إدارة الأولويات ... الطريق نحو حياة أفضل           

 المحرر : حسن محمد

الجزء الأول: ما هو الجديد في هذا البحث (فكرة الساعة و البوصلة)

هذا الكتاب فهو يركز على البوصلة و على الاتجاه الذي تسير فيه، ليس المهم كم نعمل، و لكن المهم هو ما نعمل، أن تبحث عن الاتجاه أهم من أن تتحرك.

ترى كم منا ينظر إلى ساعته كثيرا و لا ينظر إلى بوصلته و لو قليلا، و كم منا لا ينظر إلى ساعته أو بوصلته أصلا.

الجزء الثاني: مربع الحياة

إن الأعمال التي نؤديها في هذه الحياة تقع في أحد أرباع هذا المربع، فإما أن يكون العمل في:

المربع الأول: مهم و طارئ

و هذه الأعمال في هذا المربع قليلة نسبيا، فالعناية بابنك المريض هو عمل مهم و طارئ أيضا.

المربع الثاني: مهم غير طارئ

إن هذا المربع هو الأهم، و لكنه للأسف هو الأكثر اهمالا، هنا تستطيع أن تجد أعمالا مثل قراءة كتاب أو تعلم مهارات جديدة، قد تجد أعمال الدعوة إلى الله هنا أيضا، هنا ستجد كل الأعمال التي تمنيت أن تؤديها يوما ما ولكنك لم تفعل لأنك لم تجد من يركض خلفك و يقول لك: لماذا لم تفعل هذا؟.

المربع الثالث: يعيش أغلب الغربيين كما يقول كاتب الكتاب في هذا المربع، إنه مربع ادمان الطوارئ، انه مربع الساعة دون بوصلة، أو مربع الركض و السرعة الى اللامكان، أو دون هدف نتجه نحوه، هنا ستجد كل الأعمال الروتينية التي تقوم بها كل يوم، في عملك و منـزلك و جامعتك و مدرستك و حتى مجاملاتك لجيرانك.

المربع الرابع: و أنا أعتقد ان أغلبنا – كعرب- نعيش في هذا المربع للأسف و أرجو أن أكون على خطأ في هذا الاتقاد، إنه مربع الطاقات المهدورة، و هو مربع الحياة التافهة

إن هدف هذا البحث هو تزويدنا بطريقة فعالة لننقل أفعالنا من المربع الثالث و الرابع إلى المربع الثاني، إنه يعطينا طريقة فعالة للتخطيط لحياتنا حتى تكون ذات نوعية أفضل، إنه يذكرنا أن هناك أشياء يجب أن نقوم بها في هذه الحياة قبل فوات الأوان.

الجزء الثالث: وضع الخطة

الخطة الأسبوعية

أثبتت الدراسات أن وضع خطة أسبوعية يسمح بالتركيز على المحتوى، و على جودة الأعمال، أما الخطط اليومية فتنظر الى الأعمال بتركيز كبير فتفقد هذه الأعمال شموليتها. 

إن وضع الخطة يمر بست مراحل، ندرسها مرحلة مرحلة إن شاء الله:

 

الخطوة الأولى نحو التخطيط الناجح: بناء الرسالة الشخصية

لا بد من خطة  تخدم رؤيتنا لهذه الحياة، لا بد أن تخدم هدفنا الأهم الذي نسعى له في هذه الحياة لابد  أن يكون للشباب المسلم رسالة في هذه الحياة إن هذه الرسالة يجب أن تكون عنوان حياتنا.

إن مجرد اختيار هذا الهدف أو هذه الرسالة عملية صعبة ، إنها رسالة محددة مكتوبة، ترسم لنا الطريق

تستطيع كتابة رؤيتك الملهمة أو رسالتك في هذه الحياة عن طريق:

1.                        ما هي أهم الأشياء في حياتي؟

2.                        ما هو الشيء الذي يعطي معنى لحياتي؟

3.                        ماذا أريد أن أكون؟ و ماذا أريد أن أعمل في هذه الحياة؟

إن رضى الله عني هو غايتي و مرادي و فلابد أن تكون كل أعمالي و كل أهدافي و كل خططي في سبيل رضى الله و لكن يجب أن تكون رسالتي أكثر تحديدا و وضوحا

تخيل معي أخي لو أن هناك من يجعل الإعلام الاسلامي رسالة له – على قدر طاقته – و تخيل لو أن هناك من يجعل من خدمة الفقراء و المساكين رسالة في حياته، و لو أن هناك من يجعل من الأطفال و تربيتهم التربية الإسلامية هما و رسالة له في الحياة، لا بد أن هذا سيغير الكثير

إن بناء رسالة شخصية قوية عامل مهم لتحسين نوعية حياتك، و للبدء بهذه الخطوة فكر أنه قد بقي لك في هذه الدنيا ستة شهور فقط، كيف ستنفق هذا الوقت؟

الخطوة الثانية نحو التخطيط الناجح: حدد أدوارك

إن حياتنا عبارة عن مجموعة من الأدوار التي نؤديها، فهى أدوار حقيقية، فالواحد منا يكون أبا، و يكون عنده عمل معين، و قد يكون عضوا في أحد الأندية، و في نفس الوقت عنده علاقات اجتماعية معينة، باختصار ان أدوارك في الحياة هي مسؤلياتك و علاقاتك و مجالات العطاء عندك.

