المسجد الأقصى المبارك هو واحد من أكثر المعالم الإسلامية قدسية عند المسلمين، فهو أولى القبلتين و ثالث الحرمين. ذكر القرآن عنه في سورة الإسراء: " سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير. يقع المسجد الأقصى المبارك في الحرم القدسي الشريف داخل البلدة القديمة لمدينة القدس في فلسطين
كنت أتجول عبر الانترنت لأبحث عن بعض الصور للمسجد الأقصى. و لكنى لم أجد إلا بعض القلائل من الصور عنه، و لكنى لاحظت أن هناك اختلاط بين صور المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة و الجامع القبلي، و لكن لم يكن فقط الاختلاط في الصور بينهم على الانترنت بينما أيضا في الوسائل الإعلامية، و لا أرى في ذلك إلا مؤامرة لطمس صورة المسجد الأقصى من أذهان المسلمين.
فرأيت أنه من واجبي توضيح هذا اللبس لكل إنسان من حولنا و على وجه الخصوص الأطفال لأنهم رصيد المستقبل، وحتى و لو أدى ذلك لأن نسير في الشوارع و الصراخ بأعلى صوت ”أغيثوا أقصانا“.
فتعالوا بنا نتعرف أكثر على المسجد الأقصى من خلال نبذه عنه و من خلال الصور التى ستوضح لنا ما هو المسجد الأقصى.
وصف المسجد الأقصى
قـال شـيخ الإسلام ابن تيميـة فـي " مجموعـة الرسائل الكبـرى " المسـجد الأقصى اسم لجميـع المسـجد ….. وقـد صار بعض النّاس يسـمّي " الأقصـى " المصلّـى الذي بنـاه عمر بـن الخطّـاب فـي المقدمة … وإنّمـا المسـجد الأقصى كـل مـا حـاط عليـه ســور الحـرم " .
وقـال محمّـد كـرد علـي سـنة 1925 : "وقـع الحرم علـى مساحة مربعة طول الجهة الغربيّـة 490 م والشـّرقيّـة 474 م والشّـماليّـة 321 م والجنوبيّـة 283 م يحيط بهـا سـور يختلف ارتفاعه بين 30 م و 40 م " .
وقـال الأسـتاذ محمود العابـدي ( نسـتنتج مـن ذلك كلـه ، أنّ حـدود منطقـة المســجد الأقصـى " الحـرم الشّـريف " لـم يطـرأ عليهـا تغييـر ملموس منـذ أيّـام الخليفـة الوليـد بـن عبد الملك وحتّـى الآن ) .
المسجد الأقصى المبارك هو اسم لكل ما دار حوله السور الواقع في أقصى الزاوية الجنوبية الشرقية من مدينة القدس القديمة المسورة بدورها، ويشمل كلا من قبة الصخرة المشرفة (ذات القبة الذهبية) والموجودة في موقع القلب منه، والجامع القِبْلِي[i](ذو القبة الرصاصية السوداء) والواقع أقصى جنوبه ناحية "القِبلة"، فضلا عن نحو 200 معلم آخر تقع ضمن حدود الأقصى، ما بين مساجد، ومبان، وقباب، وأسبله مياه، ومصاطب، وأروقة، ومدارس، وأشجار، ومحاريب، ومنابر، ومآذن، وأبواب، وآبار، ومكتبات.و يقع المسجد الأقصى فوق هضبة صغيرة تسمى هضبة موريا وتعتبر الصخرة المشرفة هي أعلى نقطة في المسجد وتقع في موقع القلب بالنسبة للمسجد الأقصى.
وتبلغ قياسات المسجد: من الجنوب 281م ومن الشمال 310م ومن الشرق 462م ومن الغرب 491م. وتشكل هذه المساحة سدس مساحة البلدة القديمة، وهذه الحدود لم تتغير منذ وضع المسجد أول مرة كمكان للصلاة بخلاف المسجد الحرام والمسجد النبوي اللذان تم توسعيهما عدة مرات.
