المشاكل الزوجية
أحد الصحابة كان يضيق بزوجته جداً .. لأن صوتها عالٍ دوما .... ومن ضيقه ذهب يشتكي إلى أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب ، فذهب ليطرق الباب وحينها وجد صوت زوجة عمر يعلو على صوت عمر ويصل إلى الشارع فخاب أمله ومضى ... وبينما هو ينوي المضي إذا بعمر يفتح الباب ...
ويقول له : كأنك جئت لي..
قال: نعم ، جئت أشتكي صوت زوجتي فوجدت عندك مثل ما عندي ...
فأنظر إلى رد عمر وعاطفته
يقول: " تحملتـني..غسلت ثيابي وبسطت منامي وربت أولادي ونظفت بيتي ، تفعل ذلك ولم يأمرها الله بذلك ، إنما تفعله طواعية وتحملت كل ذلك ،
أفلا أتحملها إن رفعت صوتها"
و لنرى كيف كان الرسول صلى الله عليه و سلم يحل المشكلات الزوجية بهدوء و تروى...
جلس رسول الله بين اثنين من زوجاته كانا يأكلان العسل فداعبت إحداهما الأخرى وغمست أصبعها في الطبق ووضعته على وجه الأخرى, فغضبت غضبا شديدا ونظرت إليه تقول ألا تنتصر لي ...فقال :بلى..و أخذ يد الغاضبة وغمست أصبعها في الطبق ووضعه على وجه الثانية قائلا:هذه بتلك..فضحك الجميع... .فما أعقله من زوج!!
و فى مرة أخرى كان الرسول صلى الله عليه وسلم في بيت السيدة عائشة, فأرسلت إليه إحدى نسائه قصعة بها طعام..فغضبت عائشة وضربت يد الرسول, فسقطت القصعة فانكسرت وأخذ الرسول يجمع الطعام قائلا: كلوا غارت أمكم.. و أمر عائشة أن تأتي بقصعة جديدة فردها الرسول صلى الله عليه وسلم إلى من كسرت قصعتها وترك المكسورة في بيت عائشة.
غضب الرسول مرة مع عائشة فكيف أدار هذا الموقف!! تعلموا معي أيها الأزواج...
فخيرها قال لها: هل ترضين أن يحكم بيننا أبو عبيدة الجراح...فقالت لا هذا رجل لن يحكم عليك أبدا,هل ترضين بعمر قالت لا:أنا أخاف من عمر..قال:هل ترضين بأبي بكر... فقالت :نعم... فلما عرض الرسول صلى الله عليه وسلم المشكلة على أبا بكر قاطعته عائشة قائلة: قل الحق يا رسول الله) ، فصعق أبو بكر وضربها على وجهها فنزل الدم من أنفها صائحا (فمن يقله إن لم يقله رسول الله)...فاستاء الرسول صلى الله عليه وسلم وقال: ويحك يا أبا بكر ما لهذا جئناك... وغسل الدم من وجهها وثوبها بيده الشريفتين وقلبه يكاد ينفطر!!!
و في حادثة الافك كيف كان موقف نبينا محمد رسول الله
تقول السيدة عائشة: " فبقيت شهراً مريضة ولا أدري ما يقول الناس ولا يغيبني، – أي لا يوجد ما استغربه- غير أن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ يدخل علىَّ مهموماً، وطريقة سلامه مختلفة، فيدخل عليّ رسول الله ويقول: "كيف تيكم ؟"، ولا أجد ما كنت أجد منه من الوُد". فبالرغم من ذلك لم يكلمها الرسول عن أي شي طيلة هذه المدة.
ماذا فعل رسول الله في هذا الموقف؟ موقف رسول الله يدل على الحكمة، والصبر، والترتيب؛ فقد أخذ رسول الله رأي الشباب والنساء والكبار، وجمع الناس، ثم صعد الرسول على المنبر، وقال:"أيها الناس من يعذِرَني في رجل آذاني في أهل بيتي، وما علمت على أهل بيتي إلا خيراً، ولقد ذكروا لي رجل ما علمت عنه إلا خيراً، وما دخل على أهل بيتي في غيابي أبداً، فيقوم أسيد بن حضير سيد الأوس، وهو من الأنصار الصادقين، فيقول:"يا رسول الله إن كان من الأوس قطعنا عنقه، وإن كان من إخواننا من الخزرج مرنا فلنقطع عنقه، فقام سعد بن عبادة صحابي من سادة الخزرج، فقال:"كذبت والله لا تقدر أن تقطع عنقه"، فقال له أسيد:"بل أنت الذي كذبت أنت منافق تدافع عن منافق"، فقام الأوس والخزرج كل يشد سلاحه، فنزل النبي من على المنبر، وقال :"دعوها، أبدعوى الجاهلية وأنا بينكم؟ عودوا إلى بيوتكم".
و أخيرا
أذكركما أن تجتمعا على الطاعات لكي تتحقق الألفة بين قلوبكما .. مثل:
1) قراءة وحفظ بعض سور القرآن سويًا
2) الاجتماع على صلاة السُنن وقيام الليل أحيانًا ..
3) الصيام والإفطار معًا ..
4) الاجتماع على الصدقة ..
5) مدارسة شيئًا من العلم النافع سويًا.. الاتفاق على حضور درس علم مشترك ..
6) الدعوة إلى الله تعالى فيما بينكما.. فطالما تسعيان في الخير فإن الله سيبارك لكما..
7) خروجه لله .. زيارة أيتام، عيادة مرضى، مساعدة فقراء ، وحفاظ الزوج على صلاة االجماعة في المسجد..
8) جلسة كل فترة زمنية معينة للمحاسبة.. لمتابعة أحوالكما الإيمانية ومراجعة أهدافكما..
تذكروا أيها الأزواج أن ليس كل شيء في الحياة كاملا والإنسان الكامل لم يخلق بعد ؛ لذلك كلنا بشر لنا حسناتنا ولنا أيضًا عيوبنا ، وستستطيعون الحياة معا إذا ما فهم كل منكم الآخر وأحبّه... جدد حبك لزوجتك وجددي حبك لزوجك... قال صلى الله عليه و سلم "إذا أحب أحدكم أخاه في الله فليعلمه فإنه أبقى في الألفة وأثبت في المودة " [حسنه الألباني، صحيح الجامع (280)]
المصادر
§ شخصية الرسول وأثره، للدكتور / مصطفى السباعي، موقع صيد الفوائد
§ وصايا لبيت سعيد ، و حبنا في الله ، موقع منهج الاسلامى
§ زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، موقع بيت النبوة
§ كيف يجب التعامل مع الزوج \ الزوجة ؟ ، موقع قرآنت
§ قصة حادثة الافك ، موقع عائلة البكدوري