حوار لي مع غربي           

 المحرر : أيمن حافظ

 

وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِين

 

سورة البقرة 190

 

هذا ما حثنا عليه ربنا سبحانه وتعالى في قرآنه الكريم وما من مسلم لا يكره العمل بهذه الآيات المحكمات المنزلات على عبد من عباد الله محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والتسليمات، والباحث في علوم اللغة العربية يجد أن كلمة "مسلم" وهي من الأسماء المشتقـّــة من الفعل "أسلم" وهو فعل رباعي المصدر ، وقد صيغت هذه الكلمة على وزن مضارعه مع إبدال حرف المضارعه ميما مضمومة وقد كسر ما قبل الآخر ، فكانت " مُسلِم" وهو اسم فاعل من الفعل المشار إليه سابقاَ "أسلم" إذن فحري بنا نحن المسلمين أن نكون صنـّـاع السلام ،وهذا ما آمن به كل منا ونشّأنا عليه وآباءنا وفي الغد نربي عليه أبناءنا .

 

إخواني في الله وأخواتي

 

منذ زمن ونحن نتعرض لنوع من الازدراء العنصري من الغرب ولست أعني به الغرب كله فإن الله تعالى قد أوصانا خيرا ببعضه ، ولكن هناك دائما من يريد الوقيعة بيننا وبين أبناء آدم عليه السلام من بني البشر.

 

لماذا ؟؟ ! حاول أنت أن تعرف إجابة هذا السؤال

 

كنت قد تعرضت لحوار مع أحد الأشخاص وقد اختار لنفسه اسما يصفنى كأحد المسلمين بالإرهابي

 

نعم هناك من المسلمين إرهابيين ولكن هل يعني هذا أن كل المسلمين إرهابيون؟

أم هل يعني هذا أنه لا يوجد من الإرهابيين من يدينون بديانات أخرى ؟

أم إنكم تطلقون على من يرتكب الجرائم ممن ينتمون إلى الإسلام لقب إرهابيين بينما تطلقون على غير المسلمين ممن يرتكب نفس الجرائم ألقاب أخرى أقل وقعا من تلك السابقة مثل "عصابات , رجال الشوارع , مافيا ..."

 

1ألا ترى ذلك مهينا للبعض من الآدميين ؟

كان هذا هو السؤال الذي ألقيته عليه ولكنى لم أتلقَ منه إجابة عليه!

إذ كان مبرمجا على رد واحد لا غير ... ولكن ما هذا الرد؟

لقد ألقى علىّ بعض آيات من قرآننا الكريم !! حقا ؟ نعم , آيات من لدن عزيز حكيم

ولكن مهلا لماذا خص هذه الآيات دون غيرها ؟ ومن أين له بمعرفة هذه الآيات دون غيرها ؟ يا ترى هل قرأ القرآن كله ؟ لا أظن ذلك..

لقد ألقى على آيات محددة وكأنه يخبر الجميع بأن الإسلام ليس بدين سلام وإنما يدعو إلى حرب من كفر بدين الله تعالى .

وكأننا نقتل كل مشرك كافر بنا ...عجبا , أو لا يعرف أننا نعيش في مجتمعات بها من المسلمين وغيرهم من الديانات الآخرى

دعنا لا نخوض في ذلك ونأتي إلى هذه الآيات الكريمة

 

الآية الأولى

 

"Kill the Mushrikun (unbelievers) wherever you find them, and capture them and besiege them, and lie in wait for them in each and every ambush"

 

وهي الآية رقم 5 من سورة التوبة

)فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ (

 

وكأنه قد اختار هذا الجزء من الآية فقط دون إكماله . سبحان الله !

فدعنا نكملها نحن

فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5)

فالمقصود بالمشركين هنا الذين عاهدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية، وكان بقي من مدتهم أربعة أشهر بعد يوم النحر فأمر الله نبيه أن يوفي لهم بعهدهم إلى مدتهم ولهذا لا يجوز تفسير القرآن دون معرفة أسباب نزول آياته.

وليس هذا فحسب بل اقرأ معي الآية التالية لهذه الآية :

If anyone from the pagans ask you for asylum, grant it to him

so that he may hear the Word of Allah, and then escort him to his place of safety: this

should be done because these people do not know the truth.[6]

 

وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ (6)

وتأويله : أي يا محمد إن أحد من المشركين الذين أمرتك بقتالهم استأمنك فأمنـّه وأسمعه كلام الله )وذلك أمر من الله ( حتى تبلغه مأمنه ووطنه الذي يريد

والآن .. ألا ترى أن القرآن يدعو إلى محافظة العهود والمواثيق.

