ماذا يعني اعتراف عدد من الدول في أمريكا اللاتينية بالدولة الفلسطينية انه مكسب بالنسبة
للبعض ويتصورون أنفسهم حققوا انتصارا سياسيا على الصهاينة؟! ولكن الحقائق على
الأرض كما هي أرض فلسطين كلها واقعة تحت الاحتلال المباشر للعدو الصهيوني ماعدا
غزة فهي محاصرة من كل الجهات عربيا وصهيونيا؛ حيث أن الاحتلال ومن يساعده ومن
يفاوضه ويقرون بشرعيته على حساب الحق العربي من حيث لا يشعرون يساعدون الكيان
الصهيوني على إطالة أمد احتلاله لفلسطين وتعذيب شعبها بكل أنواع التنكيل والقتل
والاعتقال والتهجير والتجريف واحتلال للأرض... معاناة كبيرة وغير مسبوقة في التاريخ
البشري للناس ومع ذلك يتجه العديد من السياسيين إلى تضخيم اعتراف دولة هنا أو قولة
لمسئول صغير في دولة غير ذات تأثير على مجريات الأحداث وكأن النصر قد تحقق بهذا المكسب السياسي .
أبدا إن تلك ليست مكاسب على الإطلاق ولكن نقول لأصدقائنا الذين انتصروا لقضيتنا شكرا لكم على تعاطفكم ولكن نسألكم هل اعترفتم بكامل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني على كامل أرضه المغتصبة؟ هل ذكرتم أن الاحتلال الصهيوني برمته دولة وأفكارا ونظريات باطلة يجب أن تزول في ظل حقوق الإنسان والديمقراطية والعدالة والسلام والأمن الذي ننشده للعالم؟ هل تقرون وتعترفون بأننا ننتمي لأمة عربية تمتد أراضيها من المحيط إلى الخليج العربي؟ إذا فلا بد أن تكون كل هذه الأرض متحررة من الغزو الأجنبي سواء كان من اسبانيا التي تحتل مدينتي سبتة ومليلة أو أثيوبيا التي تحتل منطقة الأوجادين من أراضي الصومال أو العصابات الصهيونية التي تحتل فلسطين وجزء من سوريا و لبنان وتساهم هذه العصابات مع الولايات المتحدة الأمريكية و ايران في احتلال العراق و تدميره أرضا وشعبا وتنفرد ايران باحتلال الأحواز والجزر الاماراتية الثلاثة و لاتقبل حتى مبدأ التفاوض حول هذه الملفات كما أن تركيا تحتل منطقة لواء الاسكندرون من أراضي سوريا بحيث تشكل هذه المجموعة من الاحتلالات عبئا كبيرا على الأمة أمام تحرير كل الوطن، مضافا إليه الإقليمية التي تعني استئثار سلطة ما بجزء من الشعب العربي وبجزء من الوطن العربي وممارسة السيادة عليهما دون بقية الأجزاء من الأمة شعبا وأرضا بحيث تكون الإقليمية عائقا يحول دون تحرير الأجزاء المحتلة من الأجنبي إضافة إلى الاستبداد القائم في الوطن العربي فلنقل الحقيقة عارية وأنه في ظل الإقليمية والتشرذم الذي عليه الأمة لن تتحرر الأجزاء المحتلة بل يصار إلى مزيد من التفكيك كما هو حاصل في العراق واليمن والسودان وفلسطين ولبنان وربما مصر والسعودية في الوقت الذي تتجه فيه أمم مختلفة اللغات والتاريخ إلى الاتحاد كالدول الأوروبية التي لا تستطيع مع قوتها الاقتصادية أن تجابه منفردة القطب الأوحد في العالم فكيف يكون وضعنا نحن في هذا العالم .
لذا فان قضية فلسطين يمكن إنهاؤها بأسرع ما يمكن من وقت بتفعيل المقاومة ومساندتها ماديا ومعنويا وإعلاميا وفرض الحصار والمقاطعة للعدو الصهيوني ومقاطعة كل من يسانده و يتعامل معه فليس هناك حياد في هذه المسألة إنها قضية جوهرية بالنسبة إلينا المفروض أن تبنى علاقاتنا ومصالحنا مع الدول الأخرى بناء على موقفها من هذه القضية وبذلك فقط نكون قد خطونا خطوات حقيقية في سبيل تحرير فلسطين كل فلسطين دون الاعتراف بالعدو الصهيوني وعدم تمكينه من الأمن الذي يريد تحقيقه فان ضرب هذا الأمن للكيان واستهداف قطعان مستوطنيه وجنوده يجعل الصهاينة يفكرون في العودة الى بلدانهم الأصلية.