يا رسول الله           

 المحرر : نرمين توفيق

عزيزي القارئ سنقدم لك اليوم شئ مختلف نكسر بها القاعدة التي يقوم عليها هذا الباب وهي تقديم المواهب العربية .. سنقدم لك موهبة ليست عربية ... ولكن لروعة ما قدمته أردنا أن نشرف موقعنا باستضافتها عندنا ... وإلقاء الضوء عليها .. لا أعرف عنها من بياناتها الشخصية سوى أنها طفلة من تركيا تدعى سحر لكن عندما استمعت إليها شعرت أني اعرفها منذ أمد بعيد وأتمنى لو أراها يوما ما ، وحتى  وإن أبعدتنا المسافات فإني أشعر بالقرب الشديد منها وإن لم تكن تعرفني .. قدمتها قناة الرسالة في احتفاليتها بمهرجان المحبة حيث ألقت سحر نبذة مختصرة عن سيرة خير خلق الله في ما يقرب من 15 دقيقة ... كانت رائعة ... الكلام خرج من قلبها قبل لسانها حتى وإن قالته بلغتها غير العربية إلا ان صدق إحساسها نقل الشعور إلى مئات من الحضور وقبله ملايين من الأمة الإسلامية كما قال من قدمها في الاحتفالية  .. قمت بنقل ترجمة ما قالته .. وأدعو الله أن يرزقني ابنة مثل سحر ... وأرسل تحية تقدير لأسرتها،،، هذه الأسرة التي لابد أن تكون غرست حب رسول الله صلى الله عليه وسلم في قلب سحر منذ نعومة أظافرها

والأن هيا نعيش سويا مع ما قالته سحر

 

" نرجو رحمتك بلسان المذنب ... الله عز وجل

يارسول الله ... حياتك رحمة للعاملين تسري في قلوبنا ... نراك بقلوبنا ... في السنة الأولى من عمرك أنت في عشيرة بني سعد .. رفضتك المرضعات ... من أجل ذلك غضبت غيوم السماء ، ضنت السماء حتى عن قطرة غيث ... ساد القحط أرض بين سعد .. غيمة صغيرة في كبد السماء بك مفتونة ، تظللك أبدا ... اجتمع الناس للتضرع طلبا للغيث ، ضمتك حليمة السعيدية إلى حضنها ، بوجهها ترد عنك الشمس..  إلا أن الغيمة الصغيرة التي في السماء لا تزال بك مفتونة ، لا تنفك تلازمك ، كنت في أحضان الراهب وهو يتبتل ينظر في جمال عينيك ، نسى الراهب القحط والمطر والدعاء ، لكنك لم تنس ، سُحرت الغيمة الصغيرة بنظراتك ، أرواحنا فداء هذه العيون الناظرة للسماء ، سحرت الغيمة الصغيرة بنظراتك ، فأخذت تكبر وتكبر ... وبدأت قطرات المطر تهطل برقة ، ولكن الناس لا يعلمون سبب الغيث ، أغلبهم لا يعرف من أنت!!!

في السادسة من عمرك في طريقك إلى المدينة المنورة بصحبة أمك وأم أيمن شعرت باليتم عند قبر أبيك ، وفي الأبواء كنت على موعد مع فقد أمك ، تدخل مكة يتيم الأم ، فازداد حب عبدالمطلب لك ، وازداد حب أبي طالب لك ، أهٍ يا رسول الله ، هل ينادي أطفال مكة على أمهاتهم بجانبك ؟؟ ، هل كنت تنظر إلى الأرض حين كانوا يصيحون يا أمي ؟

كم ليلة حملت رياح مكة دموع عينيك إلى الأبواء ؟ كم ليلة صحت باكيا أمي أمي ؟؟ يا سيدي .. من أجلك نحن ننادي أمهاتنا يا أمي .. من أجلك نحن ننادي أباءنا يا أبي ..

