رغم سخونة الأوضاع في عالمنا العربي ورغم تسارع الأحداث في جناحه المغربي بحيث يغدو من الصعوبة بمكان على المرء ان يواكب هذه الأحداث ويعايشها أويحاول قدر الإمكان استيعابها ... بل إنه يصعب على المرء أحيانا أن يجد ذلك التوازن الفكري والعقلي جراء هذه الأحداث وتلك المشاهد التي تعصف بكياننا العربي... ومن الصعب أيضا على كل صاحب قلم حر وأبي أن يلجم قلمه بالحياد السلبي ويتمترس في خندق الخائفين المذعورين ويضن على نفسه وأمته بكلمات تخرج من الحويصلات الهوائيه في رئتيه التي ما تعودت أن تشم هواء الحرية بل إرتضت لنفسها أن تشم الهواء الذي تسمح بها قوى الظلام والإستبداد والقهر المتواصل ..رغم تلك المشاهد والأحداث إلا أنني وجدت نفسي متسمرا أمام مشهد لم تسعفني لغة الاضاد في وصفه ...هو مشهد يزلزل كيانك وينتزع قلبك من بين جنبيك على ما فيه من الصدق والطهر والبراءة والفهم الصادق ... هو مشهد ينسف كل النظريات السياسية التي تتبناها نخبنا العربية منذ عقود وحاولت كل جهدها على أن تقنعنا بها وبصدقها ... هو مشهد يكشف عن آخر ورقة من أوراق التوت والتين وحتى العنب عن سوءات الكثيرين منا في عالمنا العربي الذين تاجروا بقضيتنا وسرحوا فينا شرقا وغربا وأوهمونا بكوابيسهم وتراهاتهم ونظرياتهم على أنها واقع وحقائق للتاريخ والجغرافيا لا بد من الإيمان بها والرضوخ لجبروتها وإلا الويل كل الويل لمن يخالفها... هو مشهد تحار فيه العقول والقلوب
هو طفل من تلك الأرض المباركة التي استعصت على أن تكون قاحلة ... وأبت أن تكون عقيما كما أراد لها أعداؤها وهم كثر ... هو طفل خرج من رحم المحن وذاق ويلات القهر والحرمان .. ذاق مرارة الإنتظار على المعابر... ذاق مرارة الجوع حتى إلتصق بطنه بعموده الفقري ... هو طفل ليس ككل الأطفال في هذا العالم المتخم بالملذات والشهوات على حساب أحلام الأطفال والفقراء والمحرومين والمعذبين والمستضعفين... هو طفل يشع وجهه نورا وصدقا ... هو استاذ في كل المواضيع ... بقامته القصيرة تقزمت أمامه وفي حضرته قامات كبيرة ... هو طفل شامخ بأحلامه وهمته كالجبال الراسيات ...تتوارى أمامه وتتبدد كل أحلام الكثيرين من شباب هذه الأيام ... طفل لهة همة النسور وكرامة الأسود يطير بجناحي نسر وليس بجناحي بعوضة ...قلبه صغير ولكن كل نبضة من نبضاته كفيلة بأن تحرك صخرة صماء تعترض طريقه وتحول دون تحقيق أحلامه ... كل نبضة من نبضاته كفيلة بأن تستنهض أمة خاملة خائبة ... كل نبضة من نبضات قلبه الصغير كفيلة بأن تحرك فينا عواصف التغيير وتستنهض قلوب الكبار التي أدمنت الذعر والخوف حتى أصابها كوليسترول الجبن والخنوع ...هو طفل صغير براءة الطفولة في عينيه ولكنه سيد من سادات هذه الأمة الحقيقيين الذين لم تزيفهم الأهواء ومفاسد الحياة ولم تتطلخ براءتهم بالكذب والرياء والنفاق...
إسمح لي أيها الطفل أحمد عوض الزايد يا سفير أطفال فلسطين أن اخاطبك يا سيدي لأنك تستحق هذا اللقب عن جدارة ... لأنك يا سعادة السفير أخرست كل ألستنا المتفذلكة والمتفلسفة والمتنطعة والعابثة والتي لا يخرج منها إلا الرمم أخرستنا يا سعادة السفير وأنت تتحدث الفصحى رغم سنك الصغيرة وهناك الملايين من حملة الشهادات العليا في وطننا الكبير يجهده العرق ويتشلبك برجليه وتأكل القطة لسانه وهو يتحدث العربية لغة القرآن حتى تصاب بالغثيان من هول ما تسمع من لحن القول وهم قد تبوأوا مناصب رفيعة في أوطانهم ... أخرستنا يا سيدي وأنت تكشف عن أحلامك وأنت تحمل هموم وطنك وأصدقائك من أطفال فلسطين ... فمع حديثك سقطت كل أقنعتنا وكل أحلاممنا التافهة ... تلك الأحلام التي أبت أن تعلو عن أديم الأرض وأبت إلا أن تكون في الحضيض ....أعذرني يا سعادة السفير أنني سمحت لنفسي ان أكتب عنك ... فأنت لست بحاجة إلى من يكتب عنك ... فصوتك هو الأقوى وكلماتك هي الأنقى ولغتك هي الفصحى وبراءتك هي الأتقى وقلبك هو الأصفى وسريرتك هي الأعف والأغنى ونحن يا سيدي ملوثون ومذعورون وخائفون وفي الحياة هائمون .وفي غينا وعبثنا ورزالتنا سادرون..
