خطاب مفتوح إلى الخارجية المصرية           

 المحرر : أسماء سيف الدين الشربيني

 

في داخل إحدى قاعات محاكم دولة أوروبية - هي ألمانيا -  وقعت حادثة قتل الشابة الواعدة مروة الشربيني..... ..   القاتل لم يكن لديه سابق معرفة  شخصية  بالفقيدة   إلا ما  لديه من معلومات عن المسلمين والعرب   ...إذن   فكل ما لديه من دوافع لارتكاب هذا الجرم المشهود   ماهو  إلا  تراكمات من هذه المعلومات  في داخل نفسه   دفعته  للقتل العمد، وأمام شهود، بل وفي ساحة القضاء !!.

 

نحن أمام جريمة ارتكبها مباشرةٌ هذا الشخص؛ ولكن هناك المرتكب غير المباشر أو المُحرض أو...أو...إلخ. ألا وهو الثقافة العامة والإعلام لما لها من اليد الطولى في تكوين الهوية الغربية والألمانية في هذه الحادثة بالذات.

 

إذا كان لأهل مروة حق الدم، فإن لأهل مصر حق دفع الظلم الذي نزل وينزل بالعرب والمسلمين من جراء إشاعة هذا التصور المغلوط عن الحضارة الإسلامية وشعوبها. هذا التصور المغلوط الذي ينمو بصورة سرطانية منذ الحادث الكاذب في 11/9/ 2001.

 ألم يئن الأوان مع هذه الفاجعة أن يفيق أهل الحل والعقد  لتصحيح الصورة ورد الأمور إلى نصابها وتحري الحقيقة التي تلزم وتُلزم الجميع في زمنٍ أصبح التداخل بين جموع  البشر  حتمياً؟

 

 بلى آن الأوان لاتخاذ خطوات عملية ليعرف المواطن الألماني ما يلزمه أن يعرف عن الإسلام والمسلمين من خلال المدرسة والتلفاز والكتب والجرائد وشبكة الإنترنت، وقبل ذلك وبعده من خلال التفاعل المباشر مع النماذج الحية التي تعيش  في المجتمع. نماذج يجب أن يصل إليها الضوء حرصاً على سلامة المجتمع الألماني وما حققه...من عمران ورفاهية لأبنائه.

 

نعم.. وجب على  لأولئك الصامتين  إلقاء المحاضرات و إجابة الأسئلة في ألف مدرسة، وتسجيل ذلك على شبكة الإنترنت. لقد حان  للوزارة الألمانية المعنية بالثقافة  القيام بترجمة ألف كتاب، قديم وحديث، وفي شتى جوانب الحياة، من اللغة العربية إلى اللغة الألمانية، ونشرها في المدارس والمكتبات العامة ونحو ذلك. لقد آن الأوان أن يقوم التلفاز الحكومي ببث ألف ساعة تعرف   بالعالم الإسلامي وشخوصه وهمومه وجوهر حضارته. .  لابد أن  يصبح الإعلام وسيلة للوضوح والبيان بدلاً من أن يكون وسيلةً للتضليل  أوالكتمان.

 

 لابد من وقفة يراجع فيها رجالات الفكر كيف وصل الحال الى ما وصل إليه  لابد من ترشيد مفهوم "قبول الآخر" بدلاً من استخدامه لأهداف سياسية أو غيرها... إن ألمانيا دولة جديرة بأن تكون أسبق دول أوروبا لهذه الخطوة الرشيدة

 

  إن ما يقوم به الأفراد لن يُغني عن دور الحكومات  ، والعكس هو الصحيح... وما  كان خطاب أوباما إلا تلبية لمصالح المرحلية

  و إن غدا لناظره قريب... والله ولي التوفيق.

 


عدد الزيارات : 353

Share

مقالات ذات صلة :
  • حوار أبكاني

  • قصة كفاح

  • رسالة إلى الشعب الفلسطيني

  • نكـبة فلسـطـين وصمـة في جـبين الإنسانيـة

  • أغيثوا أقصانا..... هنا مسرى الرسول و مشى المسيح وأمه البتول

  • رسالة من فتاة فلسطينية

  • هل ستشرق الشمس؟

  • الخطة الصهيونية للشرق الأوسط ....واجبنا أن ننتبه لهم

  • جواد بلا فارس

  • رسمة أقوى من ألف كلمة

  • شجر الليمون

  • مرحبا باراك أوباما ... وداعا مايكل جاكسون

  • رسالة عزاء إلى أسرة الدكتورة مروة الشربيني يرحمها الله

  • سر مدينة أورشليم

  • فلافل ( طعمية ) حمص شام.. أكلاتنا وليس لإسرائيل منها نصيب

  • لا أمان لهم

  • إلـــــــــــــــــــــــــى مـــــــــــــتــــــــــــــــى؟!

