ذكرنا في المقال السابق سبع قواعد من تلك التي تساعد كل منا على مواجهة الضغوط والآن نستكملها وننتقل إلى أهم جزء......
لو كنت وصلت الى هذه الخطوة من الخطة العملية لمواجهة الضغوط و أتممت ما سبق فأنت إن شاء الله من المتميزين تعالى لننتقل بك الى درجة التميز و قمة التحكم الكيميائي في جسمك و مشاعرك...
أحترم حزني و لكن بين يدي الله بدون اجترار مؤذى يحول المشكلة إلى هاجس أو وسواس مفزع |
القاعدة الثامنة:
يعتقد الكثير أن الفضفضة أو تفريغ الهم بغير هدف من خلال الكلام مع الآخرين شيء مهم و علاج ناجح جدا هذا مفهوم خاطىء لأن الحقيقة أن الكلام بطريقة الحكى بغير هدف سوى تفريغ الشحنة الضاغطة لا يفرغ الشحنة و لكن في الحقيقة يكون عملية تكرار و تثبيت لليأس و الشكوى و الشعور بالقهر و الخوف و قلة الحيلة على مراكز الذاكرة مما يدعم دوائر الشحن السلبية و يؤدى لإفراز مزيد من المواد الكيميائية التي تهدم الجسم و النفس و تقلل طاقتك النفسية , ماذا نفعل إذا ؟؟ نفرغ الشحنة مع أهل الحكمة و الخبرة بهدف دراسة الموقف بشكل علمي منظم و ترتيب الأحداث بغير جزع و الوصول إلى حلول منطقية و اختبار مصداقيتها و إمكان تنفيذها , و الحقيقة أن ذوى الخبرة بغير عناية الله لا يملكون لك إلا نصيحة ناقصة أما عندما تجعل تفريغ شحنة الهم أولا من خلال الفرار إلى الله و الاستعانة به فإنك تضمن اليسر و التوفيق لأن صاحب الامتحان هو الوحيد الذي يعرف الحل الكامل الممتاز, فتذكر"لا ملجأ من الله إلا إليه"
اذكر نفسي أن الحزن و القلق ليسوا إلا طاقة مهدرة و بمبدأ الربح و الخسارة لا يجب أن استسلم بل يجب أن أقاوم و أظل واقفا على أقدامى بجلد |
القاعدة التاسعة:
كرر لنفسك إضاعة الوقت و الجهد لن تأتى بنتيجة سوى خسارة زمنية و نفسية و جسمانية توقف عن الاستسلام للحزن و تجلد لا تجلس مع نفسك كثيرا لو لم تكن متمكنا من التوقف حاول أن تشغل نفسك بأعمال إيجابية كالصلاة و القرآن و صلة الرحم و قضاء الحوائج و مساعدة الآخرين كل هذه الأعمال ستنتج منها شحنات إيجابية خاصة لو قرنتها بنية طيبة و هي عدم إضاعة الوقت في الشكوى و الصبر على قضاء الله و الرغبة في تهذيب ضعف نفسك لتنجح في امتحان الله , لا تفكر في الناس فقط فكر في نظر الله إليك اعمل ما عليك و اترك الأمر لله
أقول لنفسي كل مشكلة أو محنة عبارة عن امتحان من الله يريدني أن أتعلم منه درس |
القاعدة العاشرة:
ما هو الدرس ؟؟ كرر السؤال ؟؟ ما المطلوب منى تعلمه ؟؟ لماذا امتحن هذا الامتحان تحديدا و ليس أي امتحان آخر ؟؟ لو لم تعرف استعن بأهل الخبرة و الحكمة من المخلصين ليعينوك على الفهم لأن الفهم هو نقطة الانطلاق إلى النجاح
ادرس أهمية التريث في الحلول المتاحة و أروض نفسي على الانتظار إلى أن يأتي الوقت المناسب |
القاعدة الحادية عشر:
