لا أتحدث هنا عن فيلم أمريكي من أفلام الخيال العلمي ، لكني فكرت فيما يمكن أن تقوله عنا الأجيال المقبلة ، تساءلتُ يا ترى كيف سيعرفون أخبارنا ؟ حاولت أن أصل إلى النتيجة من خلال السير على نفس الطريقة التي عرفنا نحن من خلالها المعلومات عن الأجيال والعهود السابقة ، يحدث ذلك إما من خلال حكايات الآباء والأجداد عن حياتهم وحياة مجتمعهم قديما أو باللجوء إلى الأدوات التي تصف لنا العهود الماضية إن لم يكن آباؤنا وأجدادنا عايشوها .. فمثلا الرسوم الموجودة على المعابد والشواهد التي تركها الفراعنة كانت خير مثال على معرفة التقدم الذي كان موجودا في هذا العصر... وهنا جلت للحظة بخاطري في هذا العصر الذي ظل شامخا حتى الآن ولكني ما لبثت أن فزعت حينما قارنت هذا الأمر بالصورة التي يمكن أن تكونها الأجيال اللاحقة عنا .. فسيقومون هم أيضا بسؤال أبائهم أو أجدادهم عن عصرنا وللأسف لن يخبروهم بما يسرهم ، وحتى إن حاولوا أن يجملوا واقعنا قد لا يصدقهم الأطفال !!!! هل تعلمون لماذا ؟؟؟ إذا تجاوزنا عدم تركنا لتراث أو حضارة كبيرة في زمننا فإن هناك سلاحا مسلطا على رقبة هذا الجيل... وهو الأفلام الدرامية.

وللتوضيح أكثر  ..

أستحضر مثالا لأساتذة جامعية قالت لنا أثناء الدراسة بالكلية أنها عاشت فترة هي وأولادها في فرنسا وكانت تصف لابنتها أخلاقيات المجتمع العربي وكم هو محافظ وتطلب من ابنتها الحفاظ على التقاليد العربية .. إلا أنها ذات يوم وجدت ابنتها الصغيرة تقول لها وبنفس النص " مكنتش أعرف إنكم مش مؤدبين كدا " طبعا صُعقت أستاذتي من كلام ابنتها ولما استفسرت منها عن سر هذا الكلام قالت لها إنها شاهدت فيلما عربيا للممثلة الفلانية ( ولا داعي لذكر أسماء ) مليء بالمناظر الخليعة وقالت لها أكيد الكل بيتصرف زيها .. وبالطبع حاولت الأم أن توضح لها أن هذا الأمر ليس صحيحا وأن هذه الأفلام تنقل أمورا غير حقيقية.

وعليه إذا ما نظرنا إلى العديد من الأفلام السينمائية التي يفترض أنها تنقل صورة عن واقعنا الحالي نجد التالي .. عشوائيات .. فقر مدقع .. ندالة .. خيانة .. علاقات غير مشروعة .. زنا .. شذوذ .. تخلف ... استهانة بالعقل.. فهل لو قلنا لأحفادنا إن مجتمعنا لم يكن بهذا الظلام أو هذا الفساد فهل يصدقوننا؟؟؟؟!!!

أقول لكم يا مخرجي الأفلام ارحمونا من اللي بتعملوا فينا واللي هتعملوه في تشويه صورة عصرنا، نصيحة احتفظ بمقالي هذا لعلك تحتاج إليه في يوم من الأيام كي تعرف أبنائك أو أحفادك أن مخرجي الأفلام السينمائية ظلموا جيلنا، قل لهم هذا المقال كتب عام 2010 ....... ويا ترى مين يعيش؟؟؟ بس للأسف الأفلام إياها بتعيش .