لمشاهدة الجزء الأول من المقال اضغط على الرابط التالى
http://www.factofarabs.net/RA.aspx?Id=404&TId=8
يوم أخر من أيام الدراسة المليئة بالصخب و الضوضاء و الكثير من العمل
كنت أنظر من نافذة الدور الرابع إلى السماء الممتدة أمامى, ياله من يوم رائع على الرغم من أن الشتاء جاء قارص هذا العام إلا أن اليوم بدأ مشمسا و قد ظهرت الشمس فى كبد السماء كأنها تعلن تحديها لبرد ديسمبر القارص
اخذت نفسا عميقا وأنا أنظر إلى الأولاد الذين يتصايحون و يمرحون فى وقت الفسحة اليومية المخصصة لديهم و تابعتهم بنظرى دقائق معدودة ثم جمعت أشيائى و ذهبت إلى حجرة الدراسة للاستعداد للمحاضرة القادمة
اصطدمت فى طريقى إلى فصل 4/1 بعدد من الطلبة المندفعين الذين وقفوا للاعتذار على عجل ثم العودة إلى جريهم و اندفاعهم مرة اخرى
ضحكت وأنا أسير فى طريقى وأنا أستقبل اعتذارهم بمرح
دخلت حجرة الدراسة و بدأت فى إعداد السبورة
يا إلهى ما هذا ؟؟؟؟؟؟
سمعت صوت بكاء يكاد يقطع نياط قلبى فنظرت خلفى فوجدت كريم أفضل طلابى يجلس فى الصف اأاخير و يبكى وحيدا
كادت الدموع تقفز من عينى لبكائه
اقتربت منه فى هدوء وكأنى أخشى أن أقطع عليه وحدته وبكاءه
و ضعت يدى على رأسه
نظر إليّ بعينين احمرتا من البكاء الشديد
سألته بصعوبة : لماذا تبكى يا صغيرى ؟؟؟
كريم: عبد الله يا أبلة
أنا: ماذا به ؟؟
كريم: أخبرنى اننى لن أستطيع أن أدخل كلية الشرطة علشان عينى
(كريم يعانى من عيب خلقى فى عينيه)
أنا: و ماذا فى هذا؟ تستطيع أن تدخل اى كلية أخرى تريدها
يوجد كلية الطب و توجد الهندسة وغيرها
كريم بنفاذ صبر: يا أبلة أهو حضرتك نسيتى أنا عايز ابقى شهيد
نظرت إليه وأنا فى قمة ذهولى هذا الصغير لا يريد فقط أن يكون شهيد
لكنة يحرص على هذا الأمر كل الحرص كما لو كان هو كل أمله فى هذه الدنيا
نظرت إليه وهو مازال يجهش فى البكاء
لم أستطع التحدث إليه فقد خنقت العبرات كلماتى فعجزت عن النطق امام هذا الإصرار العجيب
فتحت كراسته الصغيرة الموضوعة أمامه وأمسكت بقلمه وكتبت :
سميرة موسى
سعيد بدير
يحيى المشد
وضعت الكراسة أمامه و قلت له
اقرأ
فقرأ الأسماء بصوت متقطع من كثرة البكاء فقلت له
هؤلاء علماء خدموا بلدهم مصر وقدموا لها الكثير لهذا قامت اسرائيل باغتيالهم ألا نطلق عليهم اسم شهداء ؟؟؟؟
نظر إليّ و قد توقفت الدموع من الانهمار من عينيه كأنه وجد ضالته أخيرا
و قال لى: شهداء يا أبلة طبعا
قلت له: صغيرى أى إنسان يبذل أقصى ما عنده لخير وفائدة المسلمين ويموت فى سبيل تحقيق هدفه وهو يرجو وجه الله يصبح شهيدا
كريم: أبلة علشان أبقى عالم أدخل كلية إيه ؟
أنا: من الممكن أن تدخل كلية العلوم لتصبح مثل سميرة موسى و يحيى المشد و سعيد بدير و طبعا الدكتور أحمد زويل
كريم : ايوة أيوة يا أبلة عارفه اللى خد نوبل
أنا: شاطر يا كريم
كريم وقد قفز من مكانه من شدة الفرح والنشوة: خلاص أنا هخش كلية العلوم علشان أبقى عالم وأعمل حاجات مفيدة للمسلمين
قفز من مكانه وانطلق فى اتجاة الباب فى فرح شديد
أنا: إلى أين أنت ذاهب
كريم: هروح أغيط عبد الله طبعا
ضحكت حتى على صوت ضحكاتى صوت خطواته الصغيرة
ياله من طفل
و ياله من حلم
كريم أنا أيضا أتمنى أن أكون شهيدة
والآن جاء دورك أنت لتجيبني على هذا السؤال : هل تتوقع أن يحقق كريم ما يحلم به؟؟