قال الله تعالى ( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق )
وقال تعالى ( إِنَّ الذين يُحِـبُـونَ أن تَشيعَ الفاحِشَـةُ في الذين آمَنُـواْ لَهُـم عَـذابٌ أليــمٌ في الدُنــيا والآخــرةِ واللهُ يَـعلَـمُ وأنتُم لا تَعلمُونَ)
سنتحدث اليوم عن موضوع تحول إلى ظاهرة لا تخلو منها أغلب المناسبات السعيدة والأفراح وهو [الرقص] ما يمارسنه الفتيات والنساء فضلا عن الرجال في أحيان كثيرة جدًا، ولا مانع مطلقًا أن ترى تبادل الرقص مع الرجال والنساء، هذا فضلا عن استئجار الراقصات المشهورات وأخذ الصور التذكارية معهن، وصار الناس يتفاخرون فيما بينهم بإحياء الراقصات شائعات الصيت لاحتفالاتهم، ويتباهون بالمبالغ الباهظة التي يدفعونها إلى هؤلاء الراقصات، خاصة اللاتي يمارسن ما يعرف بالرقص الشرقي والمنتشر في الملاهي الليلية، حيث تستعرض الراقصة مفاتن جسدها بحركات إغرائية مثيرة للغرائز، ولا خلاف بين الرقص الشرقي ولا الشعبي ولا ما يعرف بفن (البالية) فكله عرى و استعراض لمفاتن الجسد، سواء كان بغرض الفن و الإبداع أو إثارة الغرائز، فالأصل في الرقص أنه طقس من الطقوس السحرية والوثنية، بخلاف ما فيه من العري وما يمثله من إهانة لخصوصيات الجسد، وابتذال لمفاتنه، وعامل مؤثر من عوامل إلهاب السعار الجنسي وإشعال جذوته، وهذا يعد إهانة صريحة لكرامة الجسد البشرى وحسنه في مقابل إهانة الجسد الشيطاني ومسخه وكأن إبليس يهزأ ببني آدم قال تعالى: يَا بَنِى ءَادَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَآ أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَتِهِمَآ [الأعراف: 27].
وفي السطور القادمة سنقدم لك نبذة عن بعض أنواع الرقص وأصله وسنتحدث في البداية عن الرقص الطقوسي الذي هو:
(رقص يؤدى وفقا لشعائر أو مبادئ معينة وتصاحبه أعمال وأدوات تقليدية، ومنه الرقص الديني، والجنائزي... وفى الرقص الطقوسي يتدخل العامل الديني أو السحري ويستخدم كعامل أساسي في الرقص لمحاربة قوة خفية والانتصار عليها). ()
وهنا يجب أن نتنبه إلى شيء هام قد يوضح لنا الفارق بين مجرد العادات بوجه عام وبين العادات السحرية بوجه خاص، من حيث مخالفتها للفطرة السليمة والذوق العام، فهي تشكل ممارسات شاذة لا تقبلها الفطرة السليمة طالما انحرفت عن ذلك المسلك القويم، وبتتبع منشأ الرقص يتبين ارتباطه بالكفر والوثنية، مما يكشف فساد الرقص والراقصون واستحلالهم لهذه الممارسات الشاذة ذات الأصل الوثني.
