوة آبيه.
11
وإن لم يكن لأبيه إخوة تعطوا ملكه لنسيبه الأقرب إليه من عشيرته فيرثه.فصارت لبني إسرائيل فريضة قضاء كما أمر الرب موسى

هكذا نرى أن كتابهم المقدس جعل الميراث كاملا للابن الذكر ... فان لم يكن للمتوفى ابن ذكر ففي هذه الحالة فقط : ترث الأنثى .
بل الأسوا للأنثى أنها ليست فقط محرومة من الميراث ... بل إنها أيضا محرومة من المهر ذلك الحق الذي أعطاه لها الإسلام ... بل و الأسوا و الأنكى أنها مطالبة بدفع بائنة ( دوطة ) لمن يتقدم لها للزواج ... فهى تدفع حتى يرضى الرجل بالزواج منها و إلا كانت العنوسة مصيرها .
و الواقع أننى حينما أتحدث عن قضية ميراث المراة في كتب اليهود و النصارى المقدسة إنما أتحدث عنه من نافلة القول ... ذلك أن المرأة ذاتها جزء من الميراث عند اليهود و النصارى .
فالمرأة التي يموت عنها زوجها جزء من ميراث أخو الزوج ..... يتزوجها و إن لم ترض به و إن كانت كارهة له .
و الواقع إن هذه العملية لا تعتبر زواجا بالمعنى المفهوم بل هي ( ميراث ) أو بالأدق ( اغتصاب ) .


لنقرأ هذا من كتابهم المقدس في سفر التثنية :
5
إذا سكن إخوة معا ومات واحد منهم وليس له ابن فلا تصر امرأة الميت إلى خارج لرجل أجنبي.اخو زوجها يدخل عليها ويتخذها لنفسه زوجة ويقوم لها بواجب أخي الزوج.
6
والبكر الذي تلده يقوم باسم أخيه الميت لئلا يمحى اسمه من إسرائيل
7
وان لم يرضى الرجل أن يأخذ امرأة أخيه تصعد امرأة أخيه إلى الباب إلى الشيوخ وتقول قد أبى اخو زوجي أن يقيم لأخيه اسما في إسرائيل.لم يشأ أن يقوم لي بواجب أخي الزوج.
إن هؤلاء جعلوا المرأة مجرد حيوان يرثه أهل المتوفى و لهم مطلق الحرية في التصرف فيه .


هل رأى أحد القراء أو سمع أو تخيل امتهان للمرأة و إنسانيتها و أنوثتها بل و عفتها أبشع من ذلك ؟؟؟

فإن كان النص السابق من سفر التثنية هو القانون أو القاعدة فدعونا نقرأ من سفر التكوين تطبيق هذه النظرية :
6
واخذ يهوذا زوجة لعير بكره اسمها ثامار.
7
وكان عير بكر يهوذا شريرا في عيني الرب.فأماته الرب.
8
فقال يهوذا لأونان ( ادخل على امرأة أخيك وتزوج بها وأقم نسلا لأخيك.)
9
فعلم أونان (أن النسل لا يكون له).فكان إذ دخل على امرأة أخيه انه افسد على الأرض لكيلا يعطي نسلا لأخيه.
10
فقبح في عيني الرب ما فعله.فامأته أيضا.
11
فقال يهوذا لثامار كنته اقعدي أرملة في بيت أبيك حتى يكبر شيلة ابني.لأنه قال لعله يموت هو أيضا كأخويه.فمضت ثامار وقعدت في بيت أبيها

يحكى النص هنا عن تطبيق نظرية ميراث أخو المتوفى لأرملة أخيه ....

و المثال هنا هو : إن ( عير) ابن ( يهوذا ) توفى عن امرأته ( ثامار ) فأمر ( يهوذا ) ابنه ( اونان ) أخو ( عير) أن يدخل على امرأة أخيه حتى تلد ابنا يحمل اسم ( عير ) .
أرأيتم انحلالا اشد من هذا ؟؟؟
لكن دعونا نستكمل فالبقية أشد و أنكى ...
فلما علم اونان أن أبناءه من ثامار لن يكونوا باسمه بل باسم أخيه المتوفى لم يقرب ثامار .... فغضب ( اله الكتاب المقدس ) على اونان فاماته ...
فأمر يهوذا امرأة ابنه ثامار أن تعود لبيت أبيها حتى يكبر ابنه الثالث فيرثها هو الأخر .

