غزت حياتنا هذه الأيام عادة مزعجة تنوعت مرادفتها بين حب الاستطلاع والاطمئنان والتعارف والعديد من المعاني التي لا تمت للواقع بصلة .
وفى حقيقة الأمر أنا لا أجد لها معنى أكثر تعبيراً من التطفل وتتنوع أشكال التطفل ما بين آفة مزعجة وثقافة واعية !!!
نعم لقد أصبح الكثيرون يسألون فيما لا يعنيهم مما يضطر البعض للكذب هروباً من إجابات قد تكون شخصية بحتة .
وقد يصل هذا التطفل إلى حد لا يطاق فمثلاً عندما يرى البعض فتاة محترمة جميلة يبادرون بالسؤال : هل أنتِ مخطوبة ؟ فتأتى الإجابة مثلاً : نعم فيباغت المتطفل : منذ متى ؟؟ وتأتى الإجابة : منذ عام تقريباً ويأتي رد الفعل المتأثر ياه عام ؟؟ لماذا التأخير وتكون الإجابة الظروف والماديات ويطول الحوار فيأتي وابل من الأسئلة : ماذا سيتحمل الخاطب ؟؟وماذا عليه ؟؟ وهل لديه شقة ؟؟وأين مكانها وكم عدد غرفها ؟؟وفى أي طابق ؟؟ و.....؟؟ و......؟؟و.......؟؟ إلخ
حتى يشعر المسئول أنه أمام النيابة العامة أو المحكمة !!!
ولن تنتهي القصة فلو يسر الله الحال للبنت وتزوجت تدخل إلى مرحلة أرقى من التطفل وبعد شهر واحد من الزواج السؤال المعتاد " فيه حاجة جاية فى السكة " ولن تفلت من هذا السؤال إلا أن يرزقها الله بالذرية الصالحة وبعد ذلك متى ستأتي له بأخ أو أخت ؟؟! وكأنها صاحبة العطاء والمنع والعياذ بالله .
هذا إن كان التطفل آفة أما إن تحول إلى ثقافة فهو أدهى وأمر لأن المتطفل المثقف النابغة يريد أن يعرف أكثر مما لا يخصه فمثلا لو استأجرت منزلاً سيسألك بكم استأجرته ؟؟ وبعملية بسيطة من النسبة والتناسب يقارن ويستطيع تحديد دخلك الشهري !! وأيضاً من السؤال على قسط السيارة وأشياء أخرى كثيرة .
وهذا التطفل والتدخل الصارخ في حياة الآخرين ليس من شيم المؤمنين ويجب أن يراجع كل واحد فينا نفسه فيما يسأل ولا يحمل الآخرين ما لا يطيقون فلنراعى خصوصيات الآخرين ونلتزم بحدود التعامل .
وكما قالت جدتي الحاجة إحسان رحمها الله في المثل الشعبي الذي لم أسمعه من سواها " أردب ما هو لك ما تحضر كيله تتعفر دقنك وما ينوبك غير شيله "
وشرح المثل أنه لو هناك من يكيل أردب ( وحدة موازيين ) دقيق أو خلافه وهو ليس لك فلا تحضر هذا الكيل لأنه من المؤكد سيصيبك غبار هذا الدقيق ومن المحتمل أن تحمله في النهاية .
|
fadwa
شكرا لك اخ ت علي مشاركتك
فلا تحضر هذا الكيل لأنه من المؤكد سيصيبك غبار هذا الدقيق ومن المحتمل أن تحمله في النهاية .
|
نوران
جزاكم الله خيرا
فعلا لقد اصبح التطفل عادة، ليتنا نستطيع التخلص من تلك العادة. و نتذكر قول من تدخل فما لا يعنيه سمع ما لا يرضيه.
|