أمامك يا سيدي لينسحب الباقون ... وليختبأ المتحذلقون والمتفلسفون .. بل لن أبالغ إن طالبت المفكرين والسياسيين والأدباء والعلماء أن يلم كل واحد منهم افكاره وأوراقه وليعفي نفسه من عناء البحث والتمحيص والفلسفة الزائدة فها هو سعادة سفير أطفال فلسطين قد قال كل ما عنده بعبارات صادقة ومقنعة ومعبرة ووفر عليكم عناء البحث والتمحيص ... لململوا أوراقكم وانسحبوا فليس لكم ولا لواحد منكم أن يتفهوة بكلمة أمام هذا العملاق الذي ببراءته وعفويته داس على كل هذه القامات التي تتباهى بأنها طويلة ... حتى تقزمت أمامه ... ووجدت نفسها عارية تماما كالأشجار في فصل الخريف.
أحمد عوض الزايد سفير أطفال فلسطين القادم من تحت الحصار وعانى ما عانى من ذل المعابر جاء وفي ذهنه وعقله رسالة من وطنه للعالم كله يقولها بصراحة لا لبس فيها ولا غموض ولا دبلومايسة كاذبة مزيفة ،،، أيها العالم عليك أن تستحي على نفسك .. أيها العالم نريدكم فقط أن تستحوا على دمكم وتتركوننا نعيش في سلام وحرية مثل باقي شعوب وأطفال العالم ...ويقول للكبار من وطنه وشعبه وللكبار في الوطن العربي أما آن الأوان أن تستحوا انتم ايضا على أنفسكم وتريحونا من هذا العذاب الذي سجنتمونا فيه كل هذه السنين ... ألا يكفيكم عذابات شعبي طوال هذه السنين ..., كفاية إستحوا على دمكم إن كان بقي فيكم دم. ألا تخجلون من أنفسكم وأنت تشاهدونني على قناة الجزيرة وأنت اتحدث بلغة الكبار مع أن المنطق يقول أنني من المفترض أن تكون إهتماماتي هي أفلام الكرتون والألعاب ... ولكنكم يا كبا القوم وعليت تقاعستم وتخاذلتم وتآمرتم وأغتبتم وارتبتم وغرتكم الأماني ... فكان لا بد لي من أملا هذا الفراغ الذي أوجدتموه ... وأمتي يا كبار القوم لا تجتمع على ضلال...
كان سعادة سفير أطفال فلسطين يضرب أروع الأمثلة ويعلم طوابير السفراء كيف تكون أمانة الرسالة وهو في لقاء على هامش الأخبار في قناة الجزيرة مع المذيعين البارزين لينا زهر الدين وعبد الصمد ناصر ينقل من خلال هذا اللقاء القصير هموم شعبه وأحلامه إلى العالم أجمع لعل هذه الرسالة تلامس العقول والقلوب العادلة فتنهض لتعيد العدالة إلى قضية شعبه.... هو سفير فوق العادة لا يضاهيه سفير آخر في العالم كله .... سفير بحق وحقيق يعلم تماما مهمته وملم بقضيته ويختصر كل المعاناة بكلمات موجزة وعبارات صادقة تنبع من وجدانه الصغير الطاهر يحدث المذيعين حديثا وقد عقدت ألسنتهما الدهشة والإنبهار على ما يسمعانه من هذا السفير الذي مثل بلده بكل صدق وأمانة وبدون فلسفة اصحاب الكروش المنتفخة واصحاب البدلات الباريسية والربطات الأنيقة والسيارات الفارهة التي اشتروها مما سرقوه من لقمة المساكين المحاصرين والمقهورين من أبناء شعبهم. يا سيدي أحمد قاتل الله أولئك الذين أفسدوا علينا حياتنا وخربوا عقولنا وزرعوا فينا الوهم والعجز والخور ... ولكن لحكمة يعلمها رب الأرض والسماء ساقتك الأقدار الربانية والعناية الإلهية إلى هذا المنبر لتسمع صوتك الحر الأبي إلى العالم كله وليكون صوتك الصغير وقلبك الكبير نورا يسطع في أعماقنا من الداخل، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.
لن أوفيك حقك يا سعادة السفير ... بل إن الكلمات تهرب مني وتتحشرج في حلقي خجلا وحياء منك يا استاذنا الكبير .... إطلالتك البهية على قناة الجزيرة .. أزالت الكثير من الغشاوات عن أعيننا وأزالت الكثير من الأقنعة المزيفة التي إختبئنا ورائها طويلا خوفا وذعرا من المجهول.. ولا أملك يا سيدي إلى أن أجأر بالدعاء وأتضرع إلى جبار الأرض والسماء بأن يبارك فيك ويحميك ويوفقك في تبليغ الأمانة وأن يجعل النجاح والفلاح رفيق دربك ... بورك فيك وفي والديك وأهل بيتك الذي خرجت منه ...وجعلك الله قرة عين لهما يا ابن هذه الأرض المباركة .... وهي الأرض القريبة من كلام الله .... وهي الضعيفة مثل أجنحة القطا .... وهي العظيمة بك وبأمثالك ... وهذه إنحناءة تقدير واحترام وقبلة أطبعها على راسك يا سيدي...
ملاحظة: حتى تكتمل الصورة، أنقل إليكم الرابط لمن يود مشاهدة سعادة سفير أطفال فلسطين على قناة الجزيرة.. وأنتم تحكمون
http://www.youtube.com/watch?v=SouguytCnhM&feature=youtube_gdata_player