مرحبا باراك أوباما ... وداعا مايكل جاكسون           

 المحرر : نوران رضوان

 

أهم الأحداث

 (( دموع "جيسي جاكسون"وهو يتابع أول خطاب ألقاه الرئيس الأمريكي الجديد (باراك أوباما) بعد إعلان فوزه على منافسه (جون ماكين) ...

إن تولي الرئيس باراك أوباما مهام منصبه يعد لحظة تاريخية وقلبية، لقد أكد رئيس الولايات المتحدة الجديد رغبته بأمريكا قوية بقناعاتها وليس بعقائدها غير القابلة للنقاش، أمريكا منفتحة على العالم وحازمة بصدد قيمها، أمريكا ديناميكية ومتضامنة، أمريكا تنظر للعالم بواقعية، ولكن تنظر للمستقبل بثقة.

ودّع العالم بحزن عميق أيقونة البوب المغني الأميركي الشهير مايكل جاكسون عن عمر يناهز الخمسين عامًا . ووضع إعلان وفاة جاكسون نهاية لحياة حفلت بالموسيقى والإبداع كما بالاتهامات والأزمات ، وقد أعلن جرمين جاكسون (الذي اعتنق الإسلام في عام 1989م) نبأ وفاة شقيقه مناشدًا وسائل الإعلام أن تحترم "خصوصيتنا خلال هذه الأوقات الصعبة". وختم حديثه بالقول "ليكن الله معك مايكل نحبك".

قال البيت الأبيض اليوم الجمعة أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قدم تعازيه لأسرة مايكل جاكسون ومحبيه مشيرا إلى أن حياة نجم موسيقى البوب كانت في أوقات تتسم بالحزن والمأساوية". وجاءت تعازي أوباما بعد يوم واحد من وفاة جاكسون عن عمر يناهز الخمسين عاما نتيجة أزمة قلبية على ما يبدو.  وأوضح جيبس " قال لي أوباما ( إنه من الواضح إن مايكل جاكسون كان فنانا رائعا". وأضاف " وقال الرئيس أيضا أن بعض سمات حياته(جاكسون(كانت حزينة ومأساوية".وأشار إلى أن تعازيه وجهها لأسرة جاكسون و معجبيه الذين نعوا وفاته وفقده.وكانت وفاة جاكسون المفاجئة قد سببت حالة من الحزن العام في العالم حيث احتلت موسيقاه الساحة العالمية طوال عقد الثمانينيات من القرن الماضي والعقد الذي تلاه.))

 

كانا هذان الحدثان هما الأهم في عام 2009 و صاحبهما العديد من التساؤلات و الجدال أُثيروا حولهما ، فبالنسبة لتولى أوباما منصب رئيس الولايات المتحدة كان التساؤل الرئيسي هل سيكون هناك بداية جديدة بين أمريكا والمسلمين وخاصة العرب؟ و كانت البداية عندما جاء أوباما إلى مصر و ألقى خطابه في جامعة القاهرة فقد لاحظ الجميع إن طريقته تختلف عن الرئيس الأمريكي السابق بوش و بينما رأى البعض أن سياسة أمريكا لن تختلف ولكن الأسلوب فقط هو الذي اختلف و تظل التساؤلات مستمرة ...

 

أما بالنسبة لوفاة المغنى مايكل جاكسون فدارت الكثير من التساؤلات حول أسباب الوفاة... فهل كانت وفاة طبيعية ؟ و هل أسلم مايكل جاكسون ؟ و لماذا أقام فترة من حياته في البحرين وسلطنة عمان ؟ أما عن ردة فعل الجمهور العربي على وفاة المغني الشهير مايكل جاكسون فظهرت في المواقع و المنتديات التي أوردت خبر وفاته و اختلفت التعليقات، فبعضهم استخف بالمناسبة و دعا على مايكل بالطرد من رحمة الله، و بعضهم يؤكد أنه أسلم و يدعو له بالرحمة ، و البعض الأخر نعى فنه... و كأن الإنسان مُلزم أن يحدد موقفاً من كل شخص يموت؛ هل يستحق أو لا يستحق الترحم عليه... هذه الردود تكشف نظرتنا للآخر، فليتنا نتقبل الأخر كما هو حتى لو اختلفنا معه... و نكون أكثر حرصا عند التكلم عن الأخر فلا ننشر كل ما نسمعه دون التأكد من صحته.. فالمسلم من سلم الناس من لسانه و يده. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلا اللَّعَّانِ وَلا الْفَاحِشِ وَلا الْبَذِيءِ " رواه الترمذي