إن كثيرا من التعاسة في حياتنا، تأتي من الاحساس بأننا ناجحون في دور من هذه الأدوار على حساب الأدوار الأخرى كم من الأباء ينجح في ارضاء زبائنه طوال اليوم و لا يعطي أبناءه إلا فضلات وقته.

عندما نقوم بتحديد أدوارنا في هذه الحياة نستطيع أن نضمن التوازن و الترتيب الصحيح لأولويات هذه الأدوار، و التوازن بين هذه الأدوار لا يعني بالضرورة توزيع الوقت عليها و لكنه يعني إعطاء كل دور حقه من الوقت و الجهد و يعني أن تكون جميع هذه الأدوار في خدمة رسالتك في الحياة أو هدفك السامي

عليك الآن أن تمسك ورقة و قلما و تكتب أدوارك في هذه الحياة كما في النموذج و تذكر الملاحظات التالية أثناء ذلك:

1.    لن تستطيع كتابة جميع أدوارك في هذه اللحظة، سوف تحتاج الى بعض الوقت لتذكرها كلها

2.    أثبتت الدراسات أنك لا تستطيع ذهنيا ممارسة أكثر من سبعة أدوار بفاعلية، لذلك عليك أحيانا أن تدمج بعض الأدوار فمثلا تستطيع دمج دورك كأب و دورك كزوج في دور واحد و هو دورك كرب لعائلة.

3.   قد تتغير الأدوار بمرور الزمن فيجب أن تراجع كل فترة من الزمن.

هناك أدوار لم نتكلم عنها حتى الآن، و هي الأدوار المادية و الاجتماعية و العقلية و الروحية، و هذه تحديدا ليست أدوارا بقدر ما هي حاجات، انها الدور المهم جدا لتحقيق جودة أعلى للحياة، إنها دور ((شحذ المنشار)) كما يسميها المؤلف ستيفن كوفي، و هي تختلف عن باقي الأدوار بنقطتين:

اولا: أنها دور للجميع، لا يستطيع أحد يطمح في تحسين حياته الى التخلي عن هذا الدور

ثانيا: أن النجاح في هذا الدور (شحذ المنشار) ضروري للنجاح في الأدوار الأخرى

إن مصطلح شحذ المنشار هو رمز يشير إلى الطاقة التي ننفقها في زيادة قدراتنا الشخصية في تطوير حاجتنا العضوية و الاجتماعية و العقلية و الروحية، إننا في كثير من الحالات ننهمك في عملية القطع بالمنشار، ناسين أهمية شحذ المنشار قبل أن نستعمله، بكلمات أخرى إن الذي سيقوم بكل الأدوار الأخرى هو الانسان فلا بد من جعله أكثر أهلية للقيام بهذه الأدوار عن طريق تنمية الذات روحيا و عقليا و بدنيا و اجتماعيا.

اسأل نفسك أخي متى آخر مرة مارست فيها الرياضة؟ هل لك برنامج محدد لقراءة الكتب و تنمية عقلك و تطوير معارفك؟ متى فكرت آخر مرة في إقامة علاقات جديدة أو في صيانة علاقاتك الاجتماعية القديمة، أو على الأقل صلة رحمك؟ و أهم من كل ذلك .. أين هو برنامجك الايماني الروحاني الذي يصلك بالله سبحانه و تعالى؟ و متى قمت الليل آخر مرة و متى صمت آخر نوافلك؟

يقول كوفي: " إن فشلنا في في تطوير طاقاتنا في هذه المجالات يعني أننا سنتحول الى أشخاص مرهقين، ممزقين، غير مجددين، نعاني من عدم التوازن، و يصبح من الصعب علينا إنجاز أدوارنا الأخرى في الحياة بفاعلية".

اسأل نفسك الأسئلة التالية:

1. أحقا أني كثيرا ما أجد نفسي مستغرقا في دور واحد من أدواري في الحياة، في حين لا تأخذ الأدوار الأخرى من الوقت و الاهتمام الكافيين؟

2. ما هي الجوانب الهامة في تلك الأدوار التي لا تحظى بوقتي و جهدي؟

3. هل الأدوار التي أقوم بها تساهم في تحقيق رسالتي في الحياة؟

4. كيف ستتحسن نوعية حياتي اذا اهتممت، أسبوعيا، بهذه الأدوار بشكل متوازن؟

الخطوة الثالثة: حدد أهداف المربع الثاني لكل دور

بعد أن قمت بتحديد أدوارك، اسأل نفسك:

ما الأمر الهام لكل دور هذا الأسبوع، لكي أحصل على أفضل النتائج في حياتي؟

إن إجابة هذا السؤال تحتاج الى شيء من الإبداع، فلا بد أن هناك الكثير لنعمله لتحسين أدائنا في ذلك الدور، و لكن ما هو ذلك الأمر الذي سيحقق أفضل النتائج؟ هنا ركز على النوعية و لا تركز على السرعة

