كان يوم عمل عادى بدأ بركوب المواصلات للذهاب الى العمل ... و لكن تلك العبارة استوقفتنى ... فهذه اول مرة الاحظها ... انها مكتوبة فى محطة مترو الأنفاق ... و آتى المترو و ركبت و أنا أفكر فى تلك العبارة !!!
و تذكرت ذلك اليوم الذى ذهبت فيه لأقدم ورقة علمية فى احدى المؤتمرات. و كانت الدول المنظمة للمؤتمر هى احدى دول شرق آسيا و كان مقام فى القاهرة- مصر .. و لن أتمكن من وصف التنظيم و حسن التعامل الذى لقيته هناك .. و عندما اكتشفت اننى قمت بدفع مبلغ زائد عن الرسوم المطلوبة و اخبرت احدى المسئولات عن ذلك فتاكدت من انى دفعت مبلغ زائد ثم قامت بفتح محفظتها الخاصة و دفعت لى المبلغ .. و قد اندهشت كثيرا .. فهى لم تطلب منى ان أقدم طلب و أن أضع عليه طابع بريد و ورقة دمغة و لا أن أقدم الطلب للمدير ثم الرئيس ... الخ .. لأخذ الموافقات
و لا يمكنى ان انسى ذلك الموقف الذى تورطت فيه حين قابلنى شخص أجنبى فى هذا المؤتمر و أخبرنى انه لا يستطيع تكلم العربية و طلب منى أن أقوم بتركيبه تاكسى ... و بعد سؤالى لسائق التاكسى اذا كان يعرف المكان الذى سيوصله اليه ( و هو الفندق الذى سيقيم فيه اثناء المؤتمر) و اتفاقى معه على المبلغ ركب الشخص الاجنبى معه بعد رفضه تشغيل العداد ... و فى اليوم التالى سالته ماذا حدث و اذا كان وصل سالما؟ قالى لى أن السائق لم يكن يعرف المكان و كان ينظر اليه ثم يسال من حوله على المكان (و لم يحتاج الاجنبى الى اللغة العربية ليعرف ما يدور حوله فكان الأمر واضح) ... و اخيرا و بعد ما وصل طلب السائق منه ضعف المبلغ المتفق عليه... و لكن على مين؟؟؟ لجأ الاجنبى لشخص مصرى من الفندق الذى يقيم فيه و لم يدفع زيادة عن المبلغ المتفق عليه الا خمسة جنيهات ... و لو كان قام السائق بتشغيل العداد لكان أخذ حقه و زيادة ...
و هنا وصل المترو الى المحطة التى سانزل فيها ... و عندما خرجت من المحطة الى الشارع وجدت نفس العبارة التى قرأتها صباحا فى محطة المترو مكتوبة على عربة الاسعاف ... انها عبارة "من الشعب اليابانى".
و سالت نفسى هل يمكن فى يوم من الأيام أن يكون لنا انجازات فى دول أخرى و ان نكتب عليها عبارة "من الشعب المصرى"؟؟؟