وقال لله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَدِمِينَ( الحجرات 6

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَالِموُن) الحجرات 11

 

و لكن لم تكن تلك هي البداية بل هي نهاية القصة و لنرجع إلى الوراء لنعلم ما أصل الحكاية ؟ 

العنف يولد الكراهية ، الصراع ليس بين البيض والسود ، إنما بين العدل والظلم في ذلك الزمان كانت سمرة البشرة جريمة يعاقب عليها.. فأصبح السود عبيدا، و القراءة بالنسبة للعبيد الأمريكيين من أصل أفريقي كانت تعنى لهم الحرية.. ففي الولايات المتحدة لم يكن ملاك العبيد يسمحون لعبيدهم أن يتعلموا .فقد كانوا يخافون أن يحلموا بالحرية لو تعلموا القراءة، بل كانوا يعاقبون العبد الذي يقتنى كتابا أو يحاول التعلم... و لكن السود ناضلوا للحصول على الحرية.

 

و مثالا على ذك كان " توماس جونز" الذي كان يدفع لطفل أخر يعرف القراءة ستة سنتات في الأسبوع كي يعلمه. أما " سيللا مارتن" فبدأ بهجاء الكلمات الموجودة على اللافتات و الإشارات.  و "اولوداه اكويانو" الذي ولد في أفريقيا و كان والده زعيم في قبيلته ، في يوم هاجمه الغرباء و قاموا بخطفه هو و أخته  ثم اشتراه ضابط بحري و أجبره على خدمته ، و شاهد سيده و آخرين و هم يقرأون الكتب؛ فطلب من بعض أصدقائه تعليمه القراءة و الكتابة. و بعد سنوات كان يستثمر أوقات فراغه في أعمال إضافية ليشترى حريته... و بعد فترة أصبح حرا و انتقل إلى إنجلترا و نشر كتابا يحكى فيه سيرته الذاتية، ومن خلال كتابه هذا عرف الناس أن العبودية شر تعانى منه الإنسانية و عمل جاهدا لإلغاء الرق.

 

و في الستينات، لم يكن من المستطاع للسود دخول أحياء البيض، أو استعمال مواصلاتهم والجلوس جنبا إلى جنب، أما أشهر ما عرفت به تلك الأيام هي تلك اللافتات والتي كانت تعلق على أبواب المطاعم " ممنوع دخول السود واليهود والكلاب". و لكن اليهود لم يسكتوا على هذا الوضع ، فأصبح لليهود تأثيرا قويا على الحياة الاقتصادية والثقافية والفكرية والسياسية في الولايات المتحدة... و يخطر على البال اسم مارتن لوثر كينج الذي يعتبر بطلا قوميا لدى غالبية الأمريكيين والذي كان يذكر أن الجماهير هي المحرك الأساسي لحركة الحقوق المدنية والشباب ،وعملوا بلا توقف بدون عنف وبلا انقطاع لتحقيق العدل فكان حلما وفخرا لا لذاته فقط بل لكل من ينشد الحرية ...فكم من المهاجرين في أوروبا وأمريكا وبقية أرجاء العالم عانوا من آثار اللون والعرق والديانة.