في الخامسة والعشرين من عمرك أنت مختلف عن سائر البشر .. لا يرقى إليك أحد ,,, رائحتك الزكية تبعث بالرحمة ... صوتك يبعث بالأمان .. أنت محمد الأمين

في الثالثة والثلاثين من عمرك تتدفق الرحمات كالأمواج ، في الخامسة والثلاثين من عمرك .. تعال لا تتأخر يا حبيب .. تطرق الآنات ابواب السماء ، تعال لا تتأخر يا حبيب ، ضاقت الصدور من طول انتظار قدوم الرسول ، تعال لا تتأخر يا حبيب ، أنت مدعو إلى جبل النور .......

 في الأربعين من عمرك وأنت في غار حراء وعلي جبل النور يتنزل جبريل من السماء ، كل ذرات الوجود ترتفع ... الصلاة والسلام عليك ، قلوب الكائنات تئن شوقا اليك، أنت لنا إشراق الصباح في ظلمات الليل ، أنت نبي الله ، أنت رسول الله ، لماذا أحزنوك أيها العظيم ؟ لماذا عذبوك ؟ هل لأن أبو طالب قد مات فهاجموك ؟ هل لأنه لم يبق من يحميك هاجموك ؟ كأننا نرى عباراتك عند الكعبة ,, وأنت تقول " سرعان ما شعرت بالوحدة لفقدك يا عماه " ، نذكر صلاتك في الحرم .. وهم يضعون القاذورات فوق رأسك ، رؤوسنا فداء لرأسك يا رسول الله .. كيف كان المحرومون ينظرون ويضحكون .. من الذي يجري نحوك في شوارع مكة ؟ من الذي يجري وكأن العرش نزل من السماء ؟ من الذي يجري يتسألون .. من هذا ؟

أحدهم يجيب .. " إنها فاطمة الزهراء بنت محمد " أم الصالحين ، تمسح بنتك الأثيرة لديك عن عينيك ووجهك الكريم .. هي أشبه الخلق بك .. كأنها أنت إن ضحكت وإن بكت .. كأننا نراك تقول لها " لا تبكي بنيتي"

لماذا أخرجوك من أرضك أيها العظيم ؟ هل لأنك بقيت وحيدا ؟ ألم يعرفوا من الذي يحميك؟؟ من وجدك يتيما فآواك ؟؟ من أرسلك رحمة للعالمين ؟ قالوا عنك مجنون .. ولم تجبهم ، قالوا أنت مجنون .. أنت شاعر .. ولكنك لم تجبهم .. قالوا من سينقذك ويحيمك منا ؟؟ أنت ...... أنت تقول " الله " ... " الله عز وجل " .. يحف السماء بالخشية .. أنت تقول " الله " والعرش الأعلى يهتز .. كنت تقول الله في بدر فأنزل إليك ثلاثة الآاف ملك بخيولهم ، معك الكثير من الصحابة .. يقولون بأبي وامي أنت يا رسول الله .. يارسول الله .. تمشي في شوارع المدينة المنورة .. عندما رأتك بنات قبيلة بني النجار الصغيرات .. لم يدرين ماذا يفعلن من الفرح .. سألتهن أتحبيبنني؟ فأجبن " نعم نحبك يا حبيب الله " وأنت تجيب " ويعلم الله أنني أيضا أحبكن"

الكثير من الشباب في هذا الزمان ليسوا من بنات بني النجار لكنهم أيضا يحبونك ، دموعهم تشهد أنهم يحبونك أكثر من أنفسهم ، لا أحد لهم سواك ، والله يعلم أنك أيضا تحبهم.

