كلما سمعت حديثا عن التعليم الإلكتروني تساءلت عن الشق الآخر لمفردة التعليم ..وهي "التربية".
هذه الكلمة ما تزال غائبة عن المصطلح الذي عملنا للتعريف به ولفت الأنظار إليه..
والحق أنني كنت أشعر أني أشرق بكلمة "التربية" وأتساءل في خلدي عما يمكن أن نطلق عليه "التربية الإلكترونية ؟
فهل سنستيقظ يوما ما لنكتشف أن مصطلح " التربية الإلكترونية" غاب عن أذهاننا؟
وأنه كان يستحق أن يضاف إلى مصطلح التعليم الإلكتروني؟ أو أن يحل بديلا عنه؟
أو أنه ربما كان أشمل وأعم من مصطلح "التعليم الإلكتروني"..
وإذ ذاك.. أتوقع أننا سنقوم بالبحث عن سبل لتعميق "التربية" في نفوس المتعلمين بالطرق والوسائل الإلكترونية والعمل على تنظيم الملتقيات نحث فيها على تقديم كل عمل الكتروني يمكن أن يكون مضادا لما يسيء إلى قيم التربية في وسائل الاتصال وتقنية المعلومات..
أو أن نعمد حينها إلى تغير الأسماء والمسميات والأوراق واللوحات وكل ما له صلة بما نعكف عليه اليوم وهو "التعليم الإلكتروني"، ونؤكد حينها عزمنا على تجديد خيارنا وتقديم مفهوم جديد للعالم وهو "التربية الإلكترونية" !
إن العملية التربوية كما أفهمها ويفهمها الكثيرون على الدوام ..عملية متكاملة وتمثل"الإطار العام لعملية التعليم والتعلم"..
ولطالما أكد قادة العمل التربوي في بلادنا وكافة الدول الإسلامية على أهمية التربية وتقديمها على مصطلح "التعليم" وأنها أي "التربية" هي الوعاء الذي لابد أن يتناول المتعلم من خلاله كافة العلوم والمعارف وكل ما ينتفع به في شؤون حياته و"محياه"..
إنني لا أريد من وراء هذه الأسئلة والخواطر التقليل من شأن مشاريع وبرامج التعليم الإلكتروني أو المفاضلة بينها وبين مفهوم التربية الإلكترونية، بقدر ما أتطلع وسط.. غمرة انشغالنا بالتعليم الإلكتروني مفهومه ومجالاته ووسائله .. أن لا ننسى مسؤوليتنا تجاه شقيقته الكبرى " التربية"، بأن نسعى إلى تقديم عمل متكامل يتقاطع مع قطاع حيوي وهام بدأ يتداخل اليوم مع كثير من شؤون حياتنا اليومية وهو" قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات"..
وأصبح جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية
لقد بادرت أجهزة دول التعليم المتقدم باستثمار وسائل التقنية والاتصال لصالح عملية التعليم وعقدت معه الشراكات وهو ما نتج عنه برامج لبيئات تعليمية إلكترونية ومدارس افتراضية مثالية تتنافس في مجالات إدارة شؤون الطلاب إلكترونيا ، وعروض محتوى المناهج الدراسية، وأنظمة الشبكات التعليمية الذكية إضافة إلى برامج الإدارة المدرسية الإلكترونية..
كل هذا وأكثر جاء مواكبة لثورة تقنية متسارعة أعلنت منذ منتصف هذا القرن أن وقتها قد لا يتسع لتأسيس برمجيات "فلسفية" من نوع ما ترتبط بمعتقدات الشعوب وعقائدها .. في حين أننا نصر على أن مخرجنا التعليمي سيبقى خاويا ما لم يكن "مخرجا" بالمواصفات التربوية التي نريدها..
وخلاصة القول.. هي أننا ما نزال نتطلع إلى مشاريع وفعاليات على مستوى الدول الإسلامية عامة وعلى مستوى مصر خاصة تراعي الاهتمام بـ"التربية الإلكترونية" جنبا إلى جنب مع الاهتمام بالتعليم الإلكتروني حتى لا نتفاجأ يوما ما بأن ذاك الطالب الذي أرخينا له أكتافنا لكي يقفز إلى عتبة "التعليم الإلكتروني" قد فقد أثناء قفزه كثيرا من القيم التربوية