د.أحمد: الموقع به قسمين رئيسيين عربي وإنجليزي ولكل منهما هدف تم على أساسه تقسيم الأبواب فالقسم الإنجليزي يهدف إلى التعريف بالإسلام والحضارة العربية وللتفاعل مع أكبر مجموعة ممكنة في الخارج، بالإضافة إلى التعريف بالعواصم العربية المختلفة وكيفية انتشار الإسلام بها، أيضا هناك قسم خاص للمنتديات والمشاركات عن أبرز قضايا الساحة.
أما القسم العربي فيهدف لبناء الشخصية العربية ومعالجة الأمراض المجتمعية التي يعاني منها المجتمع الآن، وحث الشباب على التفكير، ومن أبواب هذا القسم الإسلام والحياة وهو يحث على إتقان العمل وتنظيم الوقت، باب أولياء الهدى الذي يطرح القدوة التي يجب أن يضعها الشباب نصب عينيه من أجل النجاح والتميز، بالإضافة إلى قسم للمواهب الشابة من يملك فكرة لمشروع، قصة، شعر، أي موهبة يشجع هذا الباب على تبنيها وتحقيق انتشارها.
وأهم باب بهذا القسم هو باب "درب عقلك" حيث أن إهمالنا لعلم النفس في المجتمعات العربية أحد الأسباب الرئيسية لتراجع الشخصية لأن هناك أشياء كثيرة نفسية لابد من معالجتها ليكون الإنسان إيجابي رغم العقبات والمشاكل والتحديات الكبيرة عليه التعود بألا يتسرب اليأس إلى نفسه وأن يرى الأمل دائما.
محيط: ما هي أكثر القضايا التي تناولها هذا الباب وتشعر بأنها آفة لدى الشباب ينبغي معالجتها؟
د.أحمد: التفكير الإيجابي والسلبي وهو أمر مهم جدا..نحن لم نتدرب خلال سنوات التعليم على التفكير بطريقة إيجابية...كيف نواجه أي تحدي ولا يؤثر علينا بالسلب.
محيط: في خلال السنة ونصف وهي عمر الموقع حدثنا عن الإنجازات التي دفعتك للاستمرار؟
د.أحمد: الإنجازات كثيرة أهمها أننا استطعنا جمع مجموعة من الشباب يشكلون نواة الموقع وهو أمر كان في غاية الصعوبة في البداية، ومن الإنجازات أيضا إسلام فتاة تعيش في احدى دول شرق آسيا، وذلك من خلال دخولها على الموقع والتحدث مع أحد أفراد المجموعة فهي كانت لا تؤمن بأي ديانة، وكان تواصلنا معها برفق ولين وبمرور الوقت اعتنقت الإسلام.
محيط: هل ترى أن الموقع حقق الانتشار المطلوب له؟
د.أحمد: الموقع لم يحقق كل المطلوب منه، ولكنه حجر ألقى في المياه الراكدة وبدأ يجذب الاهتمام فقد وصلني أكثر من تعليق على الموقع من خلال الزوار من الخارج ومنهم من أثنى على تحرك المجموعات العربية للتعريف بالإسلام، ومنهم من انتقد الكتابات الخاصة بفلسطين وجذورها وتاريخها فقد كان لي مقال يبحث في هذه النقطة ووجدت أن الكنعانيين الذي يطلق علي حضارتهم الفينيقية هم أول من جاءوا للأرض.
وهم أجداد السوريين واللبنانيين والفلسطينيين، أما الإسرائيليين فقد دخلوا وخرجوا وليس لهم أساس على الإطلاق..والكثير راسلني وهو معترض على هذا وأرسلت إليهم بالحجج والبراهين ما يؤكد كلامي.
محيط: ما هي معادلة نجاح الشباب العربي في رأيك؟
النجاح يبدأ بالعمل
د.أحمد: معادلة النجاح للإنسان العربي الآن تتمثل في أن يدرك أن في يده جوهرة وهي الدين الإسلامي الذي أنزله الله إليه وجاءه بسهولة ويسر وهو يحمل بطياته كل معادلات النجاح، وبالإضافة إلى ذلك فيمكننا القول أن العمل + الإصرار + الأمل هي معادلة للنجاح الفعلي، فالإحباط لن يفعل شيئا فهي دعوة للأمل فإذا سلحت نفسك بهذه الأشياء ولم تصل لهدفك يكفي أنك ستصل لنفسك وتكسبها.
