رمضان بالمغرب           

 المحرر : يوسف خانو


أجواء رمضان المغرب واشهر الاكلات..صور..


رمضان أقدم إلينا بعد غياب، ولهذا الشهر استقبال خاص في كل الدول العربية والإسلامية، وهنا سنلقي الضوء على العادات الرمضانية للأسر المسلمة في دولة المغرب.

 

تستعد كل العائلة للترحاب به في أحسن حلة فالأم تبدأ في شراء كل ما تحتاجه لإعداد من المأكولات الرمضانية التي اعتادوا على تحضيرها كل عام, فرمضان في المغرب يتميز بتنوع مأكولاته من حلويات و شربة. ومن أكثر الحلويات المستهلكة في المغرب خلال رمضان نجد ’الشباكية’ او ماتسمى ايضا ’بالمخرقة’ و هي حلوة تصنع في البيت و تقوم الأم بإعدادها قبل رمضان, كذلك نجد ’الزميتة او سلو’ و هي حلوة تعد بالحلويات الجافة و الدقيق بعد تسخينه في الفرن, هذه الحلوة من الحلويات المستهلكة في رمضان و لا يمكن لأي مغربي أن يقضي رمضان بدونها. كما نجد بعض الماكولات الرمضانية’ كبغرير’ و ’الملوي’ و هما من الأكل الذي يعد من الدقيق على شكل خبز مصنوع بالزبدة والزيت, أما فيما يخص المشروبات فرمضان يتميز بالحريرة و هي شربة غنية لايمكن لاي بيت مغربي ان يفطر من غيرها فهي لب الفطار المغربي في رمضان.

 

عند حلول شهر رمضان ترى كل الناس يتبادلون التهاني, كلنا سعيد بهذا الشهر الكريم فالعائلات تزور بعضها أو يتصلون هاتفيا للتهنئة, حتى الأطفال تراهم يفرحون و يهنون بعضهم البعض, فعلا الأجواء لا توصف و الفرحة عارمة.

بمجرد حلول رمضان و تصبح العائلة صائمة, ينتظم الجميع في شغله أو دراسته, لكن حتى في الشغل او الدراسة ترى الناس محترمين شهر رمضان،  الكل يعمل بأدب و صمت و احترام, الكل يذكر الطرف بصيامه حتى يصبر و يقضي يومه في عبادة, حتى المساجد تمتلئ و الصغير و الكبير و الشيخ و المرأة تراهم يقبلون على المساجد بفرحة و حيوية. بعد قضاء الصلاة تكون دروس للتفقه في الدين في كل مساجد المغرب و خصوصا بعد صلاة العصر حيث ينتهي الناس من شغلهم و دراستهم.

 

 فعوض الذهاب للبيت تراهم يقبلون على الدروس لنيل التواب و فتح صفحة جديدة مع الله تعالى و التوبة من كل ما ارتكبوه من ذنوب قبل رمضان. بعد انتهاء الدرس ترى الكل يجري للبيت لشراء ما يلزم للفطور من لبن و تمر و خبز اما الماكولات الضرورية فقد تم اعدادها في البيت. و قبل اذان المغرب بنصف ساعة ترى الرجال و الشباب يتوجهون للمساجد و ذالك لكسب هذا الوقت للاستغفار و التسبيح حتى يؤذن المغرب, اما النساء و البنات فيبقين في البيت لاعداد طاولة الاكل.

 

لكن ما يسرني كثيرا هي ظاهرة تحصل في قلب المساجد كل يوم في كل رمضان و هي تثبت فعلا تلاحم الشعب المغربي, هذه الظاهرة تظهر قبل اذان المغرب حيث نرى ان كل يوم في شخص محسن يقوم باعداد مايلزم المصلين من حليب و تمرو ماء داخل المسجد بنظام و احترام حتى ان هناك من المصلين من تراهم يتطوعون لجمع بقايا الاكل و تنضيف المسجد حتى يتمكنوا من الصلاة.

بعد صلاة المغرب ترى المصلين يتوجهون الي بيوتهم حيث يجدون الاهل في انتظارهم لياكلوا جماعة فما أحلى الإفطار الجماعي.

 

انتهت وجبة الافطار و كل الاهل الان يستعدون للخروج الى صلاة عشاء و التراويح و الاطفال فرحون بالذهاب مع ابائهم للمساجد. اما النساء فمنهم من يصلي في البيت و منهم من يذهبن الى المسجد, حالة المساجد كسائر الدول الإسلامية مملوءة و الناس يصلون حتى خارج المساجد و الطرق تعج بالحركة  والحمد لله في أمن و سلام ليس فقط اثناء الصلاة بل خلال رمضان كله.

 

هكذا يصوم المغاربة العشرين يوم الاولى من رمضان, ومع بداية العشر الأواخر ترى الكل في حالة تأهب للاكثار من العبادة وقيام الليل و الاكثار من قراءة القرأن حتى ليلة القدر حيث ترى الكل في احتفال بهذه الليلة من اكل و شرب و زيارة للاهل و صلة الرحم و الاعتكاف في المساجد الي غاية صلاة الفجر ثم يستكملون صيامهم الى ان يطل عيد الفطر علينا فرحين باستكمال الصيام على احسن وجه داعين الله تعالى بان نكون ممن اعتقهم من النار و مستقبلين عيد الفطربالتهاني وزيارة الاهل و الاصحاب.

 

و شهركم مبارك سعيد

كاتب الموضوع: مواطن مغربي

 


عدد الزيارات : 445

Share

مقالات ذات صلة :
  • مقدمة

  • أما آن لموتى القبور أن يستيقظوا؟!!

  • الفرار

  • الجسد

  • العار

  • مباراة متوازنة جداااااااا

  • صدر الحكم يا سادة

  • الطير المهاجر

  • إنا لله وإنا إليه راجعون

  • يا رسول الله

  • خواطر من يوم أكتوبر

  • ترنيـمة الغربــاء

  • التجربة المخيفة _ الجزء الأول

  • التجربة المخيفة _ الجزء الثاني

  • دروب الوهم والأمل

  • شـــــذرات

  • مع كل رشفة صباحية

  • قصيدة الحب روض بابه الإخلاص

  • صاغها الفؤاد وقالها اللسان

  • رحلة إلى مدينة البالونات

  • الحب الحقيقى

  • أنـــا الفاتــنة

  • أين ذهب مذاق السكر ؟

  • عمر ذات الثالثة عشر عاما يدرس في الجامعة الأمريكية

  • قصيدة مثل أسلافهم

  • ذكرى موت القلوب

  • قصيدة إلى متى ؟؟

  • شاب عراقي يحل لغز أرقام برنولى

  • الـــــغــــراب

  • في موقف الأتوبيس

  • إرادة حديدية

  • القرش

  • تخيل

  • مستشفى 57357

  • امسك العصابة

  • ياريتنى أكون

  • الإرهابي

  • آه يا قلبي

  • هذه هي همة الصغار ... فأين منها همة الكبار؟

  • انا هى تلك الفتاة

  • ما زالوا يطرقون ابوابنا

  • مصر هتتغير بأيدينا.. تجربة رائعة لمواطنة مصرية

  • رجب و موسوعة جينيس

  • وصل صوتك مهما كانت الضغوط

  • بأي جديد جئت يا عيد!!

  • المزيد.......
    التعليقات :



    الاسم
    البريد الالكتروني
    العنوان 
    التعليق