رهان على نفسك           

 المحرر : سمر عبد الرحمن

هل أنت سعيد ؟

الإجابة : أتحداك .

فالسعادة الحقيقية .. خطة حقيقية وحب حقيقي للحياة وليست مجرد اقتباس عشوائي يأتي بدون موعد سابق .. السعادة التي تأتى فجأة تختفي فجأة .. السعادة التي تخطط لاقتناصها .. تستطيع الإبقاء عليها والاحتفاظ بها وتنميتها .

السعادة هي محصلة عملك في الحياة ونتيجة تواصلك بصدق وذكاء مع كل ما حولك ... السعادة هي أن تكون أنت وليس أحدا آخر... السعادة أن تصنع قراراتك بنفسك وليس بوصاية من أحد .. السعادة أن تعمل ما تريد .. لأنك تريده بالفعل السعادة بشرط ألا يتعارض ذلك مع مبادئ دينك ولا يؤذي غيرك.. السعادة أن تعيش حياتك مستمتعا بكل لحظة فيها .. السعادة أن تنجح في تحقيق استقلالك عن الآخرين مع منح الآخرين فرصة الاستمتاع بحريتهم ..السعادة أن تبحث عن الأفضل في نفسك لتعيش به والأفضل في الحياة لتعيش له .

اكتب لك اليوم عن السعادة .. لأن السعادة هي الهدف الذي نسعى له جميعا في الحياة .. كما أنها يجب أيضا أن تكون الوسيلة التي نصل بها لمتعة الحياة .

أنت بطل قصة حياتك .. فلماذا تقبل أن تكون مجرد ممثل ثانوي فيها أو تعيشها على الهامش وليس في قلب الحدث لماذا تنسى أن حياتك خلقت لك لتسعد بها لا لتشقى من أجلها لماذا تكره الحياة .. طالما تستطيع أن تحبها ؟

تذكر أن لديك القدرة والقوة على التغلب على كل الأزمات والعوائق ونقاط الضعف منها بنفسك فداخلك طاقة كبيرة تملكها .. إذا اقتنعت أنت بها تذكر أنك ليس الوحيد المطلوب منه قهر الظروف مهما كانت سبقك ملايين البشر وصنعوا ما يشبه المعجزات التي لولا إرادتهم ما فازوا ولا غيروا ولا ارتفعوا من صمت الأرض إلى قوة السماء .

هناك مثل فرنسي يقول : "فيه إرادة .. فيه طريقة" .. والمعنى أنه كلما استدعيت إرادتك في كل المواقف وحفزتها كأنك على وشك معركة دفاع عن النفس من أجل الحياة .. وجدت طريقة لحل الأزمة مهما كانت تبدو مستحيلة .

مرة أخرى : ما هي السعادة ؟ هي ليست بالتأكيد مجرد الاستمرار في الحياة المعتادة كما تعيشها مستسلما بكل ما فيها من ثوابت مملة دون محاولة الخروج عنها نفس الخطة اليومية المعتادة نفس الخطوة والخلطة والغلطة التي ترتكبها ببساطة كل يوم نفس المشوار الأصدقاء الطريقة الأزمات الحلول أنت الذي تصنع أيامك وليست أيامك هي التي تصنعك أكرر النصيحة بمعان أخرى : أنت الذي تحدد أسلوبك فن إدارة حياتك .. وليست حياتك هي التي ترسم لك خطتك فيها .

وإذا كانت الحياة هي البحر .. فأنت القارب والقائد حرك قاربك بقوة في الاتجاه الذي تريده .. بإصرار على الوصول للهدف .. وتحديد مصيرك ومسارك بنفسك هو في حد ذاته متعة ... متعة أن ترسم خطتك وخطوتك غلى المستقبل .

هل جربت أن ترسم صورة ليومك كما تريده ؟ جرب .. هل دربت نفسك على أن تحسب كل ليلة كم أنجزت من الصورة ؟ .. جرب ..

