المناضل الفلسطيني الذي كرس حياته للدفاع عن القضية الفلسطينية عاش بطلا ومات بطلا على يد القتلة الإسرائيليين حيث قتلته قوات البطش بثلاثة صواريخ عند خروجه من المسجد بعد صلاة الفجر تم توجيهها إلى الشيخ القعيد واهن الجسد لتؤكد أن الجيش الإسرائيلي ما هو إلا عصابة هوجاء.
والآن تعال معي نبدأ قصته من البداية لنعرف من هذا الذي ألهب المقاومة الفلسطينية ضد أسوأ احتلال؟.
ولد أحمد ياسين في قرية الجورة بعسقلان عام 1936 م , نشأ في أسرة فقيرة للغاية لكنها غنية بعفة النفس وبتقوى الله, مات أبوه وهو في سن مبكرة وتولت أمه مسؤولية تربيته هو وأخوته وقد قامت بدورها على أكمل وجه.
وعندما وقعت نكبة فلسطين عام 1948م وتم الاعتراف بفلسطين كوطن لليهود تم إجبار هذا الصبي على الهجرة إلى غزة مع أسرته وهناك عانت الأسرة مرارة الجوع والحرمان . وكما يقال رب ضارة نافعة فلقد غرست تلك الظروف التي مر بها في نفسه ضرورة المقاومة ضد الظلم.
وفي السادسة عشرة من عمره قدر له الله أن يصاب بالشلل التام الذي لازمه طول حياته وذلك أثر حادث تعرض له عندما كان يلعب الكرة مع أصحابه.
ولكن هذا الحدث لم يمنعه من مواصلة كفاحه فعندما حدث العدوان الثلاثي على مصر كان من أوائل المتظاهرين احتجاجاً عليه ليؤكد أن شغله الشاغل هو الأمة العربية بأسرها.
وبعد هزيمة 1967م وقعت كافة الأراضي الفلسطينية في قبضة إسرائيل وكان لابد لهذا المجاهد أن يقوم بدور , وبالفعل دعا من خلال خطبه إلى مقاومة الاحتلال بكل قطرة دم.
وظل على تلك الحالة الثائرة حتى عام 1982 حيث أزعج نشاط الشيخ السلطات الإسرائيلية فقامت باعتقاله ووجهت إليه تهمة التخطيط لإزالة الدولة الصهيونية من الوجود وحكم عليه بالسجن 13 عاما إلا أنه تم الإفراج عنه بعد عامين فقط في إطار عملية تبادل الأسرى.
وجاء عام 1987م الذي يعتبر عاما فاصلا ليس فقط في حياة الشيخ أحمد ياسين ولكن في حياة الشعب الفلسطيني بأكمله. حيث كون الشيخ حركة لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي المعروفة باسم حماس التي أشعلت بدورها حركة الانتفاضة الأولى, ومن وقتها تم اعتبار الشيخ الأب الروحي لهذه الحركة .
كانت إسرائيل تعلم جيدا أنها أمام مجاهد شرس رغم جسده النحيل فقامت باعتقاله مرة أخرى عام 1989م في محاولة لوقف الهجمات على الإسرائيليين وفي عام 1991م صدر عليه حكم بالسجن مدى الحياة ولكنه خرج من المعتقل عام1997م في عملية أخرى لتبادل الأسرى قامت بها الأردن مع إسرائيل.
وبالرغم من كل السنوات التي قضاها الشيخ داخل المعتقل وعانى ما عانى من تعذيب حتى إنه فقد نور عينه اليمنى على أثر ضربة وهو يعذب في المعتقل إلا أن ذلك لم ينقص من حماسته شيئاً, فهو القائل"وأنا هنا في السجن لا أعد الأيام" تأكيدا لصموده داخل المعتقل الإسرائيلي ولم تنس إسرائيل للشيخ ياسين ما فعله معها فحاولت اغتياله أكثر من مرة حيث تعرض في سبتمبر 2003م لمحاولة اغتيال فاشلة وقبل اغتياله بأيام قليلة نصحه البعض بمغادرة منزله والإقامة في مكان آمن بعد تهديد إسرائيل باستهداف قادة حماس ولكنه رفض بشدة وقال"أنا لا أخشى أحداً ..... نحن طلاب شهادة".
وبالفعل جاء يوم 22 مارس عام 2004 وتم اغتياله من قبل القوات الإسرائيلية بعد أن أدى صلاة الفجر ليرحل عن دنيانا بكل عزة وفخر.
وأخيرا أوجه لك عزيزي القارئ دعوة لأن يكون كل منا أحمد ياسين في إصراره على تحقيق هدفه فهو بكل ما كان في جسده من وهن ومرض إلا أنه وقف في وجه الظلم وقال لا,لم يقل ما الذي سأفعله وأنا وحيد ومريض.. وهذا أكبر دليل على أنك تستطيع التغيير حتى ولو كنت شخصاً واحداً ويدل أيضا على أن الظروف ليست سببا نتعلل به لتبرير فشلنا.
ومن خلال هذا المقال نوجه نداءً لحركة حماس لنذكرهم بالهدف الأساسي لرئيسهم الشيخ ياسين وهو مقاومة الاحتلال الإسرائيلي وليس قتال الإخوة فانبذوا صراعاتكم الداخلية وخلافاتكم على السلطة مع حركة فتح وعودوا إلى قضيتكم الأساسية وهى مقاومة العدو الصهيوني.