الإخوة والأخوات موضوعنا اليوم غاية في الأهمية وهو عن الثقافة والمثقفون.. لطالما لعب المثقفون على مر العصور دورا بارزا و محوريا في النهوض بمجتمعاتهم و الارتقاء بوعي شعوبهم فكانوا السباقين للتصدي للجهل و الظلم و الاستبداد و التسلط و تبني القضايا التي تمس المواطن العادي و محاولة الدفاع عن حقوقه و توعيته ليلعب دوره المطلوب في المجتمع على أكمل وجه.
ولعل أبرز مثال على ذلك ما حصل لفرنسا من تغيير جذري في الحياة السياسية و الثقافية و الفكرية في عصر النهضة و الذي حمل لواءه فلاسفة و أدباء فرنسيون أمثال روسو و فولتير و الذين تبنوا تيارا فكريا جديدا عرف بفلسفة الأنوار فكانوا من قادة و صناع التغيير.
ولما أعود إلى عالمنا العربي تصيبني خيبة أمل كبرى.فالمثقف العربي من الأديب إلى المفكر إلى الفيلسوف بالكاد أتلمس أثره وتأثيره على مجتمعه.
فهل تراه أصبح عاجزا عن إيجاد مقاربة بين نظرياته الفكرية وواقعه الملموس؟
أم تمت تنحيته و عزله من قبل المجتمع؟
أم تراه اكتشف أن لا دور يلعبه في ظل مجتمعات لا تؤمن بالمثقفين؟
أريد أن أتعرف على هذا المثقف العربي الذي نسمع عنه و لا نراه كثيرا.
من تراه يكون؟
هل هو ذلك الشخص الذي يعيش على التنظير و الجلوس فوق برجه العاجي دون أن يلمس
واقع الحياة الحقيقي؟
أم ذاك الغوغائي الذي نراه ليلا نهارا على جميع المنابر يخطب في الناس محاولا استنفار غرائزهم و مدغدغا أحلامهم وأمالهم بشعارات واهية أكل الدهر عليها و شرب؟
أم ذاك الذي كرس ثقافته للوصول لأهدافه و مصالحه الخاصة عن طريق نفاق و تملق أهل السلطة؟
أم تراه ذلك الشخص المثقل بهموم الناس وأوجاعهم و الذي يحاول أن يوقظ فينا صوت العقل و الضمير ويجبرنا على التساؤل والتفكير وتنمية وعينا الذاتي و الذي يحرك السكين داخل الجرح الساكن فينا ليبقى نازفا في ذاكرتنا فنلمسه في كل وقت؟
حسب رأيك من هو المثقف؟
أي دور يلعبه المثقف العربي في الوقت الحالي؟
لماذا ليس للمثقف العربي التأثير الهام على مجتمعه؟
هل أخذ "الفنان" مكان المثقف كقوة تأثير في المجتمعات العربية؟
لماذا توجد هذه الفجوة بين المثقف العربي و المواطن البسيط العادي؟
اذكر لي اسم مثقف عربي في وقتنا الحالي تعتبره أن له تأثير في مجتمعه؟