نحتفل بقدومه ونسعد بمجيئه ،نجهز له أشهى المأكولات والمشروبات حتى الأطفال الصغار فانهم أيضا يحتفلون به على طريقتهم وقبل أيام من مجيئه نزين الشوارع والطرقات ونتفنن فى صنع أبهى الزينات ولكل مكان طريقته فى الاحتفال باستقبال الضيف.
إنه ضيف عزيز وغال علينا نفرح جميعا به حتى وإن اختلفت طرق التعبير عن فرحتنا به فإننا لا شك نسعد به ربما فى نظر البعض لأنه لا يأتى سوى مرة واحدة وربما لأنه يأتى بكل خير للجميع فهو يأتى ومعه كل الخيرات لا يمنعها عن أحد الا من يرفض الأخذ منها ، ربما وربما فلكل واحد منا أسبابه التى تجعله فرحا باستقبال الضيف وعلى أتم الاستعداد لاسعاده واستضافته بأفضل ما يكون وكم تكون السعادة عندما يرحل وهو يشهد لأحدنا بأنه أحسن استقباله وبالغ فى الاحتفاء به وأنه فاز على الآخرين فى اسعاده.
وقليل من يدرك ماذا يريد الضيف الكريم فهو لا يريد طعاما ولا ز ينة والذكىّ هو الذى يفهم ما يريد فيفوز فى النهاية بعطاياه لأنه يأتى بالخير ولا يعطى الخير الا لمن فهم وأدرك أهميته وفضله ، هو حقا يوزع خيره على الجميع ولكن الخير الحقيقى لمن أحسن استقباله فطوبى لمن عرف قيمته .
ضيفنا جميعا اسمه رمضان نراه مرة واحدة فى العام يأتى بفيض من نور ومعه تعم أجواء ايمانية تتسلل الى النفوس فتبعث فيها الطمأنينة ويغادر شياطين الجن المكان ليسود جو رائع ملئ بالرحمات والبركات فتستيقظ النفوس لتنهل من خيره .
وقد فضّل الله رمضان على سائر الشهور فأنزل فيه القرآن و فية تُغفر الذنوب و يعتِق الله عز و جل من يريد من النار و فية تُصفد الشياطين و هو شهر البركة و شهر الأرحام , و فية ليلة هى خير من ألف شهر , و فيه قال صلى الله عليه وسلم :(( الصوم جُنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم )) رواه البخاري ومسلم وقال أيضاُ صلى الله عليه وسلم : (( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )) ، وقال صلى الله عليه وسلم : (( أفضل الصدقة في رمضان )) فهذا يبين لنا مدى فضل هذا الشهر الكريم و كيف يتقبل فيه الله عز و جل جميع الطاعات و الخيرات و يأمر الناس بصله الارحام .
وقد فرض الله عز و جل الصيام فيه لعدة اسباب منها صلة الرحم و الشعور بالفقر إلى الله عز و جل و الشعور بعزة العبادة و لذتها , كما أن الرسول صلى الله عليه و سلم كان يعتكف العشر الأخير من رمضان فما اعظم هذا الشهر و ما اعظم العبادة فيه , و عن النبى صلى الله عليه و سلم انه قال لما حضر رمضان (( قد جاءكم شهر مبارك افترض عليكم صيامة تفتح فية ابوب الجنة و تُغلق فية أبواب الجحيم و تُغل فية الشياطين , فية ليلة خير من ألف شهر , من حُرم خيرها فقد حُرم )) رواه أحمد و النسائى و عن النبى صلى الله عليه و سلم قال (( الصلوات الخمس و الجمعة إلى الجمعة و رمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر )) رواة مسلم