ثم نتابع بقية القصة من سفر التكوين :
12
ولما طال الزمان ماتت ابنة شوع امرأة يهوذا.ثم تعزّى يهوذا فصعد إلى جزاز غنمه إلى تمنة هو وحيرة صاحبه العدلامي.
13
فأخبرت ثامار وقيل لها هوذا حموك صاعد إلى تمنة ليجزّ غنمه.
14
فخلعت عنها ثياب ترملها وتغطت ببرقع وتلفّفت وجلست في مدخل عينايم التي على طريق تمنة.لأنها رأت أن شيلة قد كبر وهي لم تعط له زوجة.
15
فنظرها يهوذا وحسبها زانية.لأنها كانت قد غطت وجهها.
16
فمال إليها على الطريق وقال هاتي ادخل عليك.لأنه لم يعلم أنها كنته.فقالت ماذا تعطيني لكي تدخل عليّ.
17
فقال إني أرسل جدي معزى من الغنم.فقالت هل تعطيني رهنا حتى ترسله.
18
فقال ما الرهن الذي أعطيك.فقالت خاتمك وعصابتك وعصاك التي في يدك.فأعطاها ودخل عليها.فحبلت منه.
19
ثم قامت ومضت وخلعت عنها برقعها ولبست ثياب ترملها
20
فأرسل يهوذا جدي المعزى بيد صاحبه العدلامي ليأخذ الرهن من يد المرأة.فلم يجدها.
21
فسأل أهل مكانها قائلا أين الزانية التي كانت في عينايم على الطريق.فقالوا لم تكن ههنا زانية.
22
فرجع إلى يهوذا وقال لم أجدها.وأهل المكان أيضا قالوا لم تكن ههنا زانية.
23
فقال يهوذا لتأخذ لنفسها لئلا نصير إهانة.أني قد أرسلت هذا الجدي وأنت لم تجدها
24
ولما كان نحو ثلاثة اشهر أخبر يهوذا وقيل له قد زنت ثامار كنتك.وها هي حبلى أيضا من الزنى.فقال يهوذا أخرجوها فتحرق.
25
اما هي فلما أخرجت أرسلت إلى حميها قائلة من الرجل الذي هذه له أنا حبلى.وقالت حقّق لمن الخاتم والعصابة والعصا هذه.
26
فتحققها يهوذا وقال هي ابرّ مني لأني لم أعطها لشيلة ابني.فلم يعد يعرفها أيضا

و العجيب انه من نسل هذا الزنا ( زنا المحارم ) ولد شخص له شأن على حسب الأناجيل ... انه اله النصارى يسوع المسيح .

مرة أخرى و ليست أخيرة ... من أنصف المرأة ؟؟؟ و من ظلمها ؟؟؟
و مرة أخرى .... هنيئا للمسلمات إسلامهن .
و مرة أخرى ... لا عزاء لنساء اليهود و النصارى .


ناقشنا حتى الآن ثلاث حلقات من موقف الإسلام ثم من موقف اليهود و النصارى من المرأة .
دعونا بعد ذلك نرى بعضا من أوصاف النساء لدى كل من الطرفين .
يقول الله عز وجل في وصف حال المؤمنين و المؤمنات :
"
والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر" [التوبة: 71]

و يصفهن رسول الله صلى الله عليه و سلم وصفا رقيقا و يحنو عليهن عندما يسرع حادي الجمال في السير في إحدى الأسفار فيقول رسول الله صلى الله عليه و سلم للحادي : (رويدك يا أنجشة، لا تكسر القوارير) قال قتادة: يعني ضعفة النساء.
فهذا هو الإسلام ... يكرم المرأة و يرعاها و يحنو عليها و يعاملها بما يليق بها ... فماذا عن كتب اليهود و النصارى المقدسة ؟؟؟

لنقرأ هذه المجموعة من الأوصاف في سفر الجامعة ... يقول الحكيم في وصف المرأة :
23
كل هذا امتحنته بالحكمة.قلت أكون حكيما.اما هي فبعيدة عني.
24
بعيد ما كان بعيدا والعميق العميق من يجده.
25
درت أنا وقلبي لأعلم ولأبحث ولأطلب حكمة وعقلا ولأعرف الشر أنه جهالة والحماقة أنها جنون.
26
فوجدت أمر من الموت المرأة التي هي شباك وقلبها اشراك ويداها قيود.الصالح قدام الله ينجو منها.اما الخاطئ فيؤخذ بها.

