لماذا نعانى من ضغوط الحياة ؟؟؟           

 المحرر : د.سمية محمود أستاذ م. الطب النفسي

 

لماذا نعانى منها لأن هذه طبيعة الحياة و طبيعة النفس البشرية ...

فالنفس البشرية كالطفل الصغير لا تحب العقبات و التحديات و لا تحب الضغوط و الالتزامات بل تحب الراحة و اليسر و الانطلاق كالطفل بالضبط و لكن هل هذا معقول هل من الممكن في الحياة الدنيا أن نحصل على كل شيء بغير عقبات أو تحديات أو ضغوط....

لو كنت تريد أن تستمر بنجاح يجب أن تجيب الإجابة الصادقة ... في هذه الحياة لا توجد راحة مطلقة بلا أي عقبات أو منغصات ... و هذا ليس تشاؤما و إنما هي واقعية المعرفة ... كلنا نعرف أننا في هذه الحياة نتعرض كل يوم لامتحانات ترشدنا إلى مواطن ضعفنا و تزيد من قوتنا ... هذه الامتحانات أو التحديات جعلها المولى عز و جل خطوات إجبارية لنمو النفس البشرية رغم أنفها دعونا نأخذ مثال بسيط جدا :

أنت تربى طفلك الصغير هل من الممكن أن يتكلم و يقول لك أريد أن آكل إذا كنت تطعمه بانتظام كل ساعتين بحيث لا يشعر بالجوع , هل من الممكن أن يمشى لو كنت تحمله طول الوقت , هل من الممكن أن يتعب نفسه بالتفكير في حل مشاكله لو كنت تحل له كل أموره ... حسنا دعنا نتخيل هذا الكائن الذي تم صناعته بطريقة "اللا- تعب" هذا الكائن لن يمشى و لن يتكلم و سيتسم بالغباء المفرط .. فهو لم يتعب و بالطبع لا يريد أن يتعب و سيتحرك ركب الحياة إلى الأمام و قد تحول هو إلى معوق بسبب أنه لم يتم امتحانه في كل مراحل نموه بالامتحانات التي تزيد مهاراته و إمكانياته و تظهر منه مواطن قوته ليدعمها و مواطن ضعفه ليعالجها و يتخطاها فكلنا لا نجتهد إلا عند الامتحان و لا ندرس أخطائنا و نصححها  إلا إذا اضطررنا لدخول الامتحان أيا كان نوع الامتحان و أيا كانت بساطته بدءا من الطفل الصغير الذي يريد أن يمشى ليصل إلى صدر أمه و يرتمي فيه ليشعر بالأمان حتى الرجل الكبير الذي يريد أن يحافظ على عمله ليستطيع مساعدة أهل بيته , و المرأة التي تحتمل صعوبة التواصل مع زوجها لتراعى أطفالها و تكفل لهم حياة آمنة , و الرجل الذي لديه أموال طائلة و لكنه دائما منهار من وحدته و هو مغلق في عالم المال و الحفاظ على النجاح و الثروة والمريض الذي يريد أن يبقى واقفا متحديا المرض ليتمم عمله في الدنيا على أكمل وجه ليلقى ربه على خير .... الخ

إذن الضغوط مهمة رسمية و تحدى مهم و نظام كوني لا يمكن لأي إنسان أن يعيش و يستمر بدونه و هي امتحان قوة الغرض منه أن تخرج منه منتصر و أكثر قوة و ليس مهزوما و أكثر ضعفا

وللعلم  ليس هناك إنسان ضعيف و لكن هناك إنسان موقفه من الحياة انهزامي اختار الضعف على العزم و فضل الفشل على النجاح و الهزيمة على النصر.

إذن ما المشكلة ؟؟ و كيف يمكن أن نمر بالضغوط دون أن توقف سير حياتنا أو تعرقلها ؟؟

المشكلة هو أننا لا نتعامل مع الأمر بوعي كافي و مناسب لحجمه فنحن ننتظر حتى نصل إلى مرحلة التوقف و الإجهاد و هذه لا تكون إلا بعد أن تراكمت الضغوط إلى درجة كبيرة و نحن لا ندرى بتراكمها و لا نفرغ شحناتها أولا بأول.

ثلاث ممنوعات

لتستطيع الاستمرار بنجاح برغم أنف ضغوط الحياة

    لا يجب  تجاهل وجود الضغوط في حياتنا

    لا يجب تناسى وجوب التعامل معها أولا بأول

    لا يجب ترك علامات الضغوط تظهر علينا بغير أن نتعرف عليها

 

إذن هناك واجب عليك تجاه نفسك إذا كنت تريد أن تستمر بنجاح في حياتك... تتعرف على علامات الضغوط على جسمك , لا تنكر تأثيرها عليك و تقول "عادى" حتى تصل إلى درجة الإجهاد المزعج , لا تتوقف عن تفريغ شحنات الضغوط اليومية أولا بأول

تــذكـر

إن الله لم يمنحك قدمين إلا لتقف عليهم شامخا بقوة في وجه الريح

   و لم يعطك العقل إلا لتحطم معوقاتك الداخلية و تنطلق في آفاق النجاح و الفلاح


عدد الزيارات : 182

Share

مقالات ذات صلة :
  • هل تعاني من الضغوط النفسية؟

  • تمرينات الاسترخاء لتفريغ شحناتنا السلبية

  • باقي تمارين الاسترخاء (2)

  • باقي تمرينات الاسترخاء (3)

  • أفكار وقواعد لمواجهة الضغوط

  • باقى أفكار وقواعد لمواجهة الضغوط

  • خطر ممنوع الاقتراب

  • المزيد.......
    التعليقات :



    الاسم
    البريد الالكتروني
    العنوان 
    التعليق