من الخطر أن تقول : أن حجم إنجازك في آخر اليوم سوف يتحقق مائة في المائة هناك دائما مساحة من إهدار الخطة المقترحة سوف تحدث المهم أن تصل إلى إنجاز أكبر قدر المتاح من الصورة التي تمنيت استكمالها .

إن الإنجاز .. هو جوهر السعادة في هذه الحياة ... جرب ذلك على زمن أوسع ارسم صورة للأسبوع المقبل ، الشهر المقبل ، السنة المقبلة .. وحاول جاهدا تحديد الاتجاه الذي تريد أن تسير فيه لتحقيق القدر الأكبر منها مع وضع مساحة لما يسمى : الفرص .. والمفاجآت .

أما الفرص .. فهي قد تزيد قدراتك على الإنجاز مع تعديل ولو طفيفا في خططك المستقبلية والمفاجآت .. فهي التي يجب عليك أن تنتصر عليها مهما كانت سلبية أو قاسية واستثمارها إذا كانت إيجابية ومفيدة .

وفى الأخر يوجد لعبة لا تحتاج منك لأكثر من ورقة وقلم .. اجلس واكتب ما تسعى لتحقيقه وإنجازه في العمر القادم .. ثم ضع علامة حمراء على ما تظن أنك بالفعل " ستكسر حظك " وتحققه .

إنه رهان على نفسك .. على قدراتك .. على وقتك وحدسك وإحساسك .

أغلق الورقة .. ضعها في صندوق لديك .

في العام التالي .. افتح الصندوق التقط الورقة .. اقرأ .. واعرف قوتك على أن تتخطى الزمن وتتجاوزه .

أما بعد .. فهو ما أتمنى أن تتحمس له الآن وهو صياغة ورقة سعادتك لعمر يسرع لينتهي .. أدعوك لتفعل معي ما يساعدك أكثر لتكتبها .. يوجد حكمة تقول "من السذاجة أن تعيش الحياة دون أن تتعذب بها .. فالعذاب متعتها تماما كالورد الجميل لا يخلو من شوك قاس .." وذكرتني الحكمة بما قاله الفيلسوف أفلاطون : "أن نهاية المشاكل .. هي نفسها نهاية الحياة" .

لذلك ندعوك إلى :

1.   تحدد هدفك في الحياة .

2.   تختار الأهداف التي تحقق سعادتك حسب كل     مرحلة .

3.   تذهب إلى هدفك ولا تنتظر أن يأتي إليك .

4.   التخطيط للهدف .

5.   صناعة أهداف صغيرة لأهداف أكبر .

أنه هنا يؤكد أنه لا حياة ناجحة بدون أهداف محددة .. ولا أهداف دون سعادة واضحة .

فلماذا تقبل إذن أن تستمر على قيد الحياة .. دون أن تخطط مسبقا لما تريد أن تحققه ؟

المصادر:

كتاب أسئلة الحب الصعبة للمؤلف الأستاذ يسرى الفخرانى.

 


عدد الزيارات : 548

Share

مقالات ذات صلة :
  • مقدمة

  • مجــــاهدة النفـــــس

  • هدوء السريرة في أيام السكينة

  • هل تحب نفسك كما يجب...؟

  • القيــود الحريريــة

  • قدرات غير محدودة

  • قوة عقلك الباطن

  • أساليب التفكير المسببة للاكتئاب

  • سلوكيات مضادة للاكتئاب

  • أسرار النفس البشرية

  • بعض النصائح لتنمية ذاتك

  • الثقافة و التعلم

  • اصنع لنفسك شخصية مغناطيسية وجذابة

  • ابن ِ نفسك

  • صفر على الشمال

  • لماذا نعانى من ضغوط الحياة ؟؟؟

  • مش تيجي نبدأ

  • لماذا نعيش في إحباط ؟؟؟؟

  • حكايتي مع السجاير

  • إنهم ... بقر!!!

  • الجنة ليست هنا ... علي تلك الأرض!

  • صالحها

  • المزيد.......
    التعليقات :


  • meroegnet     احب هذة

    احب هذة

  • الاسم
    البريد الالكتروني
    العنوان 
    التعليق