انظروا ...!!! في جملة واحدة من العهد القديم وصفت المرأة بعدد من الصفات يشيب له الوليد ...!!!
فهى أمر من الموت ....!!!! و هي شباك ...!!!! و قلبها اشراك ....!!! و يداها قيود ....!!!
و على هذا فان علامة الصالح : النجاة من شرها ...!!!
و لعل هذه الفقرة تكون من الطرائف ... فهى عن الرحم ... رحم المرأة .

فقد أكرم الإسلام هذا الرحم ... و جعل وصله فريضة ... و جعل قطعه كبيرة .

يقول الله عز وجل :
(فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها)
و يقول صلى الله عليه و سلم :
"
إن الرحم معلقة بالعرش تقول من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله".
و يقول عن الرحم :
قال الله تبارك وتعالى للرحم: ( خلقتك بيدي وشققت لك من اسمي، وقرنت مكانك مني، وعزتي وجلالي لأصلن من وصلك، ولأقطعن من قطعك، ولا أرضى حتى ترضى.)
فها هو الإسلام يجعل اسم الرحم مشتقا من اسم الله ( الرحمن ) ... فيصل الله من وصل رحمه ... و يقطع من قطع هذا الرحم ...
و بهذا جعل الإسلام الصلة بين الأقارب موصولة بالرحم ... رحم المرأة ...!!! فماذا كان نصيب هذا الرحم من الغرب النصراني ؟؟؟!!!

لقد أطلقوا اسمه اللاتيني ( هستيريا ) على الخلل النفسي ...!!! فصار الرحم عندهم مرتبطا بالمرض النفسي ....!!!!!!
و لعل هذا يجلى لنا مكانة المرأة لدى الغرب النصراني ...!!!

و لنقارن بين أية من القران و جملة من الأناجيل .....

يقول الله عز وجل في سورة الإسراء :
(وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا)

حرم الله عز وجل أن ينطق الابن أمام أبيه أو أمه بأقل كلمة يبدو منها التضجر : أف ....
أهذا خير أم هذا الموقف الذي يحكيه يوحنا في إنجيله بين المسيح و أمه قائلا :
3
ولما فرغت الخمر قالت أم يسوع له ليس لهم خمر.
4
قال لها يسوع ما لي ولك يا امرأة.لم تأت ساعتي بعد.!!!!
فلو أن يوحنا كان يكتب إنجيله بالعامية لكان قد قال على لسان المسيح : انت مالك ياوليه مالكيش دعوه ...!!!

فأيهما خير ؟؟؟ و أيهما أنصف المرأة ؟؟؟
قارنوا هذا الموقف الذي ادعاه يوحنا في إنجيله بهذا الموقف لرسول الله صلى الله عليه و سلم :
عن ابنِ عُمَر: "أَنّ رَجُلاً أَتى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ الله إنّي أَصَبْتُ ذَنْبَاً عَظِيماً فَهَلْ لِي تَوْبَةٌ؟ قَالَ هَلْ لَكَ مِن أُمّ؟ قالَ: لا، قال: هَلْ لَكَ مِنْ خَالَةٍ؟ قَالَ: نعم قال: فَبِرّها".

 

أيهما خير للمرأة ؟؟؟

و لننطلق إلى كيفية معاملة الرجل لزوجته .... كيف تصور الإسلام هذه المعاملة ؟؟؟
بداية حافظ الإسلام على المرأة المسلمة ووقاها من الفتنة في دينها فمنع زواجها من كافر ...بل و فرق بين من تدخل الإسلام و بين زوجها الكافر .
يقول الله عز وجل في سورة البقرة :
(لا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم أولئك يدعون إلى النار والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه ويبين آياته للناس لعلهم يتذكرون)

فجعل زوج المسلمة لابد و أن يكون مسلما مثلها .... ثم بعد ذلك حدد صفات هذا الزوج المقبول للمسلمة .
يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم :( إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه. إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض).
هذه صفات الزوج الذي ارتضاه الإسلام للمرأة .... فهو مسلم ... و هو ملتزم بدينه ... و هو متين الخلق .
فلكأن الإسلام أب حنون للمرأة يحنو عليها و هو يختار لها زوجا يعينها في دينها و دنياها .
فماذا عن أعداء الإسلام ؟؟