 

 ولا أعلم لماذا تذكرت موقف حكاه الدكتور هشام عبده عند زيارته الولايات المتحدة الأمريكية منذ اثنين و عشرين عاما في مقال بجريدة الرياض فى عدد 14 نوفمبر لعام 2008   فقال " في أحد أيام الزيارة..قمت بمغادرة الفندق الفاره..وتجولت في الأسواق القريبة منه..لكنني توقفت بصورة مفاجئة..أمام أحد المتاجر الكبيرة وقد لفتت نظري لوحة كبيرة كتب عليها "ممنوع دخول العرب والسود والكلاب".. المهم.. أن دموع جاكسون الساخنة دفعتني إلى هذا التداعي..حيث تلازم لدي هذا المشهد المؤثر بتلك الواقعة الدامية..لكن المشهدين أوصلاني إلى نتيجة مختلفة.. أوصلاني إلى ما كنت أبحث عنه آنذاك في بلد الحريات..الى العدل والمساواة بين البشر.. إلى تكريم الإنسان وإعلاء شأنه.. وهذا ما تحقق بفوز باراك أوباما أخيرا بكرسي الرئاسة.. تجسيداً لانتصار الإنسان الأمريكي المستنير على ثقافة الفصل العنصري المقيتة التي عانى منها كثيراً وطويلاً.."

 

و لنأخذ لمحة لحياة كلا من الرئيس باراك أوباما و المغنى مايكل جاكسون

 

لمحة من حياة باراك أوباما

ولد أوباما في الرابع من أغسطس عام 1961في مدينة هنولولو (ولاية هاواي( ، والده هو باراك حسين أوباما ينحدر من قبيلة "لوا" الكينية. بعد فترة قصيرة من ميلاد باراك انفصل أبوه و أمه وكان عمره سنتين ، وترك أوباما  في حضن الأم التي تزوجت المهندس الاندونيسي لولو سويترو، وانتقلت معه إلى اندونيسيا عام 1967ومعهما باراك، حيث دخل مدرسة إسلامية في جاكارتا حتى بلغ من العمر عشر سنوات. ثم عاد بعدها أوباما الى هونولولو ليتربى في كنف جده وجدته من أمه، وتابع دراسته هناك حتى نهاية المرحلة الثانوية عام 1979 ، عرف أوباما في المدرسة الثانوية بمشاركته الفعالة في نقاشات كانت تدور وسط الطلاب، وكان يلتقي أسبوعيا مع مجموعة من زملائه من الطلاب السود في مكان أصبح يعرف باسم "الركن العرقي". يقول توني بيترسون احد الذين شاركوه في تلك اللقاءات "مرة قال أوباما أثناء تلك المناقشات ... هل تعتقدون باحتمال أن نرى رئيساً أسود في حياتنا؟". لم يستعمل أوباما قط النزعة العرقية التي يستعملها السياسيون السود لاستمالة أبناء جلدتهم ، لذلك يقول بعضهم إنه ليس أسود بما فيه الكفاية.

انتقل أوباما بعد ذلك إلى لوس انجلوس ليدرس في كلية "اوكستندال" ثم بعدها الى جامعة كولومبيا في نيويورك، وأصبح يعاني كما قال من "مشكلة هوية"، واندفع في إطار بحثه عن نفسه إلى تعاطي المخدرات.. يقول أوباما "أردت من خلال التعاطي أن اطرد أسئلة حول من أكون أنا خارج تفكيري". وعمل هناك في مؤسسة "بزنيس انترناشونال كوربريشن"، ثم انتقل إلى مدينته الحالية شيكاغو، و عمل كادراً في تنظيم وتعبئة المجتمعات المحلية براتب شهري متواضع قدره عشرة آلاف دولار سنوياً فقط، وكان يستعمل سيارة هوندا صغيرة الحجم في تنقلاته.

كان يحمل خارطة للمدينة بعد أن وجد وظيفة، كما كان يحمل أفكارا مثالية وطموحات بلا حدود لخدمة الفقراء، وكان أقصى طموحه آنذاك أن يصبح كاتباً، وقد كتب بالفعل في وقت لاحق كتابين "أحلام من أبي" و"جرأة الأمل" في تلك الفترة كتب أيضا بعض القصص القصيرة وعرضها على احد زملائه الذي قال "لم أعرف كيف استطاع التقاط مشاعر الناس وانفعالاتهم في الشارع".

في صيف ذلك العام سافر إلى أوروبا حيث امضي ثلاثة أسابيع، ثم زار بلده الأصلي كينيا والتقى لأول مرة ببعض أقاربه ، وفي تلك السنة دخل مدرسة هارفارد للقانون، وفي عام 1990كان أول اسود يترأس تحرير مجلة هارفارد للقانون، وهي المجلة التي تحظى بسمعة مهنية رفيعة في أمريكا، ويتذكر زملاؤه في هارفارد بأنه كان مثقفاً ناضجاً له قدرات جيدة على تقييم الأمور، كما أن له نزعة توفيقية من خلال قدرته على تأمل الأشياء من جميع جوانبها.

بزغ نجم أوباما سياسياً، عندما كان المتحدث الرئيسي في مؤتمر الحزب الديمقراطي في بوسطن في يوليو عام 2004، وهو الخطاب الذي دعا فيه الأميركيين لتحقيق وحدتهم عبر التنوع، وقال في ذلك الخطاب جملته الشهيرة "لا يوجد ليبراليون أميركيون أو محافظون أميركيون، بل توجد الولايات المتحدة الأميركية"، ومنذ تلك الليلة قال بعض السياسيين والمعلقين إن أوباما من الممكن أن يكون أحد المتسابقين نحو البيت الأبيض. ثم خاض انتخابات الكونغرس في نوفمبر عام 2004، حيث حقق فوزاً كاسحاً، ونال ما نسبته 70 بالمائة من الأصوات.

 

لمحة من حياة مايكل جاكسون

ولد مايكل جاكسون عام 1958 في مدينة غاري في ولاية إنديانا الأميركية وسط عائلة متوسطة الحال وعانى من طفولة قاسية سيطر عليها العنف الأسري ، ففي مقابلة مع الإعلامية أوبرا وينفري عام 1993، صرّح جاكسون أنه تعرّض للضرب من والده جوزيف و فساوته في تعامله معه ومع أشقائه. و من أهم ما جاء في المقابلة هو توضيح جاكسون لسبب تغير لون بشرته ، حيث قال انه مصاب بمرض البهاق... و استغل مايكل جاكسون كسر أنفه أثناء أحد تدريباته وقام بعملية تجميل في الأنف عام 1993.

 أما موهبته الغنائية فظهرت في الخامسة من عمره وانضم إلى إخوته مارلون وتيتو و جاكي و جرمين وشكلوا معاً فرقة جاكسون5 الموسيقية التي حققت نجاحاً كبيراً. و فى عام 1979 انفصل جاكسون عن أشقائه وأصدر ألبومه السولو وحاز عنه جوائز عدة من بينها جائزة {أفضل مغني أسود} وجائزة «غرامي» وبيعت أكثر من 20 مليون نسخة من الألبوم... و استمرت نجاحاته و أبهر الجمهور بحركاته المدهشة على المسرح... فاستحق عن جدارة لقب ملك البوب.

اشتهر جاكسون بإعطاء الأعمال الخيرية أهمية كبيرة وكان يخصص مبالغ ضخمة من أرباح ألبوماته وجولاته الغنائية لدعم قضايا إنسانية ومدّ مؤسسات خيرية بالأموال لمكافحة السيدا والفقر والإدمان وغيرها من الآفات... ففي عام 1984 ومنح جائزة تقديراً لمساهمته الكبيرة في دعم الجمعيات الخيرية في مكافحة الإدمان على الكحول والمخدرات، وفي العام نفسه قام جاكسون بجولة غنائية بعنوان The Victory Tour وقدّم 5 ملايين دولار من أرباحها إلى الجمعيات الخيرية..عام 1992 أسس جمعية Heal The World التي تعنى بالأطفال المرضى والمتضررين من الحرب،وفي عام 2000 دخل كتاب غينيس للأرقام القياسية محققاً الرقم الأول ضمن لائحة أكثر النجوم مساهمة في الأعمال الخيرية بعدما أُعلن عن مساعدته لأكثر من 39 جمعية.

واهتم بالعديد من القضايا الإنسانية التي شغلت العالم، بالإضافة إلى اهتمامه بعمل أغاني عن أطفال المجاعات وغيرها،  نتذكر مايكل جاكسون عندما رأى رجل اسود في التسعينات يبطحه رجال بيض من الشرطة و يوسعونه ضربا و لكما مع أنهم لم يقتلوه ,فغنى أغنيته الشهير" إنهم لا يهتمون بنا They  don't really care about us! "  و بعد ذلك تعرض جاكسون لاتهامات بالتحرش الجنسي بالطفل جوردان شاندلر لكن لم تثبت إدانته وأثارت المسألة القضائية استياءه فاتجه إلى الأدوية المهدئة لمكافحة التوتر النفسي الذي مرّ  به وما لبث أن أصبح مدمناً عليها... تأثر بموسيقاه فنانون مثل بريتني سبيرز وأشر وماريا كاري وغيرهم.

 

و قد يتساءل البعض ما الذي يجعلني أضع سيرة الرئيس باراك أوباما بجانب سيرة المطرب مايكل جاكسون. و لماذا اخترت هاتين الشخصيتان بالذات؟؟ أنه التشابه الذي أراه بينهما فكلاهما من الأمريكان السود... و كلاهما لم يستسلم بأن يحكم عليهم من خلال لونهم أو شكلهم أو يضعهم داخل حدود معينة... فقد تفوق كلا منهم في مجاله، والاثنين فقدا شعورهما بوجود الأب في حياتهما

 

و حتى لا يظن البعض أن حياتهما كانت سهلة فأشير إلى أن كلا منهما تعرض لكثير من الصعوبات في حياته حتى يحقق أهدافه... و لا أقصد بأي حال من الأحوال أن أضعهما في صورة القدوة التي يحتذي بها... و لكنى فقط قصدت أن ألقي نظرة على شخصيات قد تكون غير مسلمة و غير عربية و لكنها تعرضت إلى العنصرية... و لكن هذا لم يقيد حلمهم في أن يكونوا كما قال وليم شكسبير في قصة هاملت" أكون أو لا أكون تلك هي المشكلة"  فليتنا نهتم بقضايا أمتنا وعروبتنا كما اهتموا هم بقضاياهم وعملوا عليها.

 

و لنلقي نظرة على جزء من كلمة أوباما في جامعة القاهرة التي لفتت انتباه الكثيرين و لنرى ما المقصود بالعدسة المكبرة

 

"يجب على الفلسطينيين أن يتخلوا عن العنف، إن المقاومة عن طريق العنف والقتل أسلوب خاطئ ولا يؤدي إلى النجاح ، لقد عانى السود في أمريكا طوال قرون من الزمن من سوط العبودية ومن مهانة التفرقة والفصل بين البيض والسود، ولكن العنف لم يكن السبيل الذي مكنهم من الحصول على حقوقهم الكاملة والمتساوية، بل كان السبيل إلى ذلك إصرارهم وعزمهم السلمي على الالتزام بالمثل التي كانت بمثابة الركيزة التي اعتمد عليها مؤسسو أمريكا، وهذا هو ذات التاريخ الذي شاهدته شعوب كثيرة تشمل شعب جنوب أفريقيا وجنوب آسيا وأوروبا الشرقية واندونيسيا... وينطوي هذا التاريخ على حقيقة بسيطة، ألا وهي أن طريق العنف طريق مسدود، وأن إطلاق الصواريخ على الأطفال الإسرائيليين في مضاجعهم أو تفجير حافلة على متنها سيدات مسنات لا يعبر عن الشجاعة أو عن القوة، ولا يمكن اكتساب سلطة التأثير المعنوي عن طريق تنفيذ مثل هذه الأعمال، إذ يؤدي هذا الأسلوب إلى التنازل عن هذه السلطة."

"وفي نفس الوقت، يجب على الإسرائيليين الإقرار بأن حق فلسطين في البقاء هو حق لا يمكن إنكاره، مثلما لا يمكن إنكار حق إسرائيل في البقاء. إن الولايات المتحدة لا تقبل مشروعية استمرار المستوطنات الإسرائيلية ( تصفيق ) إن عمليات البناء هذه تنتهك الاتفاقات السابقة وتقوض من الجهود المبذولة لتحقيق السلام.. لقد آن الأوان لكي تتوقف هذه المستوطنات (تصفيق)"

 

و أخيرا إن كان من حقي التعليق على تلك الأحداث فلعلي أقول يا عرب توقفوا عن الخوض في سير الناس و الحكم عليهم في حياتهم و موتهم، و لننظر لأنفسنا و نحاسبها قبل أن نحاسب غيرنا، كفانا النظر إلى غيرنا و كفانا انتظار الفرج من غيرنا... و لنجعل مستقبلنا نصب أعيننا.. فالفرج لن يأتي مصادفة و لن نأخذ حقوقنا بقانون غيرنا فحريتنا لن تكون بأيدي آخرين إذا لم تكن بأيدينا؛ فلم يصبح اليهود قوة إلا بالعمل الشاق ، و لم يتحرر السود في أمريكا إلا بالعلم.. و لن نكون قوة إلا بالعلم و العمل معا فالمؤمن يعلم أن الله حق، وأن وعده حق، وأن رسوله حق، وأن لقاءه حق، وأن الملائكة حق، وأن النبيين حق، وأن الجنة حق، وأن النار حق، ثم يعمل بذلك.. و يصبر على العلم والعمل والتعليم فهذه أربعة أشياء إذا كملها الإنسان يكون مكملا لنفسه، ومكملا لغيره...

 و لنتذكر قول الله تعالى:  (وَالْعَصْر * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ *إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ( سورة العصر

 

المقال يعبر عن رأى كاتبه

 

المصادر

أوباما : حياة مايكل جاكسون حزينة ومأساوية ، موقع القدس

تولي الرئيس باراك أوباما مهام منصبه ، موقع فرنسي

مــلـك الـبــوب مـايـكـل جاكسون أبكى الملايين موته كحياته... مليء بالمفاجآت ، موقع جريدة الجريدة

وجوه لها تاريخ مارتن لوثر كينج ... واستمرار الحلم الإنسانـي ، موقع الوحدة

 تأملات في شخصية باراك أوباما ، موقع الدكتور محمود أبو العزائم

مقال القراءة و الحرية لفران داونى الطبعة العربية لمجلة( (National Geographic، العدد (11( ، ديسمبر 2007


عدد الزيارات : 380

Share

مقالات ذات صلة :
  • حوار أبكاني

  • قصة كفاح

  • رسالة إلى الشعب الفلسطيني

  • نكـبة فلسـطـين وصمـة في جـبين الإنسانيـة

  • أغيثوا أقصانا..... هنا مسرى الرسول و مشى المسيح وأمه البتول

  • رسالة من فتاة فلسطينية

  • هل ستشرق الشمس؟

  • الخطة الصهيونية للشرق الأوسط ....واجبنا أن ننتبه لهم

  • جواد بلا فارس

  • رسمة أقوى من ألف كلمة

  • شجر الليمون

  • رسالة عزاء إلى أسرة الدكتورة مروة الشربيني يرحمها الله

  • خطاب مفتوح إلى الخارجية المصرية

  • سر مدينة أورشليم

  • فلافل ( طعمية ) حمص شام.. أكلاتنا وليس لإسرائيل منها نصيب

  • لا أمان لهم

  • إلـــــــــــــــــــــــــى مـــــــــــــتــــــــــــــــى؟!

  • جولة في الحرم الإبراهيمي

  • الأساطير المؤسسة للسياسات الإسرائيلية

  • كنيس خرابهم

  • خوفنا يحاصر غزة

  • أياد تعمل بليل و القدس تضيع

  • لماذا تطاولوا علينا؟

  • مشاهد تراجيدية ذات مدلولات خطيرة

  • صرخة في الأرض العربية... الظلم مرتعه وخيم

  • يوم فاصل في تاريخ مصر.. 25 يناير 2011

  • يوميات ما بعد الثورة

  • يوميات ما بعد الثورة2_كريم ...صرخة غضب

  • كيف نفهم الاعتراف بالدولة الفلسطينية؟

  • رسالة من الثوار العرب للصهاينة

  • ثورة أم صحوة؟؟

  • وعادت مصر للمصريين

  • الاتحاد قوة الضعاف

  • المزيد.......
    التعليقات :


  • د.خالد أحمد     نتفق ونختلف

    اشكرك يا استاذه على المقال والمعلومات الواردة فيه. ونحن كمسلمين نحب أي انجاز يحققه اصحاب البشرة السمراء للحصول على حقوقهم التى سلبها بعض المتعصبين من اصحاب النزعات العنصرية. ولكن اسمحي لي بالإختلاف معك حول فكرة تناول الشخصيات العامة بالنقد والتحليل. مثل هذه الشخصيات ملكية عامة لأنهم قرروا ذلك ولو أغلقوا الباب على انفسهم ولم يسعى احد منهم للشهره لما تدخل احد في شأنهم. إنهم بمثابة قدوة لكثير من الشباب فإذا تحولوا الى التضليل وافساد الرأي العام وذوقه فلا يمكن لأحد ان يسكت عليهم. لذلك فإن اوباما لا يزال تحت المنظار نقارن ويقارن معنا العالم بين اقواله وافعاله. واما مايكل جاكسون فقد كنت اعد مقالا عنه ولكن ظروف السفر حالت دون كتابته لذلك فراي سيأتي قريبا بإذن الله. تحياتي لك ويسرني التواصل معك دائما
  • عبد العظيم المسلم     حال الدنيا

    ملك لله يوليه من يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء يرفع أقوام ويخفض أقوام ويزيد في الخلق مايشاء كل يوم هو في شأن سبحانه وتعالى سبحان من يرث الأرض ومن عليها والكل إليه راجعون كراسي تتداول ولكل وجهة هو موليها أناس تولد وأناس تموت ولاتفرح بما أتاكم ولا تندم على مافات ومالك أتيك الفائز هو الفائز في الأخرة فما الحياة الدنيا إلا متاع لا فرحة في موت ولا شماته في مرض ولا طمع فيما في أيدي الناس نزهد في مافي أيديهم ونطمع في ما عند الله.
  • marwa     موضوع مهم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة احب ان ابدى اعجابى بالموضوع وانه يحتوى على عدة نقاط هامة اول نقطة هى العزيمة والارادة فى ان يحقق الانسان ذاتة ومايريد بالرغم من اى ظروف موجودة وياريت المسلمين تكون لديهم الارادة والعزيمة فى ان يحققوا ما يريدة الله منا فى الارض لكى يصبح لهم ثقل فى العالم لكى لا يستطيع احد ان يمس ديننا او نبينا باى شكل مسء النقطة الثانية هى اننا لا يجب ان نحكم على انسان بشكل لايليق لمجرد انه مختلف عنا فى الديانة او العرق او اللون فكلنا انسان فى هذا العالم النقطة الثالثة الايمان بالله والعلم والعمل هما اساس تقدم اى امة يارب المسلمين يفيقوا من الغيبوبة والجهل والفقر ويعلموا انه يوجد يوم سنقف فيه بين يدى الله وسنسأل عن حالنا فى الدنيا فماذا سنقول له عن حالنا يارب نفوق قبل اليوم ده ونصبح مسلمين كلمة وفعل

  • الاسم
    البريد الالكتروني
    العنوان 
    التعليق