وللمسجد الأقصى أربعة عشر باباً منها ما تم إغلاقه بعد أن حرر صلاح الدين الأيوبي القدس وقد قيل عددها أربع وقيل خمسة أبواب منها: باب الرحمة من الشرق، وباب المنفرد والمزدوج والثلاثي الواقعة في الجنوب. وأما الأبواب التي مازالت مفتوحة فهي عشرة أبواب هي: باب المغاربة (باب النبي)، باب السلسلة (باب داوود)، باب المتوظأ (باب المطهرة)، باب القطانين، باب الحديد، باب الناظر، باب الغوانمة (باب الخليل) وكلها في الجهة الغربية. ومنها أيضاً باب العتم (باب شرف الانبياء)، باب حطة، وباب الأسباط في الجهة الشمالية.
وللمسجد الأقصى أربعة مآذن هي مئذنة باب المغاربة الواقعة الجنوب الغربي، مئذنة باب السلسلة الواقعة في الجهة الغربية قرب باب السلسلة، مئذنة باب الغوانمة الواقعة في الشمال الغربي، ومئذنة باب الأسباط الواقعة في الجهة الشمالية.
أهم معالم المسجد الأقصى
يتكون المسجد الأقصى من عدة أبنية ويحتوي على عدة معالم يصل عددها إلى 200 معلم منها مساجد وقباب وأروقة ومحاريب ومنابر ومآذن وآبار وغيرها من المعالم.
وأهم هذه المعالم:
1- الجامع القبلي:
المصلى الرئيسي داخل المسجد الأقصى المبارك، يطلق عليه كثيرون خطأ "المسجد الأقصى المبارك"، ولكنه في الحقيقة الجامع المبني في صدر المسجد الأقصى جهة القبلة (في الجنوب)، ومن هنا جاءت تسميته بـ"القبلي". وهو موضع صلاة الإمام في المسجد الأقصى المبارك، ومكان المنبر والمحراب الرئيسيين.
2- قبة الصخرة:
قلب المسجد الأقصى المبارك، والمعلم الإسلامي المميز لمدينة
القدس، أقيمت فوق الصخرة التي تمثل أعلى نقطة في هضبة موريا (هضبة بيت المقدس)، والتي يرجح أن تكون الموضع الذي عرج منه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى السماء في رحلة الإسراء والمعراج. يخطئ كثيرون بالقول بأنها تختلف عن المسجد الأقصى، بينما هي في الحقيقة جزء لا يتجزأ منه.
3- المصلى المرواني:
يقع في الجزء الجنوبي الشرقي من المسجد الأقصى المبارك، وهو جزء من التسوية التي أقيمت فوق أرضية هضبة بيت المقدس المنحدرة ليتسنى البناء فوقها. يطلق عليه اليهود والصليبيون اسم "اسطبلات سليمان" ليوهموا الناس أنه من بناء سليمان عليه السلام، والصحيح أنه من بناء الأمويين.
4- حائط البراق:
جزء من الجدار الغربي للمسجد الأقصى المبارك، ويرجح أن يكون الحائط الذي ربط عنده رسول الله صلى الله عليه وسلم دابته (البراق) في رحلة الإسراء. يزعم اليهود أنه الجدار الغربي لـ"هيكلهم" المزعوم، ويقفون عنده للبكاء على ملكهم الضائع فأطلق عليه "حائط المبكى". وبعد احتلالهم للقدس، استولوا عليه واتخذوه منطلقا لتدمير محيط المسجد الأقصى المبارك، والنفاذ إلى المسجد المبارك.
المسجد الأقصى هنا مسرى الرسول
مشى المسيح ها هنا وأمه البتول
وها هنا الفاروق شاد مسجدا
هنا صلاح الدين روّع العدى
هنا الوليد والمجيد والشهيد
كتب هذا الشعر أمين شنار (محرر مجلة الأفق الجديد المقدسية) عن القدس وعنوانها (بيت المقدس) في مجلة الأفق الجديد، العدد 7- كانون الثاني 1962، ص 15
المصادر:
· موقع أخوات من اجل الأقصى www.foraqsa.com
· موقع الأقصى أون لاين http://www.alaqsa-online.com