الآن هل وضعت الأهداف في خطتك الأسبوعية اسأل نفسك الأسئلة التالية:

1.     ماذا سيحصل لو أنجزت جميع هذه الأهداف خلال الأسبوع القادم؟

2.    كيف ستتحسن نوعية حياتي؟

3.     ماذا لو أنجزت بعضها فقط؟

4.      ماذا لو حققت ذلك كل أسبوع؟

5.     هل سأصبح أفضل مما أنا عليه الآن؟

الخطوة الرابعة: اتخذ القرار و كن حازما

إن النجاح في تطبيق الخطة الاسبوعية يحتاج منك إلى حزم في ترتيب أولوياتك، لا تأجيل، و تكسير لما تلزم نفسك به، إنه التزام مع الذات، اننا نفشل في تحقيق هذه الخطة عند حدوث أمر من اثنين أو الاثنين معا، عندما تشغلنا أعمال الطوارئ و أعمال اللهو و اللعب أو عندما نسيء تقدير أولوياتنا فيطغى دور من الأدوار على الأدوار الأخرى.

الآن بعد أن حددت أهدافا مناسبة خلال الاسبوع القادم لتنمية أدوارك و تحسين نوعية حياتك كن حازما في تطبيق هذه الأهداف، تعلم أن تقول: لا آسف عندي أمر مهم أريد أنجزه الليلة، أراك الاسبوع القادم إن شاء الله.

الخطوة الخامسة: جدولة أهداف المربع الثاني

حتى لا تضيع هذه الأهداف التي تم تحديدها في الخطوة الثالثة عليك أن تضعها في جدول معين أن تضع لها موعدا محددا، هذا هو الأسلوب الأكثر فاعلية لتحقيق الأهداف، أن تكون مبرمجة زمنيا، فإذا قررت أن تمارس الرياضة الصباحية لتنمي حاجتك البدنية في الأسبوع المقبل دون أن تحدد موعدا محددا لذلك فستستمر في تأجيل هذا الهدف حتى يدركك الوقت دون انجازه.

في بعض الحالات قد لا يكون من المفيد تحديد موعد لتنفيذ هدف معين، و لكن يكفي وضعه كأولوية، فمثلا هدف إصلاح ذات البين بين الصديقين خالد و محمد يحتاج إلى فرصة مناسبة للكلام معهما أو لتلطيف الأجواء بينهما و هكذا يكون هذا العمل أولوية طوال اليوم فإذا لم تسنح الفرصة اليوم يصبح أولوية في اليوم الذي يليه و هكذا، و لكن احرص أن لا يضيع الأسبوع دون انجاز هذا الهدف.

عند القيام بوضع برنامج زمني لجميع أعمالك خلال الأسبوع، أي أعمال الربع الأول و الثاني و الثالث و الرابع احرص أن تميز أعمال المربع الثاني بإشارات خاصة حتى تعطيها الأولوية دائما

مع الوقت و الممارسة ستتعلم كيفية صياغة جداول و خطط أكثر عمقا و تفصيلا، و تذكر أن ربع ساعة تمضيها في التخطيط للأسبوع المقبل ستحقق نتائج رائعة.

الخطوة السادسة: قيم الأداء

إن عملية المربع الثاني لن تكون كاملة من أول تطبيق لها، و لكن التعلم من الأخطاء هو ما سيزيدها فاعلية في كل أسبوع، لذلك عليك تقييم خطتك في كل أسبوع بعد انتهاءه، و لمساعدتك في ذلك، اسأل نفسك الأسئلة التالية:

1.      ما هي الأهداف التي حققتها؟

2.       ما هي التحديات التي تغلبت عليها؟

3.      ما هي القرارات التي اتخذتها؟ و هل قلت لا للأمور ذات الأولوية الأقل؟

4.    هل وضعت الأشياء الهامة و ليس الطارئة أولا؟

ومثل هذه الأفعال ستساعدك على ترتيب اولولياتك بطريقة صحيحة ومنظمة ... فهيا لنجربها سويا....

المصادر  

·   موقع  الإسلام هو الحل


عدد الزيارات : 281

Share

مقالات ذات صلة :
  • ارسم خطه لعملك

  • انت و قرارك الفعال

  • مفاتيح النجاح _الاول

  • مفاتيح النجاح _الثانى

  • تعلم التخاطر

  • أيقظ العملاق الذي بداخلك و اكتشف قواك الخفية

  • كيف تغير نفسك؟ التخطيط الاستراتيجي للذات

  • كيف تختار الكلية المناسبة لك؟

  • أمريكا يسكنها الأمريكان...

  • فن الحصول على وظيفة!

  • من انت؟

  • نصائح قبل الامتحان

  • كيف تكتب سيرتك الذاتية CV ؟

  • لا تراجع و لا استسلام

  • المزيد.......
    التعليقات :



    الاسم
    البريد الالكتروني
    العنوان 
    التعليق