وقد بدأ الرقص في نشأته الأولى كطقوس سحرية كان يقصد منها جذب الحيوانات المرغوب فيها، (من ذلك أننا نجد أن بعض الرقصات إنما هي محاكاة أو تقليد لحركات حيوانات بعينها، وسببها أن تؤدى كشيء مرغوب فيه من وجهة نظر الصياد البدائي بغية اجتذاب هذه الحيوانات أو اقتناصها بطريقة سهلة).. فهم كانوا يتعبدون إلى الشياطين كي تساعدهم في اقتناص الصيد، فكان الرقص يعد طقسا تعبديا رجاء عونهم على الصيد، واستمر الرقص كطقوس سحرية إلى مرحلة الزراعة أملاً في نمو النبات والخصوبة، (أما رقصات الحرب، والرقصات الشعائرية (الطقوس Ritu) فقد ظهرت متأخرة عندما بدأ الإنسان يذهب إلى الحرب ويعبد الأرباب، ويليها رقص الحلقات الجماعية، الذي كان تعبيرًا انفعاليًا عن أفراح الإنسان وأحزانه).()
(في العبادة القديمة لدى الإغريق للإله ديونيسوس (الذي يعرف أيضًا باسم باخوس) كان ذلك الإله الخامل، إله الخمول والرخاوة، يعبد من خلال الرقص الانتشائي العنيف المدفوع الذي يعين على استمراره المضغ لأوراق اللبلاب ولنباتات الفطر. كانت تلك الطقوس _ التي كانت تتم في حماية مجموعة من النساء يطلق عليهن اسم الـ Bakkai تحدث على الجبال في الشتاء وتنتهي بالقتل الرمزي لديونيسوس الذي كان يتمثل على هيئة عنز (Teagos) يتم قتلها وتقطيع أوصالها وأكلها نيئة. هكذا يصبح المحتفلون متعصبين دينيين مفعمين بالحماسة Rnthusi(stikos (يحملون الله بداخلهم) فيما بعد. كانت دويلات عدة تقيم احتفالاتها بديونيسوس، وقد انتقلت هذه الاحتفالات إلى الربيع بدلا من الشتاء، وكانت دائما مفعمة بالابتهاج والسرور الخاص بالترجوياداى Tragoidiy أو أغاني الماعز Goat Songs. ومع نهاية القرن السادس قيل الميلاد أصبح الاحتفال بدنيسوس مكرسًا على نحو خاص لتقديم المسرحيات التي نطلق عليها الآن اسم المسرحيات التراجيدية).()
وفي جزر (هايتي) و(البرازيل) ينتشر نوع من السحر يسمى (الفودو Voodoo)، وفيه يستخدم السحرة الرقص كوسيلة لاستحواذ شياطين الجن على أجسادهم لتحقيق أهدافهم الشريرة. (ويجتمع القائمون بهذا الأمر في احتفال راقص، ويزعمون أن الروح تستولي على جسد امرأة، فتقوم تلك المرأة برقصة، وهذه الرقصة جزء من هذه الشعوذة التي يضحك فيها الشيطان على عقول البشر. ويستخدم في (الفودو) الدمى ومشية الموت ليجلبوا المرض والموت إلى الشخص الذي يريدون أذيته، وخلال الترانيم السحرية يستخدمون الدم والمنى والنباتات السامة وبقايا الجثث الآدمية. ويلاحظ أن ممارسي هذا النوع من السحر يصابون بنوع من الصرع، يتبعه دخول روح (أزرويل) في الشخص الذي يقوم بالرقص، ويزعمون أن المرأة التي تدخل الروح جسدها لا تشعر بجسدها، ولكنها تشعر بوجود قوة تتجه لتفجير رأسها، وتبقى على هذه الحال لمدة ثلاث أو أربع ساعات إلى أن يحدث السحر. ومن الضلال الذي يصاحب هذه الديانة الكفرية أن المرأة التي تقوم بهذه الرقصات يسمح لها بالزواج من عدد من الرجال بقدر عدد الخواتم التي كانت تلبسها، كما أنه يجوز لها أن تقيم علاقات أخرى مع الرجال من غير زواج بالقدر الذي تراه. وعند الانتهاء من الرقص تطلب الروح المرطبات أو المشروبات الكحولية، وتطلب نقلها على كرسي لتنام ثم تفارق بعد ذلك جسد المرأة).()
والآن وقد صار الرقص يمارس من باب المرح والتسلية والوجاهة والفخر، حيث لا تكاد تخلو منه مناسبة اجتماعية أو قومية أو حتى دينية إلا وجدت ذلك الرقص الفردي أو الجماعي، حيث يتشارك فيه الرجال مع النساء في هز أجسادهم والتمايل، وللأسف أن فاتورة هؤلاء الراقصين تدفع من رصيد الأمة، وعلى حساب الفقراء والمرضى الذين لا يستطيعون الرقص ولا التحرك بالمرة. حيث يقدم هذه الاستعراضات ما يعرف بالفرق الاستعراضية والفنون الشعبية، والتي كثيرًا ما استغلها القوادين والديايثة ستارًا لترويج الدعارة والتسويق لسلعته الرديئة، والإيقاع بالساذجات والساقطات، حيث نجد في الجرائد الرسمية إعلانات تطلب [فتاة ذات مظهر حسن]، و[مواهب جديدة للانضمام في فرق الفنون الشعبية]، ومثل هذه الفرق لا تمارس نشاطها المشبوه داخل البلاد فقط، بل تنتقل إلى الدول المحيطة لنشر فجورها في خارج البلاد، وهكذا تنتقل الدعارة باسم الرقص والفن إلى الخارج، بينما نحن نشجع هذه الفرق ونصفق لها وندفع لها من قوت المساكين
، يستعرضون فيها مفاتن أجسادهم أمام الشيطان أملا في نيل رضاه والحظوة عنده، أما اليوم فيمارس لإرضاء شياطين الإنس فضلا عن إرضاء شياطين الجن، هذا برغم أن الشرع يأمرنا بستر العورات وصيانة الجسد عن كل نقيصة ورذيلة قال تعالى: يَا بَنِى ءَادَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَآ أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَتِهِمَآ [الأعراف: 27] ولقد حذرنا عز وجل من تلصص الجن ونظرهم إلى عورات بنى آدم فقال تعالى: إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ [الإسراء: 37].
قال أبو الوفاء ابن عقيل: (قد نص القرآن على النهى عن الرقص، فقال عز وجل: وَلا تَمْشِ في الأَرْضِ مَرَحًا [لقمان: 18] وذم المختل، فقال تعالى: إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ [لقمان: 18]، والرقص أشد المرح والنظر أولسنا الذين قسنا النبيذ على الخمر لاتفاقهما في الإطراب والسكر، فما بالنا لا نقيس القضيب وتلحين الشعر معه على الطنبور والمزمار والطبل لاجتماعهما في الإطراب؟ وهل شيء يزري بالعقل والوقار ويخرج عن سمت الحلم والأدب أقبح من ذي لحية يرقص؟ فكيف إذا كان شيبة ترقص وتصفق على وقاع الألحان والقضبان خصوصًا إذا كانت أصوات نسوان ومردان، وهل يحسن بمن بين يديه الموت والسؤال والحشر والصراط، ثم هو إلى إحدى الدارين صائر أن يشمس بالرقص شمس البهائم، ويصفق تصفيق النسوة ؟!!
وإن كان الرقص لا يؤدى اليوم بقصد ممارسة طقوس سحرية مباشرة يتعبد بها الشيطان ويتقرب بها إليه، إلا أن الرقص لازال مظهرًا شاذًا وخدش للحياء، حيث استمرأ الرقص رغم ما يسوده من العرى وإثارة الغرائز وإشعال جذوة السعار الجنسي، وتحريض على الفسوق والفجور، سواء سموه الرقص الإيقاعي، أو التوقيعي، أو البالية، أو الشرقي، أو البلدي، أو الشعبي، أو فردى، أو ثنائي، أو جماعى،...إلخ، فهو لا يخلو من فساد بين لا يخفى ويتعارض مع الدين والمروءة والحياء والفطرة السليمة، والعبرة ببطلان الأصل والمنشأ كعبادة وثنية تبطل عموم الرقص، فالرقص لا يقف عند حد المرح وإثارة الغرائز فقط، بل هو في الأصل إحدى الطقوس الوثنية التي يتقرب بها إلى الشيطان، لأن الرقص في حقيقته هو إحدى صور ممارسة طقوس (الدعارة المقدسة) الذي يأثم فاعله ضد (الزواج الشرعي) الذي يثاب فاعله، مما يعد مواجهة صريحة بين (السنة الشيطانية) في مواجهة (السنة الربانية)، وبين عبادة الله وعبادة الشيطان من خلال السحر الذي هو في حقيقته دين إبليس عليه اللعنة عن طريق الرقص.
|
rose
استفسار
هل الرقص للزوج ضمن خلوتهم حرام
|
نرمين توفيق
رد
الى rose اوضح لك ان هذا الموقع ليس موقع لا يوجد به متخصصين للافتاء .. لذا احيلك الى موقع دار الافتاء المصرية على هذا الرابط ارسلي اليهم السؤال وسوف يجيبون عليك رابط طلب الفتوى هو http://www.dar-alifta.org/fatwarequest.aspx
|