لقد جعل أعداء الإسلام كما أسلفنا من قبل المرأة حيوانا يباع و يشترى ... فهم يتاجرون بعرضها ... و هم يدفعون بها إلى فرش أعدائهم لتحقيق مصالحهم و أهوائهم ... و على هذا فقد كان طبيعيا إن يتركوا تلك المراة نهبا لكل طامع و فاسق و كافر .
اقرأوا موقف بولس من الزوج الكافر للمرأة المؤمنة :
كورنثوس 7:13 والمرأة التي لها رجل غير مؤمن وهو يرتضي أن يسكن معها فلا تتركه.
و هكذا يترك بولس القديس المرأة المؤمنة تحت وصاية زوجها و لو كان كافرا ... فالأمر يرجع لرغبة هذا الزوج ... إن أراد أن يحبسها على نفسه فواجب المرأة أن تطيعه ...!! و إن لم يكن له غرض منها فليلقيها في الطريق ...!!!

و هكذا تردت المرأة في نظر كتاب ( الكتاب المقدس ) إلى هاوية لم تترد إليها حتى الحيوانات ....!!!

رأينا كيف حرص الإسلام على المرأة عند زواجها فحدد صفات الزوج المناسب لها : دينه و خلقه .

فلنرى الآن : هل للمراة حق في تقرير مصيرها في الارتباط بشخص معين أم لا ....

و السؤال : هل كفل الإسلام للمراة حق رفض أو قبول الزوج المتقدم لها ؟؟؟

يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم :

(آمروا النساء في أنفسهن، فإن الثيب تعرب عن نفسها. وإذن البكر صمتها)
و يقول : ( احملوا النساء على أهوائهن ) [أي زوجوهن من يرتضينه، إن كان كفؤا] .

و يقول صلى الله عليه و سلم :
(اَ تُنْكَحُ الأَيّمُ حَتّى تُسْتَأْمَرَ وَلاَ تُنْكَحُ الْبِكْرُ حَتّى تُسْتَأْذَنَ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللّهِ كَيْفَ إذْنُهَا؟ قَالَ: «أَنْ تَسْكُتَ»

هذا هو قول الإسلام و موقفه ...
بل إن الإسلام وصل لدرجة أبعد من هذا إلى أبطال و رد عقد الزواج الذي تكره عليه الفتاة و يتم بغير رضاها .
فعن خنساء بنت خذام أن أباها زوجها وهي ثيب فكرهت ذلك فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرد نكاحه .
بل إن الإسلام أعطى لأم الفتاة الحق في إبداء رأيها في قبول أو رفض زوج ابنتها المستقبلي بحكم معرفتها بميول هذه الابنة و رغباتها .

يقول المعصوم صلى الله عليه و سلم : )آمروا النساء في بناتهن)

بل و يصل إلى أن يعطى المرأة الحق في أن تطلب الزواج لمن ترى فيه الصلاح ....
فإن امرأة عرضت نفسها على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له رجل: يا رسول الله زوجنيها، فقال: (ما عندك). قال: ما عندي شيء، قال: (اذهب فالتمس ولو خاتم من حديد). فذهب ثم رجع، فقال: لا والله ما وجدت شيئا ولا خاتما من حديد، ولكن هذا إزاري ولها نصفه، قال سهل: ما له رداء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (وما تصنع بإزارك، إن لبسته لم يكن عليها منه شيء، وإن لبسته لم يكن عليك منه شيء). فجلس الرجل حتى إذا طال مجلسه قام، فرآه النبي صلى الله عليه وسلم فدعاه أودعي له، فقال له: (ماذا معك من القرآن). فقال: معي سورة كذا وسورة كذا، لسور يعددها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (أمكناكها بما معك من القرآن)....

فإذا كان الإسلام قد أعطى هذه الحرية للمرأة فماذا أعطاها أعداؤه ؟؟؟‍‍‍‍

هل يجد أعداء الإسلام من اليهود و النصارى في كتبهم مثل تلك الحقوق التي مكن الإسلام المرأة منها ؟؟؟
هل أعطاها دينهم حق الموافقة على زوجها أو حق اختياره و جعل هذا شرطا لصحة الزواج ؟؟‍‍
لا نملك هنا سوى تكرار عرض هذا النص من سفر العدد :
5
إذا سكن أخوة معا ومات واحد منهم وليس له ابن فلا تصر امرأة الميت إلى خارج لرجل أجنبي .أخو زوجها يدخل عليها ويتخذها لنفسه زوجة ويقوم لها بواجب أخي الزوج.
6
والبكر الذي تلده يقوم باسم أخيه الميت لئلا يمحى اسمه من إسرائيل
7
وان لم يرضى الرجل أن يأخذ امرأة أخيه تصعد امرأة أخيه إلى الباب إلى الشيوخ وتقول قد أبى اخو زوجي أن يقيم لأخيه اسما في إسرائيل.لم يشأ أن يقوم لي بواجب أخي الزوج.