في الستين من عمرك تدعو وتقول " الرفيق الأعلى " وتلبس جبة من الصوف صنعت لك...  أطرافها بيضاء لبستها وخرجت أمام أصحابك ، وضربت بيديك على ركبتيك وقلت " أترون كم هي جملية ؟" ناداك في مجلسك أحدهم قائلا أعطني إياهاا ... فداك أبي وأمي يا رسول الله ، لماذا طلبها منك وهو يعلم انها تعجبك ؟ ويعلم يقينا انك لن تقول لا ... فأعطيته إياها.. ورجعت لبست حلتك المرقعة ، بقى أسبوع على لقاء الحبيب .. صنعوا لك الجبة نفسها مرات عديدة لكن لم يقدر لك أن تلبسها.

أرسلت الخبر على لسان أبي هريرة " إنه سيأتي أناس من بعدي يقولون وددنا لو أنا رأينا رسول الله ولو بأموالنا واولادنا .. حدثت أنس  بشوقك لإخوانك قلت" إني أشتاق لإخواني يؤمنون بي ولم يروني"

يا حبيبي تنادي من فوق منبر المدينة " أمتي أمتي " وأنت ترتدي ثوب الحزن ، ، يا من دعا للناس من محراب مكة.

بلطف الله علينا بك جثونا على ركبنا وبايعناك .... آمنا بما أتيت به من عند ربك ،، سمعنا وأطعنا.

يا رسول الله ... ما زلت في الأربعين من عمرك وما زلت على رأس أمتك.


عدد الزيارات : 483

Share

مقالات ذات صلة :
  • مقدمة

  • أما آن لموتى القبور أن يستيقظوا؟!!

  • الفرار

  • الجسد

  • العار

  • مباراة متوازنة جداااااااا

  • صدر الحكم يا سادة

  • الطير المهاجر

  • إنا لله وإنا إليه راجعون

  • خواطر من يوم أكتوبر

  • ترنيـمة الغربــاء

  • التجربة المخيفة _ الجزء الأول

  • التجربة المخيفة _ الجزء الثاني

  • دروب الوهم والأمل

  • شـــــذرات

  • مع كل رشفة صباحية

  • قصيدة الحب روض بابه الإخلاص

  • صاغها الفؤاد وقالها اللسان

  • رحلة إلى مدينة البالونات

  • الحب الحقيقى

  • أنـــا الفاتــنة

  • أين ذهب مذاق السكر ؟

  • عمر ذات الثالثة عشر عاما يدرس في الجامعة الأمريكية

  • قصيدة مثل أسلافهم

  • ذكرى موت القلوب

  • قصيدة إلى متى ؟؟

  • شاب عراقي يحل لغز أرقام برنولى

  • الـــــغــــراب

  • في موقف الأتوبيس

  • إرادة حديدية

  • القرش

  • تخيل

  • مستشفى 57357

  • امسك العصابة

  • ياريتنى أكون

  • الإرهابي

  • آه يا قلبي

  • هذه هي همة الصغار ... فأين منها همة الكبار؟

  • انا هى تلك الفتاة

  • ما زالوا يطرقون ابوابنا

  • مصر هتتغير بأيدينا.. تجربة رائعة لمواطنة مصرية

  • رجب و موسوعة جينيس

  • وصل صوتك مهما كانت الضغوط

  • رمضان بالمغرب

  • بأي جديد جئت يا عيد!!

  • المزيد.......
    التعليقات :


  • المشتاقة للرحمن     اللهم صلى و سلم و بارك على سيدنا محمد

    اللهم اجز عنا محمداً خير ما جزيت نبياً عن أمته.. اللهم لا تحرمنا رؤيته، واتباع سنته، ونصرة دعوته، أوردنا حوضه.. واسقنا من يده الشريفه شربة هنيأة لانظمأ بعدها أبدا.. ولا تفرق بيننا وبينه حتى تدخلنا مدخله يا رب العالمين .. وصلي اللهم وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وصحبه
  • فاطمة الزهراء المغربية     جزاكى الله خيرا

    السلام عليكم جزاكي الله خيرا اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم في العالمين انك حميد مجيد

  • الاسم
    البريد الالكتروني
    العنوان 
    التعليق