تذكر مقولة في العجلة الندامة دائما بعد صلاة الاستخارة و دراسة الأسباب و استشارة أهل الحكمة لا بد من التمهل لوضع التوقعات و الاحتمالات للتنفيذ الفوري أو الانتظار بعض الشيء و هذه الخطوة في العادة تحسمها صلاة الاستخارة فإذا ما تيسرت لك الخطوات "التيسير علامة الإذن" توكل على بركة الله و إذا تعقدت اعلم أن هناك إشارة لك بالتمهل و الانتظار و هذا لا بد أن يكون خير إما في نتائج الأمر الذي أنت مقدم عليه أو ربما لتتعلم الصبر و الصبر سمة كريمة لا يهبها الله إلا لمن يحب ألم يقل عز و جل في كتابه الكريم "إن الله يحب الصابرين" "إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب" "و جعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا" "إن الله مع الصابرين"
و قال النبي صلى الله عليه و سلم (و اعلم أن النصر مع الصبر) و الصبر من أهم علامات النمو النفسي فهو ضبط النفس من الجزع و اللسان من النطق بالهواجس التي تزيد جزعه و ضبط الجوارح أي الأعضاء من التحرك الأهوج كرد فعل للجزع و هو الطريق الأول للصدق و الطمأنينة النفسية التي تنشأ من الثقة بالله و بالنفس
اختار شخصية ايجابية اعرفها جيدا أو قرأت عنها كثيرا و أضعها في موقفي و أتصور الحل الذي يمكن أن تأتى به لو كانت مكاني |
القاعدة الثانية عشر:
حاول أن تتذكر نفسك عندما يلجأ لك أحدهم تكون هادئا منطقيا ملما بكل الأحداث بشكل علمي و تكون غالبا إيجابيا و بناء و متفائل , الآن تحت تأثير المشكلة أنت لست نفس الشخص لأنك داخل المشكلة تفكيرك مشوش بمشاعرك و بهواجسك و مخاوفك بمعنى آخر أنت في خضم المشكلة صعب أن تتمالك نفسك الآن و تكون إيجابي كما ينبغي. إذن اختيار شخص إيجابي سيوفر لك ما أنت مفتقده الآن هدوء, منطقية , تقييم علمي للموقف , رؤية أوضح لما يفعله من كان في مثل موقفك من الأشخاص الإيجابيين , شعور بالتضامن مع من مر مثلك بهذه المشكلة و نجح في إيجاد حل لها هذا الشعور يحفزك و يشجعك على المجاهدة للخروج من أزمتك فجزء ضخم من أزماتنا أحيانا أننا نعتقد أنها مشكلتنا الخاصة و لم تحدث سوى لنا عندما نرى غيرنا قد مر بها و نجح في الانتصار على الأزمة يخف وطء الأزمة و يكون هذا حافز لنا على الصبر و الوصول للحل و الصمود الإيجابي.
أقول لنفسي أنا في معية الله فلا يجب أن اشعر بالهزيمة بل يجب أن ابحث عن الدرس الذي يريدني الله أن أتعلمه و اجتهد في فهمه و تعلمه |
القاعدة الثالثة عشر:
تذكر القاعدة الأولى "إن الله إذا أحب عبد ابتلاه" و الحبيب لا يترك حبيبه بلا عناية و رعاية إذن أنت في رعاية الله أثناء الامتحان , فلا تنشغل بنفسك و ضعفك و شعورك بالهزيمة و الإحباط أو الخوف بل انشغل بالمطلوب منك حقيقة "الدرس" الذي يريدك الله أن تتعلمه و لا تضيع الوقت و الطاقة في الحزن
أراقب نفسي جيدا فلا أعطيها الفرصة لاجترار الحزن و الانهماك فيه حتى لا أجهد بلا فائدة |
القاعدة الرابعة عشر:
النفس كالطفل الصغير تميل إلى اجترار الحزن لتهرب من مواجهة المسئولية فالانهماك في الحزن أسهل من مواجهته بإيجابية و محاولة إيجاد حلول منطقية لذلك لا بد أن تراقبها حتى لا تسترسل في الحزن و الهروب
قبل أن ننتقل فى الرسالة القادمة إلى قائمة الأفكار الممنوعة.....أرجو التدرب جيدا على ترتيب الأفكار الايجابية و تذكر القواعد الأربعة عشر السابقة