والواقع أن أعداء الإسلام أعطوا المرأة حريات زائفة مخادعة ....
أعطوها حرية الانحلال ... أعطوها حرية هدم القيم .... أعطوها حرية العرى و العهر ... و منعوها حقوقها الفطرية التي أعطاها لها الله .

إنها الفوضى تلك التي يسعى إليها اليهود و النصارى .... إنها الشيوعية الجنسية ....‍‍‍ الحرية .
إنها المتعة الآثمة .... لا الكرامة .
إن الحرية تعنى الالتزام بالواجبات لا التمرد عليها مع الحصول على الحقوق لا الفوضى .
ثم لننظر بعد هذا إلى كيفية معاملة الرجل و المراة كل منهما للأخر بعد الزواج .
ما هي الضوابط التي وضعها الإسلام ثم أعداؤه للتعامل بين طرفي هذا الرباط المقدس أو الميثاق الغليظ ؟؟؟

بداية يحدد الإسلام حقوق كل طرف من طرفي هذه العلاقة وواجباته .... فواجب الرجل و حق المرأة حدده رسول الله صلى الله عليه و سلم في هذا الحديث :
(
حق المرأة على الزوج: أن يطعمها إذا طعم، ويكسوها إذا اكتسى، ولا يضرب الوجه، ولا يقبح، ولا يهجر إلا في البيت )

و
يقول صلى الله عليه و سلم :

 (أي رجل لطم امرأته لطمة أمر الله عز وجل خازن النيران فيلطمه على حر وجهه سبعين لطمة من نار جهنم )
بل و إن رسول الله صلى الله عليه و سلم أعطى المراة خصوصية كبيرة : فنهى عن تتبع عثرات النساء .... فليس للرجل أن يصير رقيبا على زوجته يتسقط لها الأخطاء و يعاتبها و يشتد في عتابها و لومها .

هل رأيتم خيرا من هذا ؟؟؟

وواجب المرأة و حق الرجل يقول
فيه صلى الله عليه و سلم :

 (خير النساء التي إذا نظرت إليها سرتك وإذا أمرتها أطاعتك وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك)
فهل تجدون أكثر عدلا في معاملة المراة من تحديد واجباتها و حقوقها فلا يعتد على هذه الحقوق إلا ظالم معاقب ؟؟؟‍‍
هل يجد اليهود أو النصارى في دينهم شيئا كهذا أو قريبا منه في معاملة
المرأة ؟؟


كتبه الأخ / أبو جهاد


عدد الزيارات : 397

Share

مقالات ذات صلة :
  • جهاد أم إرهاب؟؟؟؟؟!!!

  • دعوة للتعايش أم دعوة للتعادي؟؟؟

  • أقوال وأفعال و اعتقادات و ألفاظ و مفاهيم خطأ يجب تصحيحها

  • أمثال و كلام يخالف صحيح الإسلام

  • هل الغدر و الإرهاب إصلاح و جهاد؟؟؟

  • ادعاءات الغرب بالنسبة للحجاب الشرعي

  • افتراءات و أكاذيب الغرب تجاه المرأة المسلمة

  • الاسلام و تعدد الزوجات

  • الاسلام و الجنس

  • الإسلام و ختان الإناث

  • الإسلام و ضرب الزوجات

  • الرقص فن أم إثارة غرائز؟!

  • زواج الرسول الكريم بالسيدة زينب

  • معاملة أهل الكتاب و أهل الذمة

  • درء الشبهة في قصة سيدنا يوسف وامرأة العزيز

  • مساعدة الرجل لأهل بيته ... تنقص من رجولته ؟؟ أم تزيد من شانه؟؟؟

  • الإسلام دين تسامح وليس دين تعصب

  • كيف نتعامل مع القرآن ؟

  • المزيد.......
    التعليقات :



    الاسم
    البريد الالكتروني
    العنوان 
    التعليق