وشاورهم في الأمر           

 المحرر : اسماء طاهر العيوطى

أحبائي في الله كلنا يعلم أن الصوت الواحد تتعدد أخطاؤه والشورى هو منهج إسلامي اتبعه الرسول صلى الله عليه وسلم في أموره مع الصحابة بالرغم من أنه في غنى عن ذلك ولكن كان الهدف من ذلك إلى ترسيخ مبدأ الشورى كي يتبعه المسلمون في حياتهم وقد يعتقد الكثيرون أن الشورى مبدأ يقوم عليه نظام الحكم ، لكنها في الحقيقة  نظرية عامة شاملة تقوم عليها حرية الأفراد ، وحقوق الشعوب ، وتضامن المجتمع .

وليست الشورى خاصة بالشئون السياسية وحدها  ولكن تتضمن شتى مناحي الحياة

فالشورى في الإسلام مبدأ إنساني أولا ، واجتماعي وأخلاقي ثانيا ، ثم هي قاعدة دستورية لنظام الحكم ، ولذلك فإن نطاق تطبيقها واسع شامل  ويمكننا أن نصف شريعتنا بأنها شريعة الشورى .

ومن يتأمل يجد أن الإسلام اتسع لكل نواحي الحياة قبل أن يأتي إلينا الغرب وينسب أسس الحضارة لنفسه والتي هي في الأصل موجودة في ديننا الكريم و يشهد الواقع المعاصر أن أكثر الدول تباهيا بديمقراطيتها هي أكثر الدول عدوانا وفسادا في الأرض ، ويتم ذلك بقرارات ديمقراطية جدا ، وبعد تشاور حر يرضى أهواءهم ومصالحهم دون التزام بمبدأ إلهي أو أخلاقي أو إنساني .

إن إقرار مبدأ الشورى في القرآن الكريم كان إيذانا بعهد جديد تقيمه الشورى على أساس حق الشعوب في تقرير مصيرها ، ولذلك فالإسلام يوجب الشورى في جميع جوانب حياة المجتمع.

ومن جهة أخرى فإن الشورى ليست هدفا لذاتها ، وإنما هي مشروعة في الإسلام كوسيلة لتحقيق العدل ، وتنفيذ مقاصد الشريعة . وقد تميزت شريعتنا بأنها تربط الشورى بالعقيدة والشريعة {الذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم} .

ولأن الشورى عنصر ومبدأ مهم فنرى أنه يوجد بالقرآن الكريم سورة الشورى وقد سميت بذلك ؛ لأنها السورة الوحيدة التي قررت الشورى عنصراً من عناصر الشخصية الإيمانية الحقة وجدير بالذكر أن الاتفاق على تسمية هذه السورة بسورة الشورى يحوى أهمية الشورى كأساس من أسس التعايش بين المؤمنين في المجتمع المسلم على جميع المستويات. وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم " فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر".

ولذلك وجب علينا كأفراد أن نعود إلى تعاليم الإسلام وأن نتبع منهجه ونسير على خطى الحبيب صلى الله عليه وسلم وكما نسمع " لا خاب من استشار"  كما يجب على المجتمع ككل أن يتبع هذا المنهج الإسلامي لكي ننقذ أنفسنا مما صرنا إليه من الوقوع في الخطأ .... فيا شباب الأمة ماذا لو استمعنا إلى رأى كل ذو خبرة ونرد الأمور إلى من هم أكبر منا تجارباً وعقلاً وكما يقول المولى عز وجل "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون".

وكثيرا ما نرى أن الإنسان إذا ما اتبع هواه ولم يعمل إلا برأيه يهلك أو يخطئ ، لذا يجب أن نتشاور حتى نصبح يداً واحدة نواجه كل خطر يمكن أن يهدد اختياراتنا حتى لا نقع في خيار هوى النفس.

 


عدد الزيارات : 422

Share

مقالات ذات صلة :
  • مقدمة_الدين المعاملة

  • جدد نيتك

  • رســالة من الحيـاة

  • زهقان مضايق

  • قاوم نفسك

  • مواعيدك تمام ولا…!!!

  • الحياء خلق الإسلام

  • التكافل ضرورة شرعية

  • العدل أساس الملك

  • تهادوا ... تحابوا

  • اللى خلقك مش حينساك.....

  • دعوة للحب بس بشرط

  • رحلة حب

  • الرفق أساس الحياة

  • أحسن ظنك ...يطمئن قلبك

  • عقيدة الروح

  • غربة رسالة

  • دعوة للحياة فى ظلال القرآن

  • الحلم سيد الأخلاق

  • الرضا...جنة الدنيا

  • وما صبرك إلا بالله

  • أقـــــوال أعجبتني

  • مراجعات ذاتــــيـــــة

  • متعة العطاء

  • بين ظلمة اليأس ...ونور الأمل

  • المفتاح السحري

  • السفور رذيلة

  • لمن يبغى النجاح

  • اشمعنى أناااا؟؟؟؟

  • معاً على خطى الحبيب

  • ابدأ بنفسك

  • مناجاة القلوب

  • إنها قصة حبي

  • اقرأ ..... نعم أنا بقارئ

  • أيوة طبعاً حسنة و أنا سيدك

  • وأقبل الضيف..

  • متطوعة في التأمين الصحي

  • من الفائز؟

  • وبالوالدين إحسانا

  • شريك حياتي

  • خلاف أم اختلاف

  • تربية الأبناء

  • إنما الأعمال بالنيات

  • ثقافة الاختلاف

  • كن قدوة _ حوار طفل مع أسرته

  • هكذا يجب أن يكون دعاؤنا

  • وفى المنع حكمة

  • المزيد.......
    التعليقات :



    الاسم
    البريد الالكتروني
    العنوان 
    التعليق