فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه
فالنية في الشرع تأتى بمعنيين :-
المعنى الأول : تميز العبادات عن العادات كتمييز صيام رمضان عن غيره.
المعنى الثاني : تمييز المقصود بالعمل .
وهل يقصد به وجه الله وحده أو هو لله وغيره ؟!
أي : معنى النية ببساطة انك تسأل نفسك وأنت تعمل العمل لماذا تقوم به ؟
ومن خلال هذه النية تقدر تحول أي عمل تقوم به إلى عبادة.
فمثلا لو كنت طالباً فأنت تخرج إلى مدرستك أو جامعتك كل يوم فلماذا لا تضع في نيتك انك تخرج لتتعلم العلم الذي هو فريضة على كل مسلم وتفيد مجتمعك وتجعله من المجتمعات التي تأخذ بالعلم ، وحتى لا
يوصف المسلم بأنه متخلف.
حتى لو كنت ربة منزل ممكن أن تحولي عملك المنزلي إلى عبادة لو نويتِ أنك تقومين بذلك طاعة لزوجكِ التي هي من طاعة ربك وتعدين الطعام كي تبنى جسد أبنائك كي يكونوا أفراداً صالحين قادرين على خدمة مجتمعهم المسلم وتنظفين منزلك لأن النظافة من الإيمان.
بهذا تحولين عملك المنزلي إلى عبادة.
كذلك عند أكلك أو حتى نومك وضعت في نيتك أن تأكل وتنام لكي تقوى أعضاء جسدك على أداء الطاعات وان المؤمن القوى خير و أحب إلى الله من المؤمن الضعيف
واتبعت سنة الرسول صلى الله عليه وسلم عند أكلك ونومك كأن قلت أذكار الأكل والنوم بنية اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم تحول هذه الأفعال إلى حسنات.
أكثر من ذلك مكن تطبيق دينك وأنت في نزهة مع أصدقائك بشرط أن تكون في مكان لا يوجد به معصية
فلو خرجت مع أصدقائك للتنزه في الحديقة ووضعت في نيتك أنك تُروح عن قلبك أو أنك تتدبر في الطبيعة التي هي من خلق الله ، فعندما تنظر في مكان به خضرة وتقول الله فانك بذلك تذكر الله وحول نزهتك إلى طاعة
ومن ثم نرى أنه بالنية الصالحة تتحول العادات إلى عبادات
وبهذه النوايا التي تضعها قبل أعمالك تكون بها مطبقاً دينك في حياتك العملية
ومن خلال هذا الباب سوف نلقى الضوء على بعض الأعمال التي لا تحتاج إلى جهد كبير ولكن ثوابها كبير وعظيم بإذن الله تعالى.
لا تنس عزيزي القارئ أن تجدد نيتك و أنت تتصفح هذا الباب أنك تعرف معلومات جديدة عن دينك ,وأنك تقضى وقتك في شئ مفيد.