يقوم الناس في تونس فينفضون النوم عنهم والوهن"حب الدنيا وكراهية الموت" ويثورون على الظلم ويثبتون حتى يرحل الطاغية ويطالبون بالإصلاح في كل نواحي الحياة .
فيتبعهم الشعب المصري وينفض عنه النوم والوهن ويثور على الطاغية حتى يرحل ويصمدون ويستمرون في المطالبة بحقوقهم ثم يتبعهم الشعب الليبي والبحريني واليمني و....
فهل هي فتنة أم صحوة؟
ولماذا لم يثر الناس في أمريكا وكندا وروسيا والصين وغيرهم ضد حكوماتهم؟ هل لأنهم معصومون من الفتنة التي عمت الشعوب العربية فقط؟أم لأنها صحوة للمارد العربي النائم عقودا طويلة واعتاد الظلم والذل والسلبية؟
إنني لا أراها إلا صحوة
صحوة للمارد العربي الهائل النائم بل المنوم والمغيب طيلة هذه العقود وآن له الآن أن يستيقظ ويثأر لنفسه من جلاديه
قال تعالى"والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون"قال ابن كثير فيها:أي فيهم قوة الانتصار ممن ظلمهم واعتدى عليهم ليسوا بالعاجزين ولا الأذلين بل يقدرون على الآنتقام ممن بغى عليهم وإن كانوا مع هذ ا إذا قدروا عفوا.
وبعد ذلك لابد من قلب الصفحة :
فلتقلب الشرطة الصفحة ولتتعامل مع الناس كسابق عهدها "الشرطة في خدمة الشعب"وكما قيل :خادم القوم سيدهم.
ولنقلب نحن الصفحة:صفحة السلبية واللامبالاة وسفول الهمة والرضا عن المنكر والمشي جانب الحيط بل داخل الحيط واساءة الظن بالناس.
ولنفتح صفحة جديدة: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فمن لم يستطع فبلسانه فمن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان.
كنا اعتدنا المنكر وتركنا التغيير حتى فيما نقدر عليه سلبية منا ويأسا ، لكن كان فريق قائم على الحق ولا يزال لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي وعد الله فلنكن معهم حتى ينصرنا الله ويثبت أقدامنا على الحق وحتى لا نضل الطريق - والله ولي ذلك والقادر عليه – وسط ذلك الزحام ولا بد من دليل وهاد يهدينا سواء السبيل ويرشدنا في الفتن لنكون على بصيرة من أمرنا ألا وهو العلم والعمل فلا بد من طلب العلم النافع والعمل به لنعصم من الفتن بإذن الله واحذروا عباد الله من العلم دون العمل به فقد كان الصحابة لا يخشون السؤال عما جهلوا ولكن عما علموا ماذا عملوا فيه " اللهم ارزقنا العلم النافع والعمل الصالح " وكفى بالعلم شرفا أن يدعيه من ليس بأهله وكفى بالعلم شرفا أن يدعيه من ليس بأهله وكفى بالجهل شينا أن ينفيه عن نفسه صاحبه !!