1000 مبروك هي الكلمة الأولى التي ستقولها لأي شخص تعلم بخطوبته. فالخطوبة هي بداية   السعادة الزوجية فمنها يتخذ قرار الزواج. و لكن عليك أن تتذكر أن مِرْآة الحب عميا.  و قد يقول   البعض إننا تكلمنا من قبل على الخطوبة في موضوع سابق و هو يا دبلة الخطوبة. و لكننا سوف نعرض في هذا المقال عن نقاط مختلفة و تدريبات علينا أن نبدأ بها قبل الخطبة و أثنائها. كما ذكرت في السابق إن  هذه المقالات ( مش عايز/ة أتجوز، كيف تختار شريك حياتك؟ ، جوزني شكرا،  أول مرة) نتيجة لحضوري كورس مودة الذي يقدمه أ. محمد غريب في أنوار رسالة.

تعريف الخطوبة الشرعي: هو وعد بالزواج لا عقد له فلا يحل حراما كالخلوة و النظر إلى غير مباح و اللمس.

هدف الخطوبة: أن تحدث القناعة شبة كاملة لديك لاستكمال مشروع الزواج.

و قد يتساءل البعض الآن و هل يمكن لخطيبين أن يخرجوا معا في مكان عام و الإجابة نعم أن خروج الخطيبين معا هام جدا لأنه يعطى الفرصة لمعرفة تعامل الشخص مع الآخرين. فمثلا إذا كان اللقاء في مطعم فستعرف طريقتها في الأكل و ستعرفين تعامله مع الجرسون و سائق التاكسي ...الخ. و لكن الخروج يكون في وجود محرم.

التقارب و آداب الخطوبة

1-  من آداب الخطوبة

في الخطوبة ترفع بعض الحواجز بالتدريج، ويتدرب الشاب والفتاة على فنون هذه العلاقة فيكسر الشرع حاجز غض البصر في هذه المرحلة رغم أننا قد أمرنا به في العلاقات العامة فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "انظر إليها فأنه أحرى ..." ويقول الشيخ "سيد سابق" ليس حكم النظر مقصورا على الرجل فقط بل هو ثابت للمرأة أيضا. و يكسر حاجز المشاعر فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "عسى أن يؤدم بينهما"، أي يحدث حب وود... فلا مانع من تبادل كلمة لطيفة أو هدية معبرة طالما تجنبت الخلوة واللمسة الحرام و التصريح بالحب و فحش القول ...

2-  ماذا تبحث في الطرف الآخر؟

§        قدر من الثقافة ( إذا كان الطرفين يهتمون بالثقافة فذلك سيجعل مستقبل أولادهم أفضل)

§        قدر من التعليم (قد يحتاج الطرفين إلى تعلم بعض المهارات مثل الإدارة المالية و إدارة الوقت و حل المشكلات ...)

3-  أساس التواصل بين الطرفين 

·        الفهم: التعرف على الفروق في الشخصية و فهم الفرق بين الرجل و المرأة.

فكل من احتياجاته الخاصة و لذلك على كل شخص يعرف احتياجات شريك حياته. فمثلا قد يعتاد هو على سماع حكاية قبل النوم. و قد تحتاج هي إلى من يطبطب عليها. كما أيضا علينا أن نقدر مشاعر الطرف الآخر. فقد يكون هناك أوقات مميزة بالنسبة له. و يمكن تقديم الهدايا في بعض المناسبات. و علينا أيضا معرفة أفكار و أراء الطرف الآخر في الموضوعات و المواقف المختلفة مثل عمل المرأة و السفر و ارتفاع الأسعار و قضية غزة... إلى آخره من القضايا و الموضوعات التي يمكن مناقشتها. فهذا سيجعلك تتعرف أكثر على شريك حياتك. و من الضروري أن تكون صريح مع الطرف الآخر في كل ما يخصك أنت فقط و ليس لك أن تتكلم على من حولك سواء أهلك أو أقاربك.

و لكن كل ما سردناه لا يمنع من حدوث بعض المشكلات أثناء الخطوبة. و لكن علينا أن نعرف كيف نتوصل لحل المشكلة. و أي مشكلة تحتاج إلى فتح حوار و معرفة سبب الخلاف و سؤال الطرف الآخر كيف تحب أن نتعامل في ذلك الموقف. فنفترض مثلا أن هناك مشكلة بين الخاطب و مخطوبته. فكل طرف ينتظر أن يقوم الطرف الآخر بالتحدث أولا و الاعتذار ليثبت انه على حق. و لكن هذا تصرف غير جيد و من الأوفق أن يقوم إحدى الطرفين بالتحدث و اقتراح أن يكون هناك حوار لحل تلك المشكلة. و الحوار هو شيء هام جدا و سوف يساعد الطرفين في تجنب الكثير من المشاكل التي قد تحدث لهما أثناء الخطوبة و الزواج.

·        الآداب: الاحترام المتبادل بين الطرفين ينتج عن التعامل بالأدب...

فمثلا علينا استغلال الأوقات فهناك أوقت للمرح و أوقات أخرى عصيبة يحتاج فيها الشخص لمن يسانده. كما أن استخدام الكلمات المعبرة عن الاعتذار و الشكر و الود مثل من فضلك و لو سمحت و شكرا تساعد على احترام الطرفين لبعضهما. أما تبادل الهدايا و المفاجآت فهي تحدث نوعا آخر من الترابط ... و ذلك لا يقتصر فقط على التعامل مع شريك حياتك و لكنه سلوك يمكن اكتسابه و إذا تعودت عليها من الآن مع جميع المحيطين بك فسوف تستخدمها مع شريك حياتك أيضا. و لتكن نيتك في ذلك أن نتخلق بخلق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.

قال تعالى: ( وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، و خياركم خياركم لنسائهم" رواه أبو هريرة.

ماذا بعد الخطبة ؟

§        العقل: تأكد من المجموعة الأولى و الصفات الأساسية و تقييم شامل للصفات الأخرى. 

§        القلب:  سكن و ارتياح.

§        من الأفضل أن تكون الفترة ما بين عقد القران و الزفاف من شهر إلى شهرين ليقترب الطرفين من بعضهما البعض.

§        يجب أن يكون الطرفين متفائلين و ايجابيين.

و علينا أن نسأل أنفسنا ما هو هدفنا نحن الاثنين في هذه الدنيا ؟  " نحن معا في الجنة"