في فترة العصر الذهبي للإسلام بلغت الفتوحات الإسلامية مشارق الأرض ومغاربها وأثر المسلمون بحضارتهم تأثيراً إيجابياً في حضارات كل البلاد التي فتحوها ليسود نور العلم والعدل الذي جاء به الإسلام كل ربوع الأرض .
ولكن هل الحضارة التي جاء بها المسلمون هي حضارة عربية ؟أم حضارة إسلامية ؟ وهل العرب هم من لهم الفضل وحدهم في صقل حضارة المسلمين أم أن سكان البلدان التي دخلها الإسلام والذين أسلم منهم الكثير بعد ذلك لهم أيضاً فضل في التأثير في حضارة المسلمين لذلك لن يكون من العدل أن نقصر هذه الحضارة على العرب وحدهم ؟؟
ما بين مؤيد ومعارض لهذه النقطة يدور هذا المقال ولكل فريق وجهة نظر مدعمة بالأدلة
فتابعونا .......
اختلف المؤيدون في تسمية الحضارة في كونها عربية أم إسلامية :
فمنهم من يقول إنها حضارة عربية وهم يطلقون هذه التسمية بناءً علي الدور الكبير الذي اضطلع به العرب
فيقول أحدهم "إن العرب استطاعوا بقوة شخصيتهم وتأثير الروح العربي الذي تسلح بالإيمان أن يتغلبوا علي
البلاد التي فتحوها ويُمكنوا للثقافة الوحيية الاختلاط مع سائر الثقافات الأخرى والتعايش مع الثقافات الجديدة "
ويؤكدون قولهم بأنها كتبت باللغة العربية بغض النظر عن جنسية من ساهم فيها
ويجاب علي هؤلاء بأن الدور العربي قد تلاشى فى الدولة الإسلامية بعد أن انقسمت الدولة العباسية إلي دويلات
صغيرة قام علي كل منها جنس غير عربي لذلك لا يمكن أن نصف هذه الحضارة بالعربية .
ولا شك اكتسبت اللغة العربية عند القوم مكانة مرموقة فهي لغة التعبد في الإسلام وقد نزل بها القرآن يقول تعالى(إنا أنزلناه قرآناً عربيا(
فقد صان القرآن الكريم اللغة من الذوبان في لغات البلاد المفتوحة كبلاد فارس والترك ولكن لا الفارسية ولا التركية ولا أي لغة أخرى استطاعت أن تبلغ هذا المدى لأن العربية كانت تلوذ بالقرآن فحفظها وحماها
وكما ظل الرسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم بمهمة التعليم فكان يعلم أمور الدين بها وكذا في عصر الخلافة الراشدة فكانت خطبهم بها كما استخدموها في كتابة رسائلهم ومواثيقهم وقام الصحابة والتابعون بتدريس التفسير وعلوم الحديث بها
كذا في العصر الأموي كان الخلفاء يحرصون علي تعليم أبنائهم الدرس الأدبي كما عنوا بدراسة النحو ومعاني اللغة .
ولقد ظل الفكر العربي قائماً علي الوحي قرآناً وسنة حتى عهد الفتوحات الإسلامية فما أن خرجت الجيوش الإسلامية فاتحة حتى حدث الاختلاط بين الحضارات وتزاوجت الثقافات ولقد تم ذلك دون قهر أو إجبار فقد كان العرب متعطشين لنشر الدين علي العالم أجمع .
ويشهد التاريخ أن المسلمين لم يغلقوا معهداً ولم يوصدوا باباً للعلم وإنما تطلعوا إلي كل ما هو جديد فقد أرادوا تحصيل المعرفة الإنسانية التي كانت غريبة عليهم وما يؤكد أن العقلية العربية لم تكن جامدة وإنما متفتحة متقبلة لكل ما هو جديد والدليل على هذا نبوغ عدد غير قليل منهم ومنهم زيد بن ثابت في تعلمه السريانية والحارث بن الكلدة في تعلمه الطب وخالد بن زيد وتعلمه الكيمياء
ومن ناحية أخرى أقبل أبناء البلاد المفتوحة علي تعلم العربية بل وإتقانها واستخدامها في حياتهم استخداماً حيوياًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًً وحضارياً كذلك لتعلم هذا الدين الجديد ومعرفه عقائده وشرائعه .
ولذلك فهناك تعليل واضح لإطلاق مصطلح الحضارة العربية علي ما قدمه القوم من أدب وعلم وفكر.
ولكن هناك بعض الاحتياطات التي يجب وضعها في الاعتبار إذا استخدمنا مصطلح الحضارة العربية وهي :عدم
1- إغفال دور الإسلام فيها مع الأسس والأصول الإيمانية .
2- تجاهل الجماعات المسلمة التي أسهمت في صنع الحضارة الإسلامية بلغتها الخاصة ولم تستخدم العربية .
3- اللغة العربية لم تستخدم استخداماً حضاريا إلا بمجيء الإسلام .
4- إن هذه الحضارة استمدت أصولها من الثقافة الوحيية التي تقوم علي القرآن والسنة .
أما الذين يطلقون عليها حضارة إسلامية يردون ذلك إلى أنها استمدت أصولها وثوابتها من قيم الإسلام وأسسه لأنها ارتكزت علي القرآن والحديث ومبادئ التشريع فحملت بذلك الروح الإسلامي
كما أنها منذ نشأتها ارتبطت بالإسلام والمسلمين وفي ظل الإسلام توفرت لها كل العوامل التي أمدتها بالحياة
وبذور هذه الحضارة إسلامية خالصة والذين عنوا بها في البداية مسلمون خلص فكان القرآن في يُمناها والحديث في يُسراها
فهناك ارتباط عضوي بين الإسلام وحضارته بدرجة أكبر مما نراه في باقي الحضارات فأما الذين اعتنقوا الإسلام فقد ظهرت جهودهم العلمية في العلوم الدينية والدنيوية وأما الذين ظلوا علي غير الإسلام فقد وجدوا تشجيعاًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًً من الخلفاء وتقديراً من الدولة مما دفعهم إلي التألق فيما كانوا فيه من علم كأفراد أسرة آل بختيشوع وأبنائه الذين نبغوا في الطب والصيدلة كذلك حنين بن إسحاق وأبناؤه فكان الوالد يعلم ولده مهنته ليمتهنها من بعده
فسماحة الإسلام وإحساس هؤلاء بالأمن والأمان والاستقرار الاجتماعي في العيش والحرية في التدين جعلهم يتفتحون في مواهبهم العلمية ويأخذون مكانة مرموقة ولولا سماحة الإسلام التي كانت لا تنظر إلي دين أو جنس أو لغة لما استطاع هؤلاء أن يكون لهم عظيم الشأن في هذه الحضارة
وأخيرا لنعطي كل ذي حق حقه وهو الرأي الفصل في تسمية الحضارة بالعربية الإسلامية فقد نظروا للحضارة من جانب أنها انطلقت من عقول عربية وهي المرحلة الأولي من حياتها فالعرب هم الذين تلقوا الإسلام وسُبقوا إلي الإيمان وأقبلوا على القرآن الذي سمعوه من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وتعلموه منه وحفظوه عنه كما إنهم هم الذين حملوها إلي البلاد التي فتحوها وعلموها أبناء هذه البلاد
والعربية نفسها لم تقف جامدة إزاء هذا التطور وإنما تطوعت وتغيرت لتواكب كل جديد
ومن ناحية أخرى يمكن القول بان لولا الإسلام ما قامت هذه الحضارة علي النحو الذي رأيناها فيه ؛
فالإسلام هو القرآن والحديث والفقه والتشريع وهو السبب في قيام هذه الحضارة وجعلها تنفرد بأن جعلت كل عمل إنساني في أي مجال من المجالات مرتبطاً بالدين
إن القول بأن الحضارة إسلامية أشمل و أعم فلقد أنزل الله القرآن لشعوب العالم أجمع دون التفرقة أو التحيز للغة أو شعب أو لون ، وإن لكل حضارة أساس و لقد كرم الله العرب بأن جعلهم من أرسى أسس هذه الحضارة العظيمة و كان فضل الله عظيماً أن أنزل القرآن باللغة العربية تكريماً لها ......{حَم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصَِلت آياته قرءاناً عربياً لقوم يعلمون} سورة فصلت .
لذا فإن اللغة كانت و ستظل دائماً سر التواصل بين الشعوب و طريق المعاملات بين الناس و الدرب للوصول للعلم و تحصيله ، و الإسلام هو المنهج الذي أُنزل لينظم المجتمع و المعاملات و يشجع تحصيل العلم و المعرفة و هو فوق كل هذا هو الدين الذي يدعو للتوحيد و السلام و الإيمان {آلم (1) تلك آيات الكتاب الحكيم (2) هًدى و رحمة للمحسنين(3)} سورة لقمان .
|
deef
الأعتراف فضيلة
انا لا اريد ان تثبت حضارة اريدك ان تصنع مسمارا لباب بيتي بعدها سيكون العرب هم من وصل القمر والمريخ ومجرة درب التبانة واتحدى جميع العرب ان يصنعوا ذلك المسمار
|
اميره محمد
الاعتراف
اعجبني الموقع واعجبتني التعليقات وخاصه الاعتراف فضيله والموضيع بهدا الوقع مشوقه ومميزا كتيرا وانا اشكركم لاني طالبه في الثانوي ومحتاجه الي هدي المواضيع ولكم كتير الشكر
|
إسلام الديب
الحضارة إسلامية إسلامية
يطلق عربي علي من ينتسب عرقياً للعرب، أما المسلم فهو من تدين بدين آدم إلي عيسي ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم يقول الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه (لقد كنا أحقر وأذل الناس, فأعزنا الله بالإسلام, فلو طلبنا العزة في غيره لأذلنا الله) فالمؤرخ العلماني يري أن التاريخ العربي هو تاريخ العرب وبذلك فلن نذكر في التاريخ الكثير من الأعلام الرائعة مثل (الرازي) والذي كان فارسياً، و(بن خلدون) والذي من المحتمل أنه كان أمازيغياً والكثير والكثير، فالعرقيات تكون محدودة إلي حد كبير بالحدود الجغرافية علي العرب الإنتساب بشكل كامل في الإسلام، فالنبي محمد صلي الله عليه وسلم عربي، والقرآن نزل بالعربية، ولم يعرف العرب الحرية والعدل إلا في ظله، الأمر الذي نفتقده الآن
|