  • جولة في الحرم الإبراهيمي

  • الأساطير المؤسسة للسياسات الإسرائيلية

  • كنيس خرابهم

  • خوفنا يحاصر غزة

  • أياد تعمل بليل و القدس تضيع

  • لماذا تطاولوا علينا؟

  • مشاهد تراجيدية ذات مدلولات خطيرة

  • صرخة في الأرض العربية... الظلم مرتعه وخيم

  • يوم فاصل في تاريخ مصر.. 25 يناير 2011

  • يوميات ما بعد الثورة

  • يوميات ما بعد الثورة2_كريم ...صرخة غضب

  • كيف نفهم الاعتراف بالدولة الفلسطينية؟

  • رسالة من الثوار العرب للصهاينة

  • ثورة أم صحوة؟؟

  • وعادت مصر للمصريين

  • الاتحاد قوة الضعاف

  • المزيد.......
    التعليقات :


  • asmaa     خطاب للعالم

    المشكلة مشكلة حكومة وشعب ودى مش اول حاجة تحصل ونقف مكتوفى الايدى كتير بنشوف ولكن بنتأثر شوية ونثور ونندد ونشجب وندين ولكن اىن الفعل زى التوقعات بهدم المسجد الأقصى ومفيش تحرك منتظرين لما يتهدم ونبقى نثور الأمة نامت خلاص هنفوق لايه ولا لايه
  • نوران     صدقت

    صدقت يا استاذة اسماء فان المحرض الخفى هو ما وراء هذه الجريمة و الجرائم الاخرى الى ستحدث. علينا التفكير فى كيف نقبل الآخر و نجعل الآخر يتقبلنا؟
  • عبدالله وهدان     الحل الإيجابى

    لو انتظرنا حكومة يبقى يلا السلامة اما من وجهة نظرى الحل هو فى ترجمة موقع مثل هذا الموقع للألمانية وغيرها من جميع لغات العالم
  • noor.almahdy     فكر جديد

    العقلية العربية كلها فى أمس الحاجة اليوم الى فكر جديد ، احياء جديد ، شخصية جديدة ، مثل ما كانت عليه فى عهدها الاوا ، فنحن خير أمة أخرجت للناس ، ولنا رسالة عالمية مكلفين بها من الله ورسوله ، لابد أن نقوم بها والا انتقم الله منا وجعلنا أضحوكة وسط الامم مثل حالنا اليوم .. فهل من مجيب ؟ .
  • موسى سويسي     العودة للحق و البعد على النفاق

    كل ما يكتب ويقال في الأعلانات وفي وسائل الأعلام وخاصة الأعلام العربي هو در للرماد في العيون الأعلام العربي ينافق المواطن العربي و المواطن العربي ينافق أولياء أمرة وكلافي الدرك الأسفل من النار وما يحدت للعرب والمسلمين اليوم ما هو إلا نتاج أعمالهم و نياتهم ونفاقهم وخوفهم من قول الحقيقية التي أمر المسلم بقولها حتى على نفسة فما بالك على غيرة وهدا كله بسبب بعدنا عن كتاب الله وسنة رسوله ... أين حديت من راء منكم منكر فليغيرة بيدة أو لسانة أو بقلبة ودلك أضعف الإيمان و أين أمر الله "وأعدوا لهم ما أستطعتم من قوة " وهنا يجب أن نفرق بين أن نعد سلاحنا وبين أن نشترية و ممن نشترية من أمريكا الحامي الرسمي لأسرائيل هل أغبياء الروؤساء العرب ليتوقعوا أن تعطيهم أمريكا سلاح يظر اسرائيل ..., حسبنا الله ونعم الوكيل في الواقع العربي الأسلامي

  • الاسم
    البريد الالكتروني
    العنوان 
    التعليق