هل سألت نفسك قبل ذلك كيف علينا أن نتعامل مع القرآن؟ ... انه سؤال يلح على ما بين الحين و الآخر.
و أتساءل هل علينا فقط قراءة القرآن أم علينا أيضا حفظه أم تدبره أم ماذا؟ ... و هنا جاء إلى خاطري سؤال آخر لماذا أنزل الله القرآن ؟ ... و كانت الإجابة في القرآن نفسه عندما وقفت عند تلك الآية :
قال تبارك وتعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} (29) سورة ص
و تذكرت قول السيدة عائشة في النبيِّ صلى الله عليه وسلم: "كان خلُقُه القرآن"
و لم أجد كلمات أعبر بها عن ما جاء بخاطري إلا ما ذكره للشيخ محمد الغزالي في كتابه كيف نتعامل مع القرآن الذي كان عبارة عن مدارسة أجراها الأستاذ عمر عبيد حسنة. و لذلك سوف اعرض بعض الأفكار التي عرضها الشيخ في كتابه لعلنا نعى جيدا كيف نتعامل مع القرآن؟ و ما دور القرآن الكريم في حياتنا ؟
حال المسلمين مع القرآن الكريم تستدعى الدراسة المتعمقة ٬ ذلك أن المسلمين بعد القرون الأولى ٬ انصرف اهتمامهم بكتابهم إلى ناحية التلاوة ٬ وضبط مخارج الحروف ٬ وإتقان الفنن والممدود ٬ وما إلى ذلك مما يتصل بلفظ القرآن والحفاظ على تواتره كما جاءنا ٬ أداء وأحكاما أقصد أحكام التلاوة لكنهم بالنسبة لتعاملهم مع كتابهم ٬ صنعوا شيئا ربما لم تصنعه الأمم الأخرى.
فإن كلمة "قرأت"٬ عندما يسمعها الإنسان العادي أو يقولها ٬ تعنى: أن رسالة جاءته أو كتابا وقع بين يديه فنظر فيه ٬ وفهم المقصود منه. فمن حيث الدلالة لا أجد فكاكا بين الفهم والقراءة أو بين السماع والوعي. أما الأمة الإسلامية ٬ فلا أدرى بأية طريقة فصلت بين التلاوة وبين التدبر ٬ فأصبح المسلم اليوم يقرأ القرآن لمجرد البركة ٬ كما يقولون عدد الزيارات : 582
مقالات ذات صلة :
المزيد.......
التعليقات :