عملي في مجال التوثيق الإعلامي يجعلني على احتكاك بالعديد من البرامج التليفزيونية المختلفة ومن البرامج التي توقفت أمامها كانت هذه الحلقة من برنامج ساعة حوار على قناة المجد العامة ( تم عرض الحلقة منذ شهور عدة ) وكانت تدور عن تجربة مستشفى 57357

وفيها أجرى مقدم الحلقة  الدكتور فهد بن عبدالعزيز السنيدى حوارا مع  الدكتور  شريف ابوالنجا مدير مستشفى سرطان الأطفال 57357 وهو أستاذ طب الأطفال وأمراض الصدر بجامعة القاهرة ، وحصل على دبلوم إدارة في الرعاية الصحية من الجامعة الأمريكية ، وهو أيضا نائب المدير للشئون الأكاديمية والتدريب والبحث العلمي للأورام سرطان الأطفال 57357 بمصر.

وتحدث قائلا انه عندما تخرج من طب القصر العيني في الثمانينيات عمل في المعهد القومي للأورام ورأى المعاناة الكبيرة للمرضى وكان وقتها الاقتصاد المصري ضعيفا ، وكان يعالج 19 مريض مات منهم 13 وساعتها اصابه اكتئاب شديد وقرر ان يترك مهنة الطب الا انه اتيحت له الفرصة ان يقابل الشيخ الشعرواي ومعه مجموعة من رجال الاعمال وحكى لهم الوضع المأسوي للمعهد القومي فعرضوا عليه أموالا إلا انه اخبرهم انه يريد التجهيزات وليس الاموال وبالفعل ظهرت من يومها فكرة عمل مستشفى سرطان الاطفال.

- واشار الى ان الفترة الاخيرة شهدت اهتماما بمعالجة سرطان الاطفال ، وقسمت منظمة الصحة العالمية الدول الى 7 مستويات تبعا لمتوسط دخل الفرد ، وفي عام 2007 اصيب اكثر من 12 مليون بالسرطان ومات منهم اكثر من 6.7 مليون وفاة ، و 70% من المرضى موجودين في الدول النامية ووفيات المرض اكثر من وفيات الايدز والمالاريا مجتمعة فهو مرض فقر في المقام الاول ويدل على ذلك ان 85% من مرضى الدول المتقدمة يشفون من السرطان.

- وأوضح ان من اهم عوامل الاصابة بالمرض السرطان وانواع التغذية ، والجنين قد يصاب بالمرض وهو في بطن امه مثلا بسبب تعرضها للاشعاعات او لدخان السجائر او ما الى ذلك، وتجربة 75375 أفادت في تعريف المواطن العربي الطريقة الصحيحة لثقافة التبرعات، واشار الى ان نسبة الاطفال المصابين بالسرطان اقل من 20 عاما من 42 - 48% اما في امريكا واوروبا تكون من 12-15% ، وقال ان " السرطان اكبر قاتل للاطفال بعد الحوادث "، واشار الى ان نسبة الشفاء في مرض سرطان الدم ترجع الى 84% .

- وتقوم المستشفى حاليا بعمل انتداب لها بالدلتا وبناء مبنى اخر مجاور للمستشفى ، وبالرغم من ان العمل خيري الا انه يرى انه يجب ان يكون مستواه عالي ، وتصميم المكان يهدف الى ان يعكس على الاسرة والمريض استشفاء روحي كي يشعرون ان ابنهم يعالج في مكان جيد ، وهناك قسم بالكامل للعلاج النفسي والاجتماعي ، كما ان هناك 2500 متطوع ومتطوعة لاقامة الحفلات والترويح عن الاطفال وهناك مدرسة كاملة بالمستشفى.

- واكد ان " مستشفى 57357 هي اكبر مستشفى سرطان الاطفال في العالم " ، لكن علاج الطفل الواحد يتكلف كثيرا وقد يصل علاج الطفل الواحد الى مليون جنيه، والدول العربية وقفت كثيرا الى جانب التجربة ما يثبت على ان العرب يستطيعون انجاز ما يريدون وبمستوى عال من الجودة،  واوضح ان الشيخ سيف بن زايد ال نهيان تبرع للمستشفى بجهاز يبلغ سعره 5 مليون دولار ولم يكن موجود ساعتها في الامارات.

- وقال ان ما يخرج من القلب يصل الى القلب وكان هذا السبب في نجاح الحملة الدعائية للمستشفى ، ويدفعون اسعار الاعلانات للقنوات التلفزيونية الا ان العديد منها تضع تخفيضات كبيرة على هذه الاعلانات، وان لم تقم المستشفى بهذه الدعاية فلن تستطيع ان تحصل على التبرعات، واوضح ان هناك طبيب مخ واعصاب عالمي زار المستشفى وبعد انهاء الجولة قال له " انا اسف على الصورة السلبية التي كنت اضعها في ذهني عن العرب والمصريين والمسلمين "،  والمستشفى لها مركز ابحاث خاص بها ، واكد ان المسلمين لن يستطيعوا التقدم الا بدعم البحث العلمي من جديد، واشار الى ان الاعلانات ساهمت في زيادة وعي المواطنين لمعالجة السرطان ، والاكثر من ذلك انها جعلت اطباء مصريون موجودون في الدول الاجنبية يرجعون الى مصر من اجل عمل الابحاث في السرطان .

- واضاف ان المتبرع قد يهب للمستشفى وفقا يصرف منه عليها ، اما فلوس الزكاة فانها تذهب مباشرة الى المرضى، ويعملون الان مع السودان من اجل اقامة مستشفى هناك اسمها 99199 ، وهناك طلب من مجموعة من العراقيين لبناء مستشفى مماثلة هناك اسمها نوح، والمستشفى على استعداد لتبادل الخبرات مع كل الدول العربية والاسلامية، واكد ان هناك تقنيات في المستشفى ليست موجودة في دول اخرى ومنهم امريكا ولا يوجد اكثر من 2 اجانب بالمستشفى، وقد لمس تعاطفا شعبيا كبير من المواطنين المصريين والعرب ، وحكى عن قصص مؤثرة للغاية لفقراء جاءوا للتبرع للمستشفى باقل الاموال مشاركة منهم في هذا العمل الانساني.

وتحدث عبر الهاتف أسامة محمد جبارة احد المتعاملين مع المستشفى مشيدا بهذا الصرح العظيم ، وقد زار المستشفى بلا ترتيب من خلال زيارة مفاجئة وسببها ان زوجته مصابة بسرطان الثدي واكد ان مستوى المستشفى من ناحية التجهيزات والخبرات التي تديرها لا تقل عن مثيلاتها في الدول الغربية المتقدمة ، وتحدثت زوجته موضحة انها اصيبت بسرطان الثدي من فترة وتخطت فترة العلاج الكيماوي وهي الان في مرحلة العلاج الهرموني ، وعن زيارتها للمستشفى قالت ان هذا العمل يعد فخرا سواء على مستوى التجهيزات او الاستقبال ، وكأن المستشفى بحق عمل خمس نجوم، ومنذ اصابتها بالسرطان انضمت الى احدى الجمعيات التطوعية لصاحبها الشيخ عبدالعزيز التركي التي تقدم كل ما تقدر عليه من الخدمات للمرضى ويتواصلون مع المرضى الجدد لإعطائهم الدعم المعنوي والنفسي، وعلق الدكتور ابوالنجا موجها التحية للسيدة على ارادتها ومواجهتها للمرض ومساعدتها لغيرها.

كما تحدث الشيخ راشد بن جاسم عبر الهاتف متوجها بالشكر الى القائمين على المستشفى ، واشاد بالاهتمام البالغ بالمرضى وذويهم وجميع النفقات تدفعها المستشفى وأثناء زيارته لمس رضا كامل من المرضى ومن المرافقين لهم ، ولا يقبل العاملون بالمستشفى اي هدايا من ذوي المرضى ، وقد زار مصر اكثر من 10 مرات الا انه لم يجد راحة نفسية اكثر من التي وجدها في هذا المكان داعيا الجميع الى زيارة هذا المكان والتبرع له.

وقال والد الطفل غياث ان ابنه كان يعاني من السرطان في الدم وتم علاجه في المستشفى وكان من اوائل الاطفال الذين التحقوا بالمستشفى وانهى علاجه منذ سنتين وهو سوري عرف المستشفى من الاعلانات وتوجه اليها مع ابنه المريض وتلقى العلاج ولله الحمد ، لذا فان اقل ما يفعله ان يكون سفير للمستشفى بسوريا.

وناشد المحاور الجميع بدعم المستشفى بما يقدرون عليه مستشهدا باية " ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا "

وتم عرض تقرير حول مستشفى سرطان الاطفال 57357 التي تعالج الاطفال بالمجان وتتلقى التبرعات من كل الدول العربية ، وهذا المشروع العظيم يساهم في علاج الاطفال من المرض وتقدر تكاليفه السنوية ب 150 مليون جنيه، وتعتمد على تبرعات اهل الخير من كل الدول العربية ، وتقوم المستشفى بعلاقات تعاون مع المستشفيات والمراكز العربية والعالمية الكبرى لمواكبة كل ما هو جديد ، كما يراعي حق المريض في تلقي خدمة ادمية نظيفة خاصة وفترة علاج المريض قد تدوم الى عدة سنوات، والمعروف ان 60% من وفيات المرض ترجع الى نقص المناعة وما قد يترتب عليها من العدوى بالميكروبات والامراض نتيجة تلوث محيط المريض او العدوى من المرضى لذا كان لابد من تامين المستشفى من انتقال العدوى وهذا يزيد من التكاليف التي تتحملها المستشفى ، وللرغبة في التبرع للمستشفى يمكن مراسلة : البنك الأهلي - مصر - فرع القصر العيني.