تسير بنا الايام ونرى حولنا الكثير من الاصدقاء والاحباء أو أننا نعتبرهم كذلك, ولكن الحقيقة غير ذلك .ففجأة.. وبدون مقدمات , وعند أى أزمة نمر بها كبيرة كانت أو صغيرة؛ يسقط الكثير منهم من حولك بدون أعذار أو يختلق البعض منهم الأعذار ,ولكنها تكون واهية, تشعر انها تطعنك وقِلَتِها كانت أفضل .
فتشعر وقتها بالوحدة. أنك شخص غير مهم لأى أحد .تشعر بالضيق والضجر. تشعر بضيق الكون عليك رغم اتساعه. تشعر بالظلام رغم أن ضوء الشمس يملأ الكون حولك.
ولكن الحياة لا تتوقف ,وستظل سائرًا فيها, ولكن وانت تحمل الكثير من الضيق والهم فى قلبك, وتشعر بكآبةِ ومللِ الحياة يملآ الكون من حولك, ولكن يجب عليك ألا تستمر هكذا طويلاً فسريعا ما تجد يدًا حنونة, تمتد لتأخذ بيدك وتساعدك للوقوف مرة أخرى, أو على الأقل تَربُت على كتفتك وتبتسم فى وجهك ؛فتشعرك بالأنس ..بالأمان, وأنك لست وحيدًا, وأن الحياة مازال لها وجه مشرق جميل. فترى سِعة الكون ,وجمال ضوءِ الشمس بالرغم مما قد تكون تعانيه ..
لكن من أين ظهر ذلك الصديق ؟؟؟ إنه ليس من الأصدقاء الذين تجمعك بهم الحياة بشكل مستمر ليس بينكم لقاءات دائمة أو مكالمات يومية أو.. أو ..أو, ولكن الأهم أنه من الأصدقاء الأوفياء الذين يعرفون معنى الصداقة جيدًا. الذين يعرفون أن الصداقة أخذ وعطاء. حقوق وواجبات. ويرفعون شعار {الصديق وقت الضيق}.
إنه الصديق الذى يجب الحفاظ عليه, بل والتضحية من أجله. فليس كل من حولنا من الناس أصدقاء يستحقون لقب الصديق. ليس كل من يسأل عنك باستمرار و يزورك كثيرًا, ويتقرب ويتودد اليك بشتى الطرق صديقًا ؛فقد يكون تودده وتقربه لك من أجل مصلحة ما.إما أن يبتعد عنك بعد انقضائها أو مع أول مشكلة تقع فيها, و تحتاج الى صديق بجانك فيكون هو أول الفارين منك.
وعلى العكس قد تجد من يقف بجانبك ؛مَن لم تكن تتخيل ابدًا فى أى وقت أنه قد يساندك وقت شدتك .وقتها ستشعر بالألم لتقصيرك فى حق من يستحق حبك واهتمامك .
لذلك فدع حبال الود موصلة بينك وبين كل من حولك. وقف لحظة وقيم أصدقاءك.
و أعلم من يستحق أن تعطيه من مشاعرك, وحبك, واهتمامك, بل ومساحة من قلبك. ولا تندم على من سقطوا من حولك؛ فهذا ليس دليلاً على خللٍ أو نقصٍ فيك.
بل خللٌ ونقصٌ فى نفوسهم هم. انت الرابح بفقدانهم.
ولا تنس حبال الود.. دعها موصولة .
من مجلة يلا بينا
http://www.yallabeena.net/site/default.htm