اليوم: الاحد – الموافق 13/2/2011
كان اول يوم لى بعد تنحى الريس للنزول الى العمل. استيقظت مبكرا بدون قبل سماع صوت المنبة, كنت اشعر بحماس و نشاط لا مثيل لهم, اعتقد انى لم استطع النوم اصلا حتى اذهب الى العمل و ارى مصر, مصر ما بعد الحرية.
ارتديت ملابسى بسرعة و خرجت الى الشارع. نفس الشارع و لكن فى شىء مختلف لا اعلم ما هو ربما هو الشعور داخلى اسرعت الخطى نحو الميدان الذى استقل منة الاتوبيس للتوجهة الى العمل.
ما ان وضعت قدمى فى الميدان حتى شعرت بشىء مختلف تماما ما هو؟ لا ادرى؟
صباح الخير يا عمو هو الاتوبيس جة؟ (سالت عم احمد و هو رجل كبير على المعاش يجلش يوميا على محطة الاتوبيس ساعتين , جميل قوى الصحيان بدرى ولا اية؟)
عم احمد: و الله يا بنتى مافيش اتوبيسات النهاردة
لية يا عمو خير هم لغوها؟ قلتها بدهشة حقيقية
عم احمد: لا يابنتى عاملية اضراب
شكرا ياعمو اكيد هلاقى مواصلة
نظرت هذة المرة الى الميدان لافجاء لاول مرة ما الشىء الغريب فى الميدان, بالفعل لا يوجد اتوبيس واحد فى الميدان ولا حتى مارا به.
كيف ساذهب الى العمل اذن؟ اذا رجعت الى المنزل و اخذت سيارتى ( التى تكاد ترى بالعين المجردة و سط هذا الكم الهائل من السيارات و الميكروباصات) فالطبع لن تسلم ابدا من الجروح و الصدامات. ماذا افعل؟ ماذا افعل؟ ماذا افعل؟ اخذ السؤال يدور فى ذهنى
محكمة, محكمة, محكمة
قطع صوت منادى الميكروباص صوت افكارى فقمت بايقافة بسرعة
الحمد لله,, ههههههههههههه قال مافيش مواصلات قاله هههههههه قال مش هنروح الشغل قال
اخذت اردد العبارة فى سرى و فى نبرة صوتى سخرية و انتصار
ما هى الا دقائق معدودة حتى وصلنا الى ميدان المحكمة (لتبدء المأساة الحقيقية)
الحمد لله هانت قربت اوصل, اخذت اردد هذة العبارة لاطمئن نفسى ان نصف المشوار قد هان و انها اصبحت مسافة قليلة لاصل الى مقر عملى.
مرت نصف ساعة ولا اثر الى اى اتوبيس او حتى مواصلة تقربنى اكثر الى مقر عملى
(هانت)
مرت الان ساعة (هانتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت)
مرت ساعة و نصف و انا مازلت فى مكانى لا اجد اى مكان اذهب الية.
مع مرور الوقت بدئت اشعر بشعور غريب من الغضب و كلما زاد الوقت شعور الغضب و التمسك بموقفى فى الذهاب الى العمل يزداد. و كان موقفى فى ركوب تاكسى مرفوض تماما. فانا قادرة على ذلك لكن غيرى من الموظفين هل سيركبون كل يوم تاكسى للذهاب الى العمل ام سيفضلون البقاء فى المنزل و حجتهم قوية بالفعل.
مر ساعتين و لم اجد اى شىء يقلنى الى مقر عملى. و كان مبدء الرجوع الى المنزل مرفوض تماما
همشيها مهما كان مش هرجع للمنزل هذهب للعمل و لو مشى
كان بركان من الغضب يشتعل بداخلى.
هل هذا ما سنفعلة بعد الثورة؟
اعتصامات و اضرابات فى قطاعات كثيرة من البلد تطالب بالتغير و ذيادة المرتبات.
و لكن هل الجسد المريض يتحمل الارهاق؟ ام نعطية فرصة للتعافى ؟
لم اعرف كم المسافة التى مشيتها, الا اننى اوقفت اول تاكسى مر بجانبى و ذهبت الى مقر عملى الذى بالطبع لم يحضر نصف موظفية.
جلست مكانى و قد انسحبت طاقة الادرنالين التى تدفقت الى عروقى فى الصباح بعد المجهود الذى بذلتة فى محاولة الذهاب الى مقر عملى.