يندر في هذه الأيام عافانا وعفاكم الله عز وجل أن تجد بيتاً يخلو من طفل مريض وتتنوع هذه الأمراض ما بين عابرة أو مزمنة .

وحديثي هنا سيكون عن الأمراض التي تصيب الطفل بشكل مزمن ومنها على سبيل المثال لا الحصر مرض السكري وارتفاع الكوليسترول في الدم وحساسية الصدر وأمراض القلب ومرض شلل الأطفال ...... إلخ

وفى الحقيقة عند إصابة الطفل بأي من هذه الأمراض تبدأ رحلة معاناة حقيقة من الأم والأب وتبدأ خطوات العلاج والمتابعة .

والغريب أنه مع رحلة العلاج هذه تبدأ مرحلة من التدليل المبالغ فيه للطفل وهذه أخطر نقطه في الموضوع وهى بالطبع نابعة من شدة الحب للطفل ورغبة شديدة في تعويضه عن أشياء قد يحرم منها كاللعب مع الأصدقاء أو بعض الأطعمة التي يحبها .

وسأبدأ معكم في سرد الخطوات الناجحة في التعامل مع الطفل المريض بالمنزل وذلك حتى نصل جميعاً إلى بر الأمان .

أولاً وهى النقطة الأهم :-

التسليم التام بقضاء الله وقدره والرضا بما كتب الله علينا ولنعلم أن الله عز وجل أرحم الرحماء بنا جميعاً ومهما بلغت درجة عطفنا وحبنا لأطفالنا لن نكون ذرة في رحمة الرحمن الرحيم بهم .

ثانياً :

اليقين التام بالشفاء حتى لو كان مرضاً مزمنا كالسكري أو شلل الأطفال أو بعض هذه الأمراض التي نراها الطامة الكبرى والعلم بأن الله عز وجل خلق لكل داء دواء إلا السام ( الموت ) .

ثالثاً :

التحدث مع الطفل بأن مرضه والحمد لله أحسن من غيره فإذا كان يعانى من مرض في القلب مثلاً فليحمد الله على أن له عينين يرى بهما وأذنين يسمع بهما وغير لا يرى ولا يسمع وإشعاره بأن ما فيه بسيط جداً بالمقارنة مع غيره .

رابعاً :

أن نقول له أن الله عز وجل يحبه ويعطيه حسنات كثيرة عن كل حقنه يأخذها وعن كل ألم يشعر به ونطلب منه أن يدعو لنا .

خامساً :

عندما نمنع بعض الأطعمة عن الطفل كأطفال مرضى السكري مثلاً يجب أن يلتزم جميع من في المنزل بنفس النمط الغذائي فلا يصح أن نحرمه ونقول له أن هذا ضار ومؤذى ونتناوله أمامه وهذه النقطة ستجعل الطفل عندما يخرج من المنزل كالسجين الذي يخرج من الأسر فيسرع بتناول كل ما حرم منه .

وهذه النقطة بالذات أعرف الكثيرين ممن يعانون منها أشد المعاناة وعلى النقيض أعرف أطفالاً ينصحون أقرانهم الأصحاء بضرر المأكولات على صحتهم .

ولنتذكر أن غذاء مريض السكري هو الأسلوب الصحيح الذي يجب أن نتبعه في حياتنا اليومية .

سادساً :

عدم التحدث عن مرض الطفل أمامه ونجعله عرضه للتأوهات ونظرات العطف من بعض الأشخاص وخاصة السيدات وما يملكون من قدرات تحطيمية لنفسية الطفل .

سابعاً :

التعامل مع الطفل بشكل طبيعي جداً دون الجرعات الزائدة من التدليل لأن ذلك بالطبع لن يكون طفلاً سوياً وجرعات الدلال لن تزيد الأمور إلا تعقيداً وإخفاء مشاعر التعاطف وإشعاره بأنه إنسان عادى قدر المستطاع .

ثامنا :

الدعاء والصدقة والتوسل إلى الله بالشفاء والعافية وهو سبحانه القادر على كل شئ .

وفي الختام أعتذر لو كنت نكأت جراحاً ولكن الألم يكشف أماكن العطب .

أرجو أن أكون قد أفدتكم ببعض الخبرات الحياتية وأدعو الله الكريم الحنان المنان أن يشفى أطفالنا مرضى المسلمين وأن يلبسها الله ثوب العافية وجميع مرضى المسلمين

دمتم جميعاً في صحة وعافية من الله .