تزايدت الاساءات الموجهة للاسلام ونبيه وصحابة رسول الله وأهله رضوان الله عليهم ، فما ننتهى من اساءة حتى نفاجأ بما هى أكبر منها من رسوم مسيئة لرسولنا الكريم الى تهديد بحرق المصحف الى سب السيدة عائشة الى التطاول على الذات الالهية فلما كل هذا ولماذا الاسلام مستهدف دائما وهل نحن السبب فى ذلك أم أنها مسألة تتكرر على مدى العصور؟!
يقول الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عمان إن الذين يحرصون على الإساءة إلى الإسلام والنبي ـ عليه أفضل الصلاة والسلام ـ وصحبه والتطاول على كتاب الله، هم بين جاهل، لا يفرق بين الحقيقة والوهم؛ وآخر حاقد على الإسلام .. مشيراً إلى إن التعامل مع الفريق الأول يمكن أن يتوصل معهم إلى شيء من التبصير، بحقيقة الإسلام وجوهره وكشف خباياه وإظهار محاسنه وهذه مهمة يناط بها أهل العلم، والدعاة، والحكومات المسلمة.
أما الفريق الثاني: فهو الحاقد على الإسلام، فهؤلاء علتهم متأصلة وعلاج مشكلتهم أعقد، ذلك أن الحقد يغطي على كل شيء وهو يقلب المحاسن مساوئ، وهو يبدل الحسنات سيئات في نفوس أولئك الحاقدين على الإسلام ما يجعلهم يتعامون عن كل حقيقة ويحرصون على أن يظهروا للإسلام مساوئ لم تكن تنسب إليه من قبل.
ويقول الخليلى أننا ندرك أن ما أصاب هذه الأمة وما وصل شأنه إلى مقدساتها وإلى فكرها وعقيدتها، إنما يرجع إلى ضعف هذه الأمة بسبب هذا الوهن الذي أصابها والتشتت الذي بليت به، فإن الأمة لو كانت على كلمة سواء واتحدت في ظلال هذا الدين الحنيف على نصرة الله تعالى ورسوله ودينه لما كان الأمر كذلك؛ ولما تطاول المتطاولون فالأمة في مرحلة لا تحسد عليها من الوهن والضعف .
((لماذا – وإلى هذه الدرجة البالغة - استطالت ألسنتهم على مقدساتنا وأعراضنا وديننا انتهاء بمقام نبينا بل وسب ربنا تبارك وتعالى؟))
جاء جواب ذلك فى دعاء ابن حزم وكأنه يعيش بيننا
" اللهم إنا نشكوا إليك تشاغل أهل الممالك من أهل ملتنا بدنياهم عن إقامة دينهم و بعمارة قصور يتركوها عما قريب عن عمارة شريعتهم اللازمة لهم في معادهم و دار قرارهم و بجمع اموال ربما كانت سببا الى انقراض اعمارهم و عونا لآعدائهم عليهم و عن حياطة ملتهم التي بها عزوا في عاجلتهم و بها يرجون الفوز في آجلتهم حتى استشرف لذلك أهل القلة و الذمة و انطلقت ألسنة أهل الكفر و الشرك بما لو حقق النظر أرباب الدنيا لأهتموا بذلك ضعف همنا لأنهم مشاركون لنا فيما يلزم الجميع من الامتعاض للملة الزهراء و الحمية للملة الغراء ثم هم متردون بما يؤول اليه إهمال هذا الحال من فساد سياستهم و القدح في رياستهم فللاسباب اسباب و للمداخل الى البلاء ابواب و الله اعلم بالصواب
رسائل ابن حزم ج 3 ص 41 - 42
إذن هناك أربعة اسباب مذكورة فى الفقرة والتي أودت بنا إلى التطاول علينا
1. تشاغل أهل الممالك من أهل ملتنا بدنياهم عن إقامة دينهم
2. و بعمارة قصور يتركوها عما قريب عن عمارة شريعتهم اللازمة لهم في معادهم و دار قرارهم
3. و بجمع اموال ربما كانت سببا الى انقراض اعمارهم و عونا لآعدائهم عليهم
4. وعن حياطة ملتهم التي بها عزوا في عاجلتهم و بها يرجون الفوز في آجلتهم…
اذن نحن مسئولون عما وصل اليه الحال من تطاول هؤلاء بسبب ما نعكسه من سلوكيات لا تمت للإسلام بصلة فالصورة الذهنية المأخوذة عن الملتحى هو الانسان العابس المكفهر وجهه الغير معتنى بمظهره الذى يتزوج أربعة نساء ويمسك بالسلاح وهذا ما وصل اليهم وصورناه نحن فى اعلامنا العربى والاسلامى فالمسئولية الاولى تقع على عاتقنا لنصحح ما رسخناه فى النفوس ونعكس لهم صورة الانسان المسلم تلك الصورة التى تظهر الدين الاسلامى على حقيقته .
مشكلتنا أننا عندما يتطاول علينا هؤلاء نظل نردد بعض الكلمات مثل" وهل يضر السحاب نبح الكلاب، اذا نطق السفيه فلاتجبه فخير من اجابته السكوت"نحن فداؤك يا رسول الله وما إلى ذلك من شعارات ونشجب وندين ونندد ونهدد بالمقاطعة وما ان تمر ايام او اسابيع حتى ننسى وتعود حليمة لعادتها القديمة ويمضى كل الى حال سبيله وكأن شيئا لم يحدث الى ان تثار مشكلة آخرى ويهاجم الاسلام ونبيه فى وضح الصباح حتى نعود الى سابق شعاراتنا ، فهم قد فهمونا وفهموا اننا اصبحنا ضعفاء عجزة لانملك الا شعارات بلهاء نرددها ولكن ماذا بعد
الم يأن الأوان ان نعود الى سابق رشدنا ومجدنا الاسلامى وأن نكون صورة حقيقية تعكس واقع ديننا الحقيقى ونقتدى بالرسول وصحابته ونتخلق باخلاقهم وأين الاعلام العربى والاسلامى أين الكتاب العرب اين المسلمون أين الدعاة الحقيقيون أما آن لنا ان ننصر ديننا ونبينا أم سنظل فى سبات عميق .
كل منا مسئول أمام ربه عما فعل لدينه فماذا فعلت اخى وماذا فعلت أختى لدينك هل تخلقتم بالاخلاق الصحيحة هل تعلمتم العلم الشرعى هل نصرتم دينكم هل بلغتم ولو آية أم اننا مازلنا نلهث وراء شهواتنا ووراء ملذات الحياة
فكل مسلم مسئول عما يحدث الآن فهل ستتحمل يوم العرض على الله أن يسألك ماذا فعلت لتنصر دينك هل ستجد ياترى ستجد إجابة ؟