فيا ترى قبل ذلك ما كان مهرها و كيف كان يوم الزواج و ما كان جهاز عروس خير البشرية و سيد البرية صلى الله عليه و سلم؟؟؟ ونوجه دعوة للشباب المقبل على الزواج كي يقتضي بخير البشرية ويروا البساطة في تكاليف زواجه المبارك صلى الله عليه وسلم .

المهر:

المهر حق شرعي للمرأة منّ الله به عليها من زوجها كتعبير عن تقديره و حبه لها  قال تعالى:

"وَآتُواْ النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نحلة "النساء:4"

أي أعطوا النساء مهورهن عن طيب نفس منكم.

و كان مهر أمنا عائشة رضي الله عنها كما قالت لأبي سلمة بن عبد الرحمن : "كان صداقه لأزواجه ثنتي عشر أوقية و نِشّا ، قالت :أتدري ما النش؟ قال :قلت لا ، قالت : نصف أوقية ، فتلك خمسمائة درهم ، فهذا صداق رسول الله صلى الله عليه و سلم لأزواجه" مسلم

الوليمة:

الوليمة هي طعام يصنع للعرس ، و قد كانت وليمة عرس السيدة عائشة قصعة بها طعام أهداها سعد بن عبادة للرسول صلى الله عليه و سلم ، فلم يذبح شاة أو جزور.

و عندما زينت أسماء بنت يزيد الأنصارية العروس دعت الرسول صلى الله عليه و سلم فجلس بجانبها ثم أتى بقدح من اللبن فشرب ثم ناوله لعروسه فخفضت رأسها و استحيت فقالت لها أسماء خذي من يد النبي فأخذته فشربت قليلا ثم قال لها الحبيب : "أعطي تربك" أي أعطي صديقاتك .

فيا عجبا من وليمة بسيطة مع لبن ابتدت بها عائش هذي المِنَن .

جهاز العروس:

لكل امرأة لمسة تدل عليها لا تضاهيها أي امرأة أخرى فكيف كانت كانت لمسة عائشة في بيتها

و كيف كان أثاث بيتها ، هيا بنا نرى ماذا كان جهازها يوم تزوجها الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم....

قالت السيدة عائشة في وصف فراش الرسول صلى الله عليه و سلم: "إنما كان فراش رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي ينام عليه أدما ، حشوه ليف" مسلم

يا الهي... خير البشر و من دانت له أعظم دولتين في العالم في ذاك الوقت له فراش واحد من جلد و حشوه ليس ريشا أو حريرا و إنما ليفا ... ما أعظمه و أزهده في دنيا يتكالب عليها الناس و ما هم ببالغين إلا ما قُدر لهم من خالقهم سبحانه و تعالى. 

هذا في بداية الزواج ثم أتت بعد ذلك ببعض الوسائد حيث قالت فيها: " كان في بيتي ثوب فيه تصاوير ، فجعلته الى سهوة في البيت ، فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي إليه ، ثم قال : يا عائشة أخريه عني فنزعته فجعلته وسائد"  مسلم و النسائي

و أيضا قال الحبيب صلى الله عليه و سلم في هذا الثوب: " إن أصحاب هذه الصور يعذبون يقال لهم : أحيوا ما خلقتم " ، " إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة " متفق عليه

فهنا نرى حرصها على تزيين الحجرة و ترتيبها و أيضا استثمار ما يتوافر لديها لفعل ذلك.

و لم يكن في حجرة السيدة مصباح للإضاءة حيث كانت تنام و الرسول يصلي فيغمزها إذا سجد كي تقبض رجليها و ذلك كما قالت : " كنت أنام بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و رجلاي في قبلته ، فإذا سجد غمزني ، فقبضت رجلي ، فإذا قام بسطتهما ، قالت : و البيوت يومئذ ليس فيها مصابيح " البخاري

مسكن الزوجية:

عند وصول الرسول صلى الله عليه و سلم المدينة المنورة بنى لنفسه عدة حجرات بجوار المسجد حتى تكون لزوجاته ، تسع حجرات في شرقي المسجد و شماليه و قبليه ، وكانت من جريد النخل مستورة بمسوح الشعر. و كانت حجرة السيدة عائشة لها باب واحد من خشب و هذه الحجرة هي الوحيدة التي مازالت باقية من حجرات أمهات المؤمنين حتى الآن و هي  قبر الحبيب رسول الله صلى الله عليه و سلم و صاحبيه أبي بكر و عمر رضي الله عنهما و أرضاهما و جمعنا بهم جميعا في دار كرامته و مستقر رحمته.

 معيشة أم المؤمنين:

وصفت أمنا عائشة كيف كن يعشن أمهات المؤمنين لابن أختها عروة فقالت : " ابن أختي إنا كنا لننظر إلى الهلال ثم الهلال ثم الهلال ثلاثة أهلة في شهرين و ما أوقدت في أبيات رسول الله صلى الله عليه و سلم نار ، فقلت : يا خالة ما كان يعيشكم ؟! قالت الأسودان : التمر و الماء ، إلا أنه قد كان لرسول الله صلى الله عليه و سلم جيران من الأنصار ، و كانت لهم منائح ، و كانوا يمنحون رسول الله صلى الله عليه و سلم من ألبانهم فيسقينا "  البخاري

و مما يعرف عن آل رسول الله صلى الله عليه و سلم أنهم ما شبعوا من خبز بر مأدوم (به دهن ) ثلاثة أيام حتى لحق بالرفيق الأعلى .

فما اعظمك رسولا للبشر جميعا .. ما أعظمك معلما علمت الناس كلها .. فيا شباب المسلمين كان هذا زواج رسولكم صلى الله عليه وسلم ... ويا بنات المسلمين كان هذا جهاز أمكم عائشة رضى الله تعالى عنها ... فهل من مقتد ؟