في الوقت الذي ينشغل فيه الكثير من أقرانه باللعب واللهو، يندفع الطالب المصري عمر عثمان الذي يبلغ من العمر 13 عاما في طريقه العلمي بسرعة فائقة مكَّنته من الانتقال للدراسة بين طلاب الدراسات العليا بالجامعة الأمريكية بالقاهرة.
اعتاد زملاء عمر عثمان السيد في الجامعة الأمريكية بالقاهرة على وجوده بينهم، فعرف عمر بالتحفظ والجلوس في هدوء وهو يستوعب دروس اليوم، ورغم أن الغالبية العظمى من الطلاب في سن عمر عادة ما يجدوا صعوبة في فهم أساسيات علم الجبر إلا أن عمر الذي يصغرهم بسنوات عديدة يستوعب كل ما يقال بمهارة، فهو يحضر فصول الدراسات العليا بالجامعة الأمريكية منذ 2009.
وذكرت زميلة لعمر في الفصل الدراسي أنه لا فرق بينه وبين الطلاب الآخرين سوى السن. وأضافت أمينة إحدى زميلاته في الجامعة الأمريكية: “بقينا نحس خلاص إنه واحد مننا. ما شاء الله الولد دماغه كبيرة جدا وفاهم . بنعتبره واحد مننا مش واحد صغير يعني. لما بتتكلموا معاه كمان ما بتحسوش إن ده واحد صغير أبدا”.
ويساعد عمر زملائه في الجامعة عندما يستعصى على طلبة الحرم الجامعي حل مسألة رياضية، فيتولى حلها بيسر مع استغراب ودهشة زملائه الكبار.
ولفتت قدرات عمر الاستثنائية الانتباه عندما كان في المدرسة الابتدائية، حيث عرف بطرح أسئلة صعبة على معلميه، وسرعان ما اتضح انه أكثر تقدما من زملائه في المدرسة، فقدم طلبا للالتحاق بالجامعة الألمانية في القاهرة، وتم قبوله حيث انتظم في دراسة الرياضيات، ثم انتقل أستاذه بالجامعة الألمانية إلى الجامعة الأمريكية بالقاهرة، فاصطحب تلميذه المعجزة معه إلى هناك.
ولم يلاحظ طلاب الجامعة الأمريكية ذلك الولد الذي يحمل حقيبة ظهر أكبر من المعتاد، ويتجول بينهم، ويقول عمر أن الكثير من الطلبة بالجامعة يعتقدون انه ابن احد الأساتذة.
و يقول الأستاذ ميشيل اربير عن عمر- أستاذ الرياضيات بالجامعة الأمريكية في القاهرة- : “إنه يطرح أسئلة احترافية. أسئلة جيدة جدا.. في الصميم. وليست ساذجة ولا أي شيء من هذا القبيل. إنه في مكانه الصحيح هنا.. أعني من الناحية الفكرية.. من ناحية الرياضيات فهو في مكانه الصحيح بطبيعة الحال ولا توجد مشكلة... لا نشعر أنه أصغر”.
ويقول والد عمر وأساتذته إنه باستثناء القدرات الرياضية الاستثنائية يتمتع الولد بنفس ميول أقرانه في هذه السن، فهو طفل طبيعي.
ويأمل عمر أن ينضم ذات يوم إلى مصاف كبار علماء الرياضيات في العالم مثل الألماني كارل فريدريش جاوس الذي عاش في القرن التاسع عشر وعُرف أيضا بأنه كان نابغة في صغره.
المصادر
http://www.egynews.net/
http://news.nawaret.com