وبالوالدين إحسانا           

 المحرر : اسماء طاهر العيوطى

 

كان طيب القلب ومحبا لكل من حوله كما كان بشوش الوجه من يتعامل معه يحبه ويوقره كانت مآساته الحقيقية هى المعاملة السيئة له من قبل أولاده  فقد انحازوا الى جانب الأم وكلما دمعت عيونها يزدادوا بعدا عن أبيهم حتى أصبح لديهم كالسجين المعزول فى سجن انفرادىّ .

حاول مرارا وتكرارا أن يستميل أولاده ويستعطف قلوبهم تجاهه ويذكرهم أنه أباهم وأن له حقا عليهم ، ولكن هيهات فقد تناسوا أن الله أمر بالاحسان الى الوالدين ولم يخص الأم وحدها كما أن رسولنا الكريم أوصى بالأب أيضا ولم يقتصر على الأم وحدها ، نعم هو قد شدد على الاحسان الى الام ثلاث مرات ولكنه أيضا ذكر الأب لنعلم أن له فضل علينا .

استطاعت الأم أثناء وقوع أى مشكلة بينها وبين زوجها أن تستميل الأبناء الى جانبها ، ولكنها بدون أن تعلم ارتكبت جرما كبيرا حيث ازدادت الفجوة بين الابناء وبين أبيهم فأصبح بينهم كالغريب ورغم ذلك كان دائما يدعو لهم ويتمنى لهم الخير .

كبر الأبناء وكلما مر عام كلما كانت الفجوة بينهم وبين أبيهم تزداد وبالرغم من محاولات الأم أن تكفّر عما ارتكبته فيما مضى الا أن ذلك لم يجدِ فقد اعوجّ العود منذ الصغر فلن تفلح معه أى محاولة لتقويمه.

مرت الأعوام والحال كما هو وأحس الأب بدنو أجله وأوصى وصيته الا أن الأبناء سخروا منه وقالوا أنت لاتعلم الغيب ولا يدرى أحد متى تراوده المنية ، دعاهم للجلوس معه قبل أن يرحل عنهم ودعا لهم وأوصى أهله بهم وطلب منهم أن يتصدقوا عليه بعد مماته وأن يدعو له بالرحمة ، وفى يوم ملبد بالغيوم رحل فى صمت بعد أن نطق بالشهادة وكما كان مبتسم الثغر طيلة حياته كان كذلك وقت مماته .

شيعت جنازته فى يوم مطير كأن السماء تبكى رحيله وقتها فقط أفاق أبناءه من سباتهم وشعروا أنه كان يتكلم بالحق وعندما رأوا بعض العلامات التى تذكرهم أن أباهم كان من الصالحين بكوّا كما لم يبكوا من قبل أدركوا أن الوقت قد فات وأن من يرحل لايأتى أبدا شعروا بالحزن الشديد فى وقت لايجدى فيه الندم ولا البكاء على اللبن المسكوب وكلما مرت الأيام وهم يتمنون عودته ليحثوا التراب من تحت قدميه ويطلبوا منه العفو والرضا عنهم وكلما مروا بضائقة تذّكروا كيف كانوا ينعمون بالحياة فى ظل وجوده  بينهم وأن الحياة لا قيمة لها بدون رضا الوالدين وبرهما فى حياتهما .

اللهم يا رحمن يارحيم..اللهم يا غفور ياودود..اللهم ياذا العطاء والجود..اللهم ياذا الاسماء الحسنى والصفات العظمى..اللهم يا خير من يكرم..اللهم يا أجود من يعطي..اللهم يا أفضل من يهب..أن ترزقنا بر والدينا وتعيننا على ذلك على أكمل وجه اللهم ارزقنا بر والدينا لترضى عنا ياكريم اللهم ارزقنا رضاهم عنا ولا تجعلنا عاقين لحقوقهما علينا أمييييييييين.


عدد الزيارات : 464

Share

مقالات ذات صلة :
  • مقدمة_الدين المعاملة

  • جدد نيتك

  • رســالة من الحيـاة

  • زهقان مضايق

  • قاوم نفسك

  • مواعيدك تمام ولا…!!!

  • وشاورهم في الأمر

  • الحياء خلق الإسلام

  • التكافل ضرورة شرعية

  • العدل أساس الملك

  • تهادوا ... تحابوا

  • اللى خلقك مش حينساك.....

  • دعوة للحب بس بشرط

  • رحلة حب

  • الرفق أساس الحياة

  • أحسن ظنك ...يطمئن قلبك

  • عقيدة الروح

  • غربة رسالة

  • دعوة للحياة فى ظلال القرآن

  • الحلم سيد الأخلاق

  • الرضا...جنة الدنيا

  • وما صبرك إلا بالله

  • أقـــــوال أعجبتني

  • مراجعات ذاتــــيـــــة

  • متعة العطاء

  • بين ظلمة اليأس ...ونور الأمل

  • المفتاح السحري

  • السفور رذيلة

  • لمن يبغى النجاح

  • اشمعنى أناااا؟؟؟؟

  • معاً على خطى الحبيب

  • ابدأ بنفسك

  • مناجاة القلوب

  • إنها قصة حبي

  • اقرأ ..... نعم أنا بقارئ

  • أيوة طبعاً حسنة و أنا سيدك

  • وأقبل الضيف..

  • متطوعة في التأمين الصحي

  • من الفائز؟

  • شريك حياتي

  • خلاف أم اختلاف

  • تربية الأبناء

  • إنما الأعمال بالنيات

  • ثقافة الاختلاف

  • كن قدوة _ حوار طفل مع أسرته

  • هكذا يجب أن يكون دعاؤنا

  • وفى المنع حكمة

  • المزيد.......
    التعليقات :



    الاسم
    البريد الالكتروني
    العنوان 
    التعليق