كنت كالعادة فى رحلة الذهاب إلى العمل و التى غالبا ما تأخذ ما يقرب من النصف ساعة أخذت أتابع مرور السيارات و المبانى من حولى فى محاولة فاشلة لنسيان الوقت حتى جلست بجوارى امرآة فى العقد السادس من عمرها ألقت على التحية بود فرددت عليها التحية
كان صباح منعش بعيد عن جو الصيف الخانق نظرت إلى السيدة التى بجوارى فوجدتها تنظر إلى شىء فى حافظتها الخاصة
لم أستطع منع فضولى , فاسترقت النظر إلى ما تنظر إليه هذة السيدة فوجدتها تنظر إلى صورة قديمة من النوع الأبيض و الأسود مددت بصرى قليلا فوجدتها صورة ظابط فى أواخر العقد الثانى من عمره كان يملك نظرة مليئة بالقوة و التحدي ....يالها من صورة أكيد هذا الرجل كان يأثر قلوب الفتيات فى شبابة بعينيه..., أكيد هو زوج هذة السيدة
ما هذا يوجد صورة شخص أخر بجواره ولكنى لا أستطيع تميزيها جيدا,, نظرت إلى السيدة لأجدها قد لاحظت نظرى إلى حافظتها
كدت أذوب خجلا فى مقعدى عندما لاحظت نظراتها إليّ , حاولت جاهدة أن أخفف من خجلى بالنظر من النافذة أو أن أتظاهر بانشغالى بشىء ما و لكن عبثا , فخجلى فاق الحدود يالى من حمقاء كيف أتطفل على خصوصيات الغير!!!!
ابتسمت السيدة بمودة و فتحت حافظتها مرة أخرى و هنا هى التى دعتنى إلى النظر للصورة و قالت لى
هذا زوجى محمد
ابتسمت ومازال الخجل يتملكنى
قالت: تزوجنا فى أكتوبر 73 , و بعد أسبوع فقط من زواجنا قامت الحرب شردت ببصرها قليلا و قد التمعت عيناها بالدموع و كأنها تسترجع ذكرى حدثت بالأمس و قالت
و استشهد زوجى
شعرت بغصة فى حلقى فلم أستطع النطق بكلمة
و لكنها استدركت و قالت : توقع الجميع أن أتزوج بعدة و خصوصا أننى كنت مازلت شابة جميلة
و لكن بعد شهرين من استشهاده عاد إليّ مرة أخرى
نظرت إلى السيدة باستغراب و أنا اعتقد انها قد فقدت إدراكها الصحيح للأمور
و لكنها قالت :
فوجئت أننى حامل فى ابنى محمد
انظرى كم هو شديد الشبة بأبيه و أرتنى الصورة الأخرى التى لم أستطع رؤيتها منذ البداية
كانت صورة شاب و سيم فى العقد الثالث من عمره يرتدى نفس البدلة العسكرية
و الغريب أنة يملك نفس العينين و نفس القوة و التحدى
قالت السيدة : أنه الأن ظابط مثل والدة الشهيد
أغلقت حافظتها و ابتسمت ابتسامة هادئة و قالت : أعتقد أننى أكملت مهمتى على أتم و جه
ثم شردت ببصرها وابتسمت فى خجل: الآن أنتظر ذهابى إليه , فبيننا شهر عسل لم يكتمل بعد
ثم تركتنى لتنزل فى محطتها
تابعتها ببصرى حتى غابت عن عينى,, غمغمت
يالها من امرأة !!!!
هذة القصة ليست من وحى خيال الكاتبة و لكنها قصة حقيقة مستوحاة من زوجات أبطالنا الشهداء فى حرب أكتوبر
و زوجات أبطالنا الشهداء من رجال القوات المسلحة الذين يبذلون أرواحهم لننعم نحن بالسلام
فالف تحية لهم
لو خيرونى بينك و بين عيونى
هختارك انتى و اتكحل بترابك فى عيونى
دة انا اشوفك بقلبى عروسة منورة
ولا اشوفك بعيونى مقهورة متكسرة
دة انا اهون ولا تهونى
و طول مانا عليكى هتكونى
ست العالم
قوية و متحررة
إلى كل من يبحث عن اتحدي .. إلى كل من يسعى وراء النصر والعزة .. إلى كل من يرفض الانكسار والهزيمة
أهدى هذا العمل المتواضع
اميرة فرعونية
|
عاطف
السلام عليكم
تحية لكى ولقصتك الرائعة وان كانت حقيقية ولكنى استمتعت باسلوبك فيها فقد مرت بجسدى قشعريرة لا اعلم لحزنى على الشهيد او لانى اتمنى ان اكون فى مكانة وبالطبع ليس ان تتهافت على الفتيات ولكن ان اكون شهيدا فى سبيل الله وانا اتمناها وادعو الله بها ولكن للاسف لا اعمل على الوصول لها ,
شكرا لكى
عاطف ....
|