مسكين من يعتقد أن الجنة يمكن تحقيقها علي الأرض ..اعتقاد غريب من يعتقده يناقض نفسه تماما !
فالجنة ليست علي تلك الأرض.. لأن الحياة علي الأرض صعبة حتي علي أكثر الناس غني ورفاهية ..تخيل مثلا أغني أغنياء العالم .. نعم ذلك الرجل الذي يعيش في القصور .لنقول مثلا _بيل جيتس أو الوليد بن طلال أو حتي أحد رؤساء العالم الأول ..نعم هم أغنياء بالفعل.. ثراء فاحش ..قصور ..رفاهية بلا حدود ..حراس ...خدم ... نفوذ ..سلطة.
تخيل معي لو شخص من هؤلاء أصطدم رأسه بحائل ما او جرح أصبعه جرح بسيط أو حتي ألتوت قدمه عند نزول السلم دون سبب! ما الموقف أذا لا شك أنه سيتألم أو..يصاب بالاحراج ..وماذا لو أصابه مرض خبيث ألزمه الفراش سنوات حتي الموت ... تخيل كم من هؤلاء يرقدون الأن في مستشفيات عالمية منذ سنوات دون أسباب واضحة أو تفاسير طبية صريحة لحالات فقدان الوعي الكلي !
الجنة ليست علي تلك الأرض ..
لأن أعلي معدلات الانتحار في العالم تسجلها اكثر الدول ثراءً ..تخيل انسان لديه كل شيء يقرر الانتحار ببساطة ودون أسباب ..عما يبحث هذا الإنسان ...لا أحد يعرف السر !
الجنة ليست علي تلك الأرض ..بالمفهوم الفطري للجنة ..النعيم الدائم ..الطمأنينة ..الرفاهية بلا حدود ..الراحة التامة ..الحياة السهلة .
فالعجيب حقا أن أكثر الناس رضا واطمئنان هم أكثر الناس قناعة. وأكثر الناس قناعة في عالمنا لا يتعدي مستواهم المعيشي الطبقة المتوسطة !
الجنة ليست علي تلك الأرض ..حقيقة أدراكها من قبل آدم (عليه السلام) حين هبط علي سطح ذلك الكوكب وأصطدم بواقعه الصلب .. أدرك منذ اللحظة الأولي ان للأرض قوانين أخري غير تلك التي عاشها في السماء ..أدرك ذلك بالرغم من أن الأرض وقتها- جنة- أذا ما قورنت بأرض اليوم .. تخيل معي الأرض علي صورتها الأولي قبل ان يفسدها الانسان فيهدم ويزيل ويقطع ويحرق ..مياه صافية ..أمطار نقية .. فواكه ونباتات لا أعتقد أنها تشبه قرائنها اليوم طعمًا أو لونًا او حتي رائحة!
بالرغم من كل ذلك أدرك سيدنا آدم (عليه السلام) أن الأرض مرحلة أخري في حياة البشر وهي مرحلة أبعد ما تكون عن الجنة !
الجنة بالمفهوم المطلق للَّفظ لا يمكن أن تعيشها هنا علي سطح الأرض حتي وإن إخترق الإنسان الفضاء ,وعرف علاج معظم الأمراض وأدَّعي قدرته علي إطالة الأعمار ! ..فالأرض مرحلة في رحلة الأنسان الطويلة فهى اعداد لمرحلة أُخري قادمة.
فالجنة المطلقة ليست لكل البشر واختيار طريقها يبدأ أيضًا من تلك الأرض !
من مجلة يلا بينا
http://www.yallabeena.net/site/default.htm