أبهذا نكون دعاة للحرب ونحن من غـُـدر به في الهدنة المشار إليها سالفا ؟

 

الآية الثانية

Fight those people of the Book (Jews and Christians) who do not believe in Allah and

the Last Day, do not refrain from what has been prohibited by Allah and His

Messenger and do not embrace the religion of truth (Al-Islam), until they pay Jizya

(protection tax) with their own hands and feel themselves subdued.[29]

قاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29)

وهي الآية التاسعة والعشرون من السورة نفسها وقد نزلت على محمد صلى الله عليه وسلم بأمر من الله بقتال المشركين أيضا والمقصود بهم "الروم"

فقد أذن الله لمحمد وأصحابة بقتال الروم .

أمر من الله بقتال الروم ؟!.

وتخبرنا أن هذا الدين يدعو للتي هي أقوم ؟!

نعم , لقد جمع ملك الروم وحلفاؤه جيشاً لمهاجمة الدولة الإسلامية قبل أن تصبح خطراً على دولته.

وتستطيع التأكد من صحة هذا الكلام بنفسك فقط بالبحث والتدقيق

ولكن .. كن باغيا للبحث عن الحق ولا تكن ممن "اتخذ الهه هواه".

أما القول في "فهم صاغرون" أي وهم مقهورون

ومعنى ذلك بعد هزيمتهم بإرادة من الله عزَّ وجل

 

الآية الثالثة

Fighting has been made obligatory

for you, much to your dislike. It is quite possible that something which you don’t like is

good for you and that something which you love is bad for you. Allah knows, and you

do not.[216]

 

كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (216)

إن الآية السابقة قد تناولت مسألة الإنفاق بالأموال، وهذه الآية تدور حول التضحية بالدم والنفس في سبيل الله، فالآيتان يقترن موضوعهما في ميدان التضحية والفداء، فتقول الآية )كُتب عليكم القتال وهو كرهٌ لكم).

التعبير بكلمة )كُتِب( إشارة إلى حتميّة هذا الأمر الإلهي ومقطوعيّته.

)كُره( وإن كان مصدراً، إلاّ أنّه استُعمل هنا باسم المفعول يعني "مكروه"، فالمراد من هذه الجملة أنّ الحرب مع الأعداء في سبيل الله أمر مكروه وشديد على الناس العاديّين، لأنّ الحرب تقترن بتلف الأموال والنفوس وأنواع المشقّات والمصائب، وأمّا بالنّسبة لعشّاق الشّهادة في سبيل الحقّ ومن له قدم راسخ في المعركة

 

للأسف كنت أود لو أطال معي الحديث حتى أخبره بكل ذلك ولكن كفاني اليوم بأن أعلمتك أنت بذلك لأنك أنت من يهمني في اليوم وغد .

أملا في أن تعرف الإسلام كما آمن به المسلمون لا كما أراده الغير من دوني ودونك

 

وللحديث بقية ان شاء الله

 

 


عدد الزيارات : 439

Share

مقالات ذات صلة :
  • مقدمة

  • كيف ينشأ الاختلاف مع الأخر و كيفية التعامل مع هذه الفروق؟

  • لحظة انتحار

  • المحاور كالذي يصعد جبلا وعرا

  • الهدوء الجذاب

  • كلام رقيق يستخرج من بحر عميق على لسان رجل رقيق

  • آسر القلوب

  • اجلدني و لكن برفق !!

  • أنا أصم أبكم,,فهل تقبلنى صديقا لك أو لابنك؟؟؟؟؟؟

  • الوصفة السحرية للسعادة الزوجية ( بين آدم وحواء )

  • يا دبلة الخطوبة

  • دعها موصولة

  • مش عايز/ة اتجوز

  • كيف تختار شريك حياتك ؟

  • جوزني شكرا

  • أول مرة

  • 1000 مبروك

  • المزيد.......
    التعليقات :


  • امانى عياد     حوار

    اولا فكره الارهاب مش عرفه مرتبطه بالاسلام ليه وده طبعا من التصور والفهم الخطا للاسلام والحكم على ظاهر الناس ووالشعوب الاسلاميه من الهمجيه والكراهيه لانفسهم واخووانهم وده سبب التفرق الحاصل بين كل الدول وعلى اسباب تافهه زى مايكونوا بيتلككوا لبعض مش عرفه ليه كده وده طبعا موضوع يفرح اى دولهاجنبيه محتاجه تكبر اقتصادى او سياسى او اى شى لانها بتلعب على كل دوله من وراء التانيه طبعا عارفه ان كل حاجه عند العرب عراك على التفاهات بس وسبحان الله ربنا مميز كل دوله عربيه بشى لتكمل الدول الاخى عشان ده اسمنا عرب لكن هما متفرقين على طول " كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ " اسفه على الاطاله
  • نوران     جزاكم الله خيرا

    ليتنا نتعلم تعاليم ديننا الاسلامى الصحيح و نقتدى برسول الله فى اخلاقه و ليس فى ثوبه فنكون مسلمين اقوياء و لا يستطيع احد ان يشوه صورتنا.

  • الاسم
    البريد الالكتروني
    العنوان 
    التعليق