محيط: برأيك..ما الذي ينقص الخطاب الإسلامي الموجه للغرب؟
د.أحمد: الخطاب الإسلامي يفتقد فهم الآخر ومن ثم نحن لا نستطيع الوصول إليهم والتأثير فيهم، فالخطاب الإسلامي الهدف منه هو تغيير المفاهيم الخاطئة وهذا لا يحدث، فنحن نتحدث مع أنفسنا أكثر مما نتحدث مع الغرب ولذلك الشق الرئيسي من الموقع باللغة الإنجليزية لأن كل فرد يرتاح إلى لغته أكثر ويفهمها عن غيرها من اللغات.
محيط: هل ترى أن المواطن العربي مشغول بنفسه أكثر من اللازم، وفي ظل هذه الأوضاع هل يمكن أن يتحمس الناس للمساعدة؟
د.أحمد: المواطن العربي أفضل مواطن في العالم برأيي ولكنه مستسلم لليأس وأنا "أعذره" فليس المطلوب منه أن يكون بطلا، فالضغوط عليه كثيرة والسلبيات كثيرة أيضا في مجتمعاتنا، هو فقط يحتاج إلى من ينير له الطريق ويأخذ بيده. الموضوع صعب ولكنه ليس مستحيلا فالمجتمع يحتاج إلى مثال أو قدوة أو فكرة يتحمس لها حتى ينجح..المسألة تكمن في التنظيم فقط.
نحن نحتاج فقط لمن يدفع العجلة لأن تدور في اتجاه النجاح وتستمر لتنطلق هي بعد ذلك بنفسها، فنحن بالدليل أصحاب أكبر حضارة عاشتها البشرية فالأفكار المتقدمة في العالم أساسها عرب، والعرب مبدعون ولكن مشكلتنا أننا عاطفيون ، والإنسان العاطفي يفقد حماسه سريعا إن لم يجد من يحافظ له عليه متوهجا.
والحكومات العربية لا تحبط، هي فقط لا تريد إضرابات أو مشكلات فلنتعامل معهم بذكاء..فهذه الأوضاع يجب ألا تكون مثبطة نحن مطلوب منا أن ننجح لتغيير هذه الأوضاع، وهذه الأفكار الإيجابية ستدعمها الحكومات ونحن نستطيع أن نصلح دون عنف، وعلينا أن نعبر عن اعتراضاتنا بشكل حضاري وإيجابي...ونتأكد أننا سنصل للتغيير بالحق وليس بالعنف.. نحن ينقصنا الهدف فقط.
محيط: كيف ترى السبيل الأمثل لمواجهة إساءات وبذاءات الدنمارك؟
،، الجاليات الإسلامية في الغرب تتمتع بالسلبية وترفض التغيير ،،
د.أحمد: الرسول صلى الله عليه وسلم اتهم بأنه شاعر ومجنون ولكنه لم يرد الإساءة بالإساءة، ودعا إلى دينه دون أن يسب من يعبدون الأوثان، وعرّفهم على الإسلام وعلى قيمه الروحية وخضعوا له ودخلوا فيه.
علينا ألا نربط أبدا في حديثنا بين الإرهاب والإسلام كما يفعلون هم، نتغاضى تماما عن كلمة الإرهاب هذه، وعلينا أن ننشر الإسلام ونقدمه كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم، فالطريق لنصرة الإسلام هو أن يعرفه الناس على حقيقته وهو سينتشر بنفسه لأنه دين حق وقوة وعدل مثلما حدث في الماضي.
فبلاد مثل الهند، اندونيسيا، وماليزيا وغيرهم لم يدخلها جندي واحد لنشر الإسلام، هم ذهبوا فقط للتجارة ثم حدث انتشار من خلال التجارة والسلوك الذي يدعو إليه الإسلام.
محيط: ما تقييمك للنشاط الذي تقوم به الجاليات الإسلامية في الغرب؟
د.أحمد: الجاليات العربية والإسلامية للأسف بداخلهم سلبية فالمسلم هناك لم يعتاد على فعل نشاط يفيد دينه أو مجتمعه هم يريدون العيش باستقرار لأنهم عانوا في بلدانهم الكثير ولا يريدون سوى الاستقرار.
ولكني أكرر أن المواطن العربي"خامة" رائعة تحتاج إلى تشكيلها بشكل إيجابي فقط، ومؤخرا قرأت مقال عن أن التغيير لا يأتي بسهولة ويحتاج إلى وقت والكاتب يضرب المثال بالنمل، فيقول أنه جلس ذات يوم أمام مجموعة كبيرة من النمل يتأملهم وبمرور وقت ليس بطويل يفوق الكاتب من انشغاله ليجد النمل قد بنى له بيتا كبيرا خاصا به، وفي هذا دليل على أن النجاح يأتي بالعمل والإصرار والتنظيم، وفي النمل مثالا لنا.
محيط: لماذا لا يخصص الموقع بابا يخاطب من خلاله المسلمين في الغرب؟
د.أحمد: الجزء العربي في الموقع يخاطب المسلمين في كل أنحاء العالم..ولكن إنشاء جزء خاص بالمقيمين في الغرب يعتمد بشكل أساسي على انضمام عرب ومسلمين يعيشون هناك لنا للكتابة عن واقعهم ومشكلاتهم.
محيط: لمن تستمع من الدعاة؟
د.أحمد: أنا لا أفضل شخص على شخص ولكني أفضل حديث على حديث يعجبني جدا الداعية عمرو خالد لأنه يعرف كيف يصل للناس، فهو ناجح في ذلك.
أيضا الشيخ على جمعة صاحب الفكر المستنير الذي يعتمد على علم ومعرفة راسخة ومتفتح الذهن ومتعدد اللغات.
محيط: برأيك..كيف يتحقق النصر للمسلمين؟
د.أحمد: المشكلة أننا دائما نعوّل فقط على البطل ولا ننظر لمن حوله، النجاح لن يأتي من خلال فرد واحد..البطل الذي ننتظره لن يحقق شيئا بمفرده، فمثلا صلاح الدين لم ينتصر بمفرده.. إن أصغر جندي في جيشه لولا أنه أدى دوره لم يكن ليتحقق النجاح، ومن ثم على الأفراد أن يدركوا أنهم إذا كانوا ترس صغير في ماكينة كبيرة فهم بهذا الشكل يؤدون دورهم المنوط بهم على أكمل وجه لأنه لا يوجد شخص يغير بمفرده.
محيط: كيف أثّرت أحداث سبتمبر على صورة المسلمين في الغرب؟
د.أحمد: أرى أن أحداث سبتمبر لم تكن كلها شرا على المسلمين ولكنها لم تستغل كما يجب من قبلهم، حيث كان ينبغي استغلال تردد كلمة إسلام لأن نعرف به...فالشخصية الأمريكية من مميزاتها أنها اعتادت على اتساع الإدراك، وسماع كافة الأطراف وتحكيم العقل..ومن ثم كان يجب عرض الإسلام بشكل أكبر، والتغاضي عن ما يقوله الغرب بشأنه، واستغلال غريزة النجاة التي بداخلنا جميعا، فالأمريكي وقتها كان يبحث عن الحقيقة ويرغب بشكل كبير في معرفة الإسلام. لكن هذه الأحداث تم استغلالها من جانب أطراف أخرى لمهاجمة الإسلام والتنفير منه، دون رد من جانب المسلمين.
محيط: ما هو جديد الموقع في الفترة القادمة؟
د.أحمد: نحن الآن بصدد تكوين مجموعة "العرب متميزي الذكاء" عن طريق إجراء اختبارات للذكاء والإبداع لزوار الموقع وهذه المجموعة تعد مصنع للأفكار، فبعد التصنيف ستتمكن هذه المجموعة من وضع رؤى تطورية للمجتمع وللموقع أيضا عن طريق عملية "العصف الذهني" للخروج بفكرة يمكن تطبيقها في الواقع وهذا هو دأب الأذكياء، ويمكن لرواده أن يتأكدوا بأنفسهم من ذلك على موقع "factofarabs" .
محيط: وأخيرا..ماذا تقول للشباب؟
د.أحمد: أن النجاح له ضريبة وثمن على الشاب أن يدفعه